بعد 5 سنوات من فقدان بصره.. تعيين الطبيب محمود قنيبر بصندوق "مخاطر المهن الطبية"

أكد طبيب الحميات الدكتور محمود سامي قنيبر، الذي فقد بصره أثناء علاجه مرضى كورونا في مستشفى عزل بلطيم بمحافظة كفر الشيخ قبل سنوات، اتفاق وزارة الصحة أمس على تعيينه في صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية.

وأوضح قنيبر لـ المنصة أنه سيكون مسؤولًا عن رعاية أسر الأطباء المتوفين والمصابين نفسيًا وماديًا، على أن يخصص له مكتب في القاهرة وآخر في فرع كفر الشيخ. لافتًا إلى أنه سيتم الانتهاء من الإجراءات الخاصة بدرجة التعيين والراتب خلال الفترة المقبلة.

وناشد قنيبر الحكومة مرارًا توفير عمل له، بعدما فقد بصره جراء ضغط العمل الشديد في معالجة مرضى فيروس كورونا عام 2020. وسبق أن قال إنه تلقى وعودًا حكومية عديدة بإعادة توظيفه في عمل يناسب حالته، لكن أيًا منها لم يتحقق.

وجاء قرار تعيينه بعدما كتب قنيبر بوست على فيسبوك الشهر الماضي، قال فيه "أنا عاوز أشتغل.. بقالي 5 سنين قاعد في البيت.. تعبت من قعدتي ومن نفسي، وأتعبت كل من حولي".

وأوضح قنيبر لـ المنصة أن وزارة الصحة تواصلت معه خلال الفترة الماضية وأكدت أنها ستوفر له عملًا يتناسب مع حالته الصحية، لكنه أوضح أن مقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة بعيد بالنسبة له، لذلك لم يتم توفير تشغيله في الوزارة. 

وتعود قصة الطبيب إلى مايو/أيار 2020، عندما شعر بإجهاد شديد نتيجة ضغط العمل المتواصل لسبعة أيام، فاستيقظ من نومه ليكتشف أنه غير قادر على الرؤية. وظل قنيبر في منزله إلى أن قررت الجهات المعنية منحه شقة ضمن الإسكان الاجتماعي في المحافظة تكريمًا لتضحياته، وكرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2021.

وتقرر إنشاء صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية بموجب قانون 184 لسنة 2020، بحيث يصرف تعويض للمصاب بعجز كلي أو جزئي أو لأسرة المتوفى نتيجة مزاولة المهنة، وهو تعويض مرة واحدة وليس معاشًا شهريًا.

وبلغت أعداد الوفيات بين الأطباء خلال جائحة كورونا نحو 500 طبيب. وفي مايو 2021 طالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الحكومة بالتحرك العاجل لمضاعفة الجهود المبذولة لتوفير أقصى حماية للطواقم الطبية، وتقديم تعويضات مالية عادلة لأسرهم عرفانًا بتضحياتهم الاستثنائية في لحظة استثنائية.

وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت في 26 أبريل/نيسان الجاري أن صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية صرف منذ إنشائه وحتى الآن تعويضات بلغت 480 مليون جنيه لحالات العجز الكلي والجزئي، بينما بلغت قيمة التعويضات لحالات الوفاة نحو 75 مليون جنيه، في إطار ما يقدمه الصندوق من دعم مادي ومعنوي للعاملين في القطاع الطبي.