حساب حسن إصليح على انستجرام
الصحفي حسن إصليح، أرشيفية

نجا من قصف خيمة للصحفيين فاستهدفه الاحتلال في المستشفى.. اغتيال الصحفي حسن إصليح

سالم الريس
منشور الثلاثاء 13 مايو 2025

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، باستهداف مباشر بصاروخ من طائرة مُسيرة داخل قسم الحروق بمُجمع ناصر الطبي في خانيونس، جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد الصحفيين القتلى خلال حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 215 صحفيًا وصحفيةً.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن القصف استهدف غرفة حسن إصليح بالطابق الثالث من المبنى الرئيسي للمجمع، حيث كان يتلقى العلاج في إصابة سابقة، ما أدى إلى مقتله على الفور، بالإضافة إلى إصابة ستة من المرضى والمصابين الذين كانوا يتلقون العلاج داخل القسم نفسه.

وأكد المصدر أن الاستهداف جاء دون سابق إنذار أو تحذير، وفي انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية التي تحظر الهجمات على المرافق الطبية خلال النزاعات المسلحة، وقد وُجد جثمان الزميل إصليح ممددًا على سريره داخل القسم، وقد فارق الحياة متأثرًا بإصاباته جراء القصف المباشر.

وكان إصليح قد أُصيب في محاولة اغتيال سابقة بتاريخ 7 أبريل/نيسان الماضي، حينما استُهدفت خيمة للصحفيين قرب مجمع ناصر، ما أدى إلى مقتل الصحفيين حلمي الفقعاوي وأحمد منصور، وإصابة إصليح بجروح خطيرة في الرأس والوجه، إضافة إلى بتر إصبعين من يده اليمنى، وإصابة 9 صحفيين آخرين.

ورغم إصابته، واصل إصليح أداء عمله الصحفي، وكان من أبرز الصحفيين الميدانيين في تغطية الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث وثّق بالصوت والصورة حجم الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، بالتعاون مع مؤسسات إعلامية وحقوقية محلية ودولية.

إصليح، المولود عام 1988، يعد من أبرز الصحفيين الميدانيين في قطاع غزة. وبرز اسمه منذ عام 2008 في تغطية الحروب والعدوانات المتكررة على القطاع، كما عُرف بتغطيته الواسعة لمسيرات العودة وكسر الحصار خلال عامي 2018 و2019. وقبل عامين، أطلق منصته الإعلامية الخاصة "علم 24"، التي أتاحت الفرصة لعشرات الصحفيين الشباب في غزة للعمل وتغطية الأحداث.

وعُرف إصليح بمواكبته المستمرة لمعاناة السكان تحت الحصار، حيث رافق المرضى والعائلات المنكوبة في رحلتهم اليومية مع الألم، فكان حاضرًا في الميدان بعدسته وقلمه، حاملًا رسالة الصحافة الإنسانية والميدانية، دون أن يتخلى عن مبدأه أو ضميره.

ونعى عشرات الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة زميلهم عبر المنصات الصحفية والسوشيال ميديا، فكتب الصحفي هاني الشاعر "بحبر الدم والوجع.. وبكل فخر واعتزاز، أنعى رفيق دربي الشهيد الصحفي الطيب الخلوق صاحب السيرة العطرة ابن الأصل والأصول الكريم ابن الكرام التقي النقي، حسن إصليح إلى رحمة الله أبو العبد".

وكتب الصحفي سامر الزعانين "يا حسن، أيّها الراحل كضوء الفجر حين يُختطف قبل اكتماله، كيف نُكمل الطريق، وقد غاب من كان يكتب الحقّ بدمه قبل قلمه؟ كنت الصوت الذي لا يرتجف، والعدسة التي لا تغفل، والضمير الذي لا يساوم. سكنت الميدان، كما يسكن العاشق وطنه، فلم تكن ناقلًا للخبر فقط، بل كنت الخبر الذي تشهد له الأرض والسماء".

وأضاف "أوجعنا رحيلك، لأنك لم تكن مجرد زميل، كنت أخًا، وظلًا طيبًا، وصوتًا حرًا يشبه الصدق حين يتجسد إنسانًا. كنا نطمئن بوجودك، ونتعلم من صمودك، واليوم نبحث عنك في الصور، في التسجيلات، في أثر خطواتك… فلا نجد سوى الصمت، وبقايا وجع".

وفي بيان رسمي، نعى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الصحفي حسن إصليح، مستنكرًا اغتياله أثناء تلقيه العلاج في مجمع ناصر الطبي، ومؤكدًا أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سياسة ممنهجة تنتهجها إسرائيل ضد الصحفيين في القطاع، ما رفع عدد الصحفيين القتلى إلى 215 صحفيًا وصحفية.

ودعا المكتب الإعلامي الجهات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، إلى إدانة جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، ومحاسبة المسؤولين عنها، محملًا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول الداعمة لها، المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب المرتكبة بحق الإعلاميين في غزة.

كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات ذات العلاقة بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية في غزة، ولحماية الصحفيين وضمان ملاحقة ومحاسبة مرتكبي جرائم القتل والاغتيال بحقهم أمام المحاكم الدولية.

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.