أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، عن 11 معتقلًا فلسطينيًا من سكان شمال قطاع غزة، بعد احتجاز دام قرابة عام، ونقل المفرج عنهم عبر سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر من معبر كيسوفيم إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، لإجراء فحوصات طبية أولية قبل إعادتهم إلى مناطق سكنهم عبر شارع الرشيد الساحلي.
وأكد المُعتقل المُحرر خالد سلمان لـ المنصة أنه اعتُقل في أبريل/نيسان 2024 إثر رفضه النزوح من شمال القطاع، حيث تعرض خلال فترة اعتقاله في سجن "سدي تيمان" جنوب إسرائيل، لأشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي، والتجويع والحرمان من الرعاية الصحية.
وذكر أن جميع المعتقلين المفرج عنهم اليوم احتُجزوا في ذات السجن، حيث عانوا من أوضاع قاسية، أسفرت عن إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة دون تلقي العلاج اللازم.
وفي سياق متصل، أعلن المطبخ المركزي العالمي عن توقف جميع مطابخه في قطاع غزة، التي كانت تقدم يوميًا وجبات غذائية مجانية لعشرات آلاف النازحين، وذلك بسبب نفاد المواد الخام والوقود نتيجة استمرار الإغلاق الإسرائيلي الكامل للمعابر منذ أكثر من شهرين، ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح بيان صادر عن المطبخ المركزي أن الفرق العاملة في غزة اضطرت خلال الأسابيع الماضية إلى استخدام كل ما توفر من مكونات غذائية ووقود بديل كالخشب وجفت الزيتون (التفل)، لتأمين الطهي، ما مكّنهم من إعداد 133 ألف وجبة يوميًا، وإنتاج 80 ألف رغيف خبز، قبل أن يتوقف العمل كليًا إثر نفاد المخزون.
وأشار البيان إلى أن عشرات الشاحنات التابعة للمطبخ، المحملة بالمؤن الغذائية ووقود الطهي، لا تزال عالقة على المعابر منذ بداية مارس/آذار الماضي، إلى جانب شحنات أخرى على الحدود المصرية والأردنية، بانتظار إذن إسرائيل للدخول. وأكدت المؤسسة أنها قادرة على استئناف نشاطها وتوفير نصف مليون وجبة يومية فور دخول هذه الإمدادات.
من جانبه، حذر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا من تفاقم الوضع الإنساني، قائلاً إن توقف مطابخ الإغاثة يعمّق أزمة المجاعة، خصوصًا في ظل تعمد الاحتلال حرمان السكان من الغذاء، مؤكدًا أن تداعيات الكارثة باتت تهدد بشكل مباشر حياة الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وميدانيًا، أفاد مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة بوصول 20 ضحية إلى المستشفيات منذ فجر الخميس، بينهم 16 من مدينتي غزة وشمالها، نتيجة غارات إسرائيلية متفرقة.
وفي بلدة بيت لاهيا، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة أسفرت عن مقتل تسعة من عائلة واحدة إثر قصف منزلهم دون سابق إنذار، كما قُتل شابان جراء استهداف طائرة استطلاع لتجمع مواطنين غرب غزة، وأصيب خمسة آخرون.
وفي حي الشجاعية شرق غزة، انتشلت الطواقم جثامين أربعة ضحايا بعد قصف مدفعي مكثف، من بينهم شاب وزوجته. كما أسفر قصف بمسيرة جنوب غرب دير البلح عن مقتل شاب وطفله.
وفي مخيم النصيرات، استُهدفت نقطة خبز على الحطب بقنبلة من مسيرة، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة سبعة بجروح متفاوتة أثناء انتظارهم لدورهم في الخبز، نُقلوا على إثرها إلى مستشفى العودة.
وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.