حرر مجموعة من سكان أحد كمباوندات مدينة 6 أكتوبر بلاغاتٍ ضد ساكنة اتهموها بـ"تسميم الكلاب بالكمباوند والشروع في قتل المواطنين بعد إصابة أحد السكان بسم محظور دوليًا".
وتعود الأزمة للخميس الماضي، عندما انتشرت فيديوهات لكلاب مسمومة غارقة في دمائها بطرقات الكمباوند، فيما طالب البعض وزارة الداخلية والنيابة العامة بالتحقيق والقبض على الجناة ووقف تعذيب وقتل الكلاب بالشوارع.
وقال محمد عادل، أحد سكان الكمباوند، الذي تعرض للإصابة بالسُم، إن هذه ليست المرة الأولى لحالات تسميم الكلاب هناك "نعاني يوميًا من مناوشات مع السكان الكارهين لوجود الحيوانات الأليفة، الذين يتعرضون لنا كمهتمين بالرفق بالحيوان بالسب والشتائم، بل كادت تصل في إحدى المرات للاشتباك بالأيدي أثناء وضعي أكل ومياه للكلاب والقطط".
وأوضح لـ المنصة "من سنتين قُتل أكثر من 150 كلب بسم الأستركنين المحرم دوليًا بالكمباوند بلا رحمة"، على حد قوله.
واطلعت المنصة على خطاب من شركة أعمال الصيانة بتاريخ 10 أبريل/نيسان 2023، تخاطب فيه مديرية الطب البيطري بالجيزة بموافقتها على استخدام الأستركنين داخل الكومباوند لمكافحة الكلاب الضالة.
وسبق أن أوصت هيئة مفوضي مجلس الدولة في سبتمبر/أيلول 2021 بوقف تسميم الكلاب بالأستركنين لسميته الشديدة وتأثيره الضار على التربة وصحة الإنسان، وليس على الكلاب وحدها.
وأضاف عادل "المشكلة أن الكمباوند من غير سور، والكلاب عادت من جديد، ولكي نتلاشى مشاكل التسميم والقتل قررنا كسكان مهتمين بالحيوانات وبالجهود الذاتية، التنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان لتنفيذ استراتيجية مصر للتنمية المستدامة، بأن تكون مصر بلا سعار 2030، وبالفعل تم تطعيم كل كلاب الكمبوند الشهر الماضي".
وفي عام 2021، أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية للقضاء على مرض السعار، من خلال التطعيم وحملات توعية للمواطنين.
"لكن فوجئنا بتسميم الكلاب اللي طعمناها، وتحولت شوارع الكمباوند لساحة من جثث الكلاب، بينهم كلبين جولدن ولابرادور مملوكين لسكان في الكمباوند، وعندما حاولت المساعدة في جمع بقايا المأكولات المخلوطة بالسم خوفًا على الأطفال، جرح أحد أصابعي ونزف، وبعدها بعشر دقائق دخلت في حالة إعياء شديد" قال عادل.
اتصلت زوجته بالإسعاف "التي نقلتني غارقًا في عرقي وبتنميل في اليد والذارع، مصحوبًا بضيق في التنفس وقيء لمستشفى أكتوبر العام، لكن أخبروني بضروة التوجه لقسم السموم بالقصر العيني لعدم تخصصهم في هذه الحالات، بالفعل قام الأطباء بالقصر العيني باللازم من تحاليل وفحوصات، ولدينا تقرير طبي بذلك".
وأشار عادل إلى تحريره محضرًا بقسم شرطة ثالث أكتوبر ثم تحول لبلاغ للنيابة العامة يحمل رقم 2932 لسنة 2025 ضد إحدى الساكنات التي تعترف في فيديو لها بتسميمها للكلاب "أنا واثق في القضاء والقانون المصري، الموضوع بقى أكبر من تسميم الكلاب اللي مش هنتهاون في حقها، ووجهت النيابة لهذه المرأة تهمة الشروع في القتل"، موضحًا أن النيابة أمرت بعرض الكلاب المسمومة على الطب البيطري للفحص والتشريح ومعرفة نوعية السم وخطورته.
وقال عضو جمعية رفق لحقوق الحيوان عمر سامي لـ المنصة إنه تولى مطلع أبريل/نيسان الماضي بالتعاون مع جمعية فرصة حياة وسكان متطوعين، بينهم محمد عادل، حملة لتطعيم كلاب الكمباوند، وأوضح "نجحنا في تطعيم وتعقيم أكثر من 60 كلبًا، إضافة إلى توعية الأطفال وأصحاب المحلات، لكن كل ده ضاع بتسميم الكلاب ببشاعة ودون رحمة".
"بمجرد علمنا بواقعة التسميم توجهنا للكمباوند فورًا وطلبنا النجدة، وفوجئنا بإحدى النساء تشتبك معنا كفريق إنقاذ واعترفت بتسميم الكلاب، ثم حررنا المحضر رقم 2933 لسنة 2025 بقسم شرطة ثالث أكتوبر، وهو بلاغ جماعي لعدد من سكان الكمباوند ضدها"، حسب سامي.
ورجح عضو جمعية رفق لحقوق الحيوان استخدام سم الأستراكنين في قتل الكلاب "هو سُم عالي الخطورة ومحرم دوليًا، يفتك بمعدة الكلاب ويسبب لهم القيء الدموي كما شاهدنا على جثث الكلاب، وشاهدنا آثاره على أرجل الفراخ التي وضعتها المرأة".
وأضاف أن هذا السم سريع الامتصاص "بمجرد جرح يد أحد السكان ظهرت عليه علامات الإعياء الشديد، كما أن استنشاقه يؤدي للشعور بالغثيان والإسهال، وهو ما حدث لعدد من سكان الكمباوند".
وأوضح أنه "على مدار الشهور الماضية صوتنا اتنبح نطلب من الإدارة بناء سور للكمباوند، خاصة بعد تطعيم الكلاب، الإدارة عارفة وشايفة وساكتة، والكلاب اللي ماتت مسمومة كانت غير مسعورة وغير مؤذية".
"كلبتي عمياء وعجوزة اتبنتها قبل عامين، مرخصة ولها شهادة طبية موثق فيها كل التطعيمات (اطلعت عليها المنصة)، ليقتها مسمومة وبتنزف من فمها في البلكونة"، قالت المهندسة منة الله محمد إحدى السكان المتضررين.
وأضافت لـ المنصة "ألقي السم في بلكونة منزلي بالدور الأرضي، عدت من عملي ووجدت الكلبة ميتة، ووالدتي تُعاني من آثار استنشاق السم من غثيان وإعياء عام، حررت المحضر رقم 2952 لسنة 2025 بجانب المحضر الجماعي لسكان الكمبوند ضد المرأة التي سممت الكلاب، ولن نتراجع عن مسلكنا القانوني سواء في حق كلبتي أو كل كلاب الكمباوند المطعمة".
وكفلت المادة 45 من الدستور المحافظة على الحيوان والرفق به، وكذلك المادتان 355 و357 من قانون العقوبات، إذ جرمتا التعدي على الحيوان أو استعمال القسوة معه.
وتنص المادة 357 على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه كل من قتل عمدًا بدون مقتض أو سمَّ حيوانًا من الحيوانات المستأنسة".