تصوير سالم الريس، المنصة
عشرات الضحايا في مستشفى المعمداني بمدينة غزة جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعشرات المنازل والمباني السكنية والخيام، 18 مارس 2025

خلّفت 21 قتيلًا.. الاحتلال يرتكب 3 مجازر بحق النازحين في غزة

سالم الريس
منشور الخميس 17 أبريل 2025

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء أمس، ثلاث مجازر دامية بحق عائلات في شمال وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 21 مدنيًا، بينهم أكثر من 16 امرأة وطفلًا، كما أُصيب نحو 30 آخرين بجروح متفاوتة، حسبما أفادت مصادر طبية لـ المنصة.

وفي تفاصيل إحدى المجازر، استهدف طيران الاحتلال بصاروخ استطلاع خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، ما تسبب باندلاع حريق هائل التهم الخيمة وسكانها.

وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة، إن طواقمهم هرعت إلى المكان عقب تلقي نداء استغاثة، وعملت على إخماد النيران التي امتدت إلى عدد من الخيام المجاورة، مشيرًا إلى انتشال جثامين عشرة أطفال ونساء تفحمت أجسادهم حتى تلاشت ملامحهم، بالإضافة إلى سبعة مصابين بحروق خطيرة.

وفي شهادة مروعة، قال أحد النازحين من المنطقة ذاتها لـ المنصة، "كنا نائمين وقت الضربة، سمعنا صوت انفجار قوي وصراخ، طلعنا نجري لقينا النار مشتعلة في الخيمة والناس بتحترق قدامنا".

وقال مصدر في مشرحة مُجمع ناصر الطبي لـ المنصة، إن أقارب الضحايا لم يتمكنوا من التعرف عليهم بسهولة بسبب احتراق الجثامين بالكامل، وقتلت في المجزرة سيدة مسنة وزوجة ابنها وأطفالها الثلاثة، وزوجة ابنها الثاني وأطفاله الثلاثة، بالإضافة إلى حفيدها.

وفي المجزرة الثانية، قُتل ستة أفراد من عائلة واحدة في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، بالقرب من مستشفى كمال عدوان، بعد أن استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية خيمتهم بشكل مباشر أثناء نومهم، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين الأب والأم وأطفالهم الأربعة، جميعهم قضوا على الفور جراء القصف، كما أُصيب ستة نازحين آخرين من سكان الخيام المجاورة، نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقال شاهد عيان لـ المنصة "القصف قتل العائلة كلها، هدول نساء وأطفال، إيش ذنبهم؟ أجسادهم تقطّعت وهم نايمين، كل واحد فيهم كان عنده حياة وحلم، قتلوه بلحظة".

وفي مجزرة ثالثة، استهدفت طائرة استطلاع خيمة تؤوي نازحين في شارع الداخلية الجديد بمخيم جباليا شمال القطاع، وأفاد مصدر في طواقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القصف أسفر عن مقتل أحد أفراد العائلة، بالإضافة إلى انتشال أشلاء لأربعة قتلى آخرين لم تُعرف هوياتهم بعد.

وأضاف المصدر بالإسعاف لـ المنصة، أن 13 مواطنًا، بينهم أطفال، أُصيبوا بجراح جراء تطاير شظايا الصاروخ الذي انفجر وسط الخيام.

من ناحيته، أعلن مدير مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة الدكتور محمد أبو سلمية عبر فيسبوك، إعادة افتتاح عدد من الأقسام الطبية الحيوية داخل المستشفى، بينها العناية المركزة وثلاثة أخرى لاستقبال المرضى والجرحى، بالإضافة لقسم الحضانة في مستشفى الحلو الدولي المجاور.

ويأتي هذا التطور بعد نحو عام من اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي خلال العملية البرية على مناطق غرب غزة، والتي خلّفت دمارًا واسعًا طال مختلف مباني وأقسام المستشفى، إضافة إلى تدمير شامل للمعدات والأجهزة الطبية عبر القصف والحرق.

وأضاف أبو سلمية لـ المنصة، أن جهود إعادة التأهيل جاءت استجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان، خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال، مشيرًا إلى أن الطواقم تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، في ظل النقص الحاد في الأسرّة والمستلزمات الطبية والأدوية، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات عبر المعابر.

وأشار إلى أن إعادة تشغيل هذه الأقسام تزامن مع خروج مستشفى المعمداني من الخدمة جراء قصف قبل طائرات الاحتلال لمبانيه وأقسامه، ما جعل مستشفى الشفاء المؤسسة الطبية الوحيدة التي تقدم خدماتها حاليًا للمرضى والجرحى في مدينة غزة وشمال القطاع.

وأكد أن الكوادر الطبية تواصل العمل تحت ضغط كبير لتلبية احتياجات آلاف الجرحى والمرضى، وسط تحذيرات من كارثة صحية وشيكة إذا استمر منع الإمدادات الطبية من الوصول إلى القطاع.

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، واستأنف حربًا بدأها على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.