كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، استهدافه مباني وخيامًا وسيارات في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث وصل إلى المستشفيات 30 ضحية وعشرات الجرحى والمصابين، حسبما أفاد مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة، من بينهم عضو المجلس البلدي ومدير مكتب وكيل وزارة العدل التابعة لحماس محمد بركة.
واستهدفت طائرات الاحتلال، الأحد، مقر لجنة زكاة دير البلح وسط قطاع غزة، وهو مبنى تابع للبلدية، دون سابق إنذار أو تحذير، ما أدى إلى مقتل 3 من بينهم بركة، فيما أصيب أكثر من 20 نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.
وقال شاهد لـ المنصة إن المبنى المستهدف يقع وسط السوق المركزية للمدينة، وجاء الاستهداف في لحظات الذروة، مضيفًا "كنا شغالين على البسطة وبنبيع خضرة زي كل يوم، فجأة صارت الدنيا غبرة والشظايا بتنزل علينا، أنا ما سمعت صوت القصف لأني كنت قريب جدًا من المكان".
وأوضح أنه بسبب قوة القصف تساقطت الشظايا على المواطنين في الشارع ما تسبب في إصابة عدد كبير منهم، وبعد مرور دقائق على الاستهداف الأول، وردت عدة اتصالات من جيش الاحتلال لمواطنين موجودين في المكان تطالب بإخلاء المنطقة تمهيدًا لاستهداف مبنى البلدية.
وقال شاهد ثانٍ لـ المنصة إن اتصال الاحتلال تسبب في حالة من الارتباك والهلع بين المواطنين الذين اضطروا لإخلاء المكان في دقائق معدودة، تبعها قصف وتدمير مبنى البلدية بعدة صواريخ.
وزعم الاحتلال أنه استهدف مجمع "قيادة وسيطرة" تابعا لحماس في دير البلح، تواجد داخله "عدد كبير" ممن وصفهم "بالإرهابيين المنتمين إلى حماس والذين نفذوا خلال الحرب أعمالًا إرهابية".
وسبق استهداف مبنى البلدية قصف إسرائيلي استهدف سيارة أثناء تحميلها ركابًا على شارع البحر غرب دير البلح، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص من بينهم 6 أشقاء من عائلة أبو مهادي.
وقال شاهد لـ المنصة إنه أثناء توقف السيارة لتحميل ركاب، قصفها الاحتلال بشكل مباشر، ما تسبب بمقتل السائق والركاب وإصابة عدد من المارة في الشارع.
وقال شاب من عائلة أبو مهادي لـ المنصة إنهم ودعوا 6 أشقاء جراء الاستهداف، لم يتبقَ لوالدهم أي من أبنائه، وجرى تشييعهم من مستشفى شهداء الأقصى.
وفي المناطق الشمالية لوسط القطاع، أطلق جنود الاحتلال عشرات الأعيرة النارية والقنابل المدفعية والدخانية شمال شرق مخيم النصيرات ومنطقة المغراقة، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة، دون التبليغ عن وصول إصابات للمستشفيات.
وفي خانيونس جنوب القطاع، قصف الاحتلال عددًا من المنازل وخيام النازحين شمال وشرق وغرب المدينة، حيث وصل إلى مُجمع ناصر الطبي 11 من الضحايا وأكثر من 25 إصابة، حسبما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وأشار مصدر صحفي لـ المنصة إلى استهداف أرض زراعية يوجد فيها عدد من الأفران الطينة التي يستخدمها السكان لإنتاج الخبز في بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة، ما تسبب في مقتل شاب وزوجته وإصابة طفلتهما إصابة خطيرة فيما أصيب عدد من النساء والأطفال أيضًا خلال صناعتهم للخبز.
وقتل ثلاثة شبان من عائلة واحدة بينهم شقيقان، في استهداف تجمع مواطنين بحي المنارة جنوب شرق خانيونس، وقال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال استهدفهم بصاروخ في الشارع الذي يقطنون فيه.
وقتل آخرون في استهدافات عدة خيام في مناطق متفرقة بمنطقة المواصي غرب المدينة، من بينهم امرأة.
وفي شمال القطاع، تركزت عمليات القصف الإسرائيلي على جباليا وبيت لاهيا، وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال أطلق عشرات قذائف المدفعية وقذائف الدخان على البلدتين إلى جانب إطلاق الرصاص من مُسيرات باتجاه مناطق تواجد المواطنين، الأمر الذي أجبر عددًا من العائلات على النزوح وترك خيامهم وأمتعتهم.
واستقبل المستشفى الإندونيسي 7 ضحايا وأكثر من 13 إصابة، حيث قتلت امرأة بطلق ناري من مُسيرة في جباليا، كما قتل 5 من عائلة واحدة نتيجة استهداف منزلهم بشكل مباشر، حسب المصدر الصحفي.
وقتل شاب فيما أصيب آخرون جراء استهداف طائرة استطلاع مجموعة من المواطنين بمنطقة السلاطين في بيت لاهيا.
واستهدف الاحتلال ورشة حدادة في سوق فراس وسط مدينة غزة بعد التبليغ بالإخلاء هاتفيًا، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة، فيما أعلنت وزارة الصحة بغزة خروج مستشفى المعمداني عن الخدمة بشكل مؤقت وتوزيع المرضى والجرحى على ثلاثة مستشفيات تعمل بشكل جزئي جراء استهدافها في وقت سابق.
واعترف الاحتلال في بيان بمهاجمة مستشفى المعمداني، زاعمًا أنه يستخدم كمركز قيادة وسيطرة، واستغلاله "من قبل عناصر حركة حماس في عمليات التخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات ضد الجيش".
وأشار الاحتلال إلى تحذيره المسبق بإخلاء المستشفى قبل استهدافها بهدف تقليص احتمالية إصابة المدنيين، متهمًا حماس بانتهاكها لأحكام القانون الدولي من خلال استغلال المباني والمرافق المدنية والخدماتية.
