حساب حسن دهب على فيسبوك
الشابان يوسف السرحاني وفرج الفرازي، أرشيفية

قبيلة الضحية الثانية لواقعة مطروح تتسلم جثمانه.. والدفاع يطلب تفريغ المكالمات وتحريات "أجهزة مستقلة"

محمد نابليون
منشور الأحد 13 أبريل 2025

تسلمت قبيلة الفزار بمرسى مطروح، ظهر اليوم، جثمان الشاب فرج الفزاري، الذي اتهم ذووه قوة من الشرطة بتصفيته وشابًا آخر، يوم الخميس الماضي، ردًا على مقتل ثلاثة أمناء شرطة أثناء ضبطهم أحد المطلوبين بمدينة النجيلة، وذلك تمهيدًا لدفنه عصر اليوم بمقابر الزاوية بمدينة سيدي براني.

يأتي دفن الفزاري بعد ثلاثة أيام من الواقعة، وبعد يومين من دفن الضحية الأولى يوسف السرحاني، بسبب رفض قبيلة الأول تسلم جثمانه، احتجاجًا على الطريقة التي تعاملت بها الشرطة معه وللمطالبة بالتحقيق في الواقعة، غير أنهم قرروا تسلم الجثمان في أعقاب عقد نيابة مطروح الكلية جلسة تحقيق، أمس، استمعت خلالها لأقوال شاهدين من مشايخ القبائل هما حمد أبو الأقرع ونصر الله جميل، حسب تصريحات أحد أعضاء فريق الدفاع عن أسر الشابين، المحامي جمعة الصريحي لـ المنصة.  

وأوضح الصريحي أن جلسة التحقيق التي انتهت قرابة الساعة الواحدة من صباح اليوم الأحد، شهدت استماعًا مطولًا لأقوال الشاهدين، اللذين توليا تسليم الشابين المقتولين للأجهزة الأمنية، قبل أن تعلن وزارة الداخلية مقتلهما في تبادل لإطلاق النار.

وأضاف الصريحي أن من سُمح لهم من محامي مطروح بالحضور مع الشاهدين جلسة التحقيق وبينهم نقيب محامي مطروح عادل العبد، طلبوا من النيابة تفريغ كاميرات المراقبة في محيط منزلي الشابين للتأكد من خروجهما طوعيًا لتسليم نفسيهما، إلى جانب الاستعلام من شركات الاتصالات عن تفريغ المكالمات الهاتفية التي جرت بين الشاهدين وضباط الداخلية للاتفاق على تسليم الشابين والاستعلام عن أماكن إجراء المكالمات، التي تؤكد تصفية الشرطة للشابين، على حد قوله.

ولم يتسنَ للمحامين حتى الآن معرفة قرارات النيابة الكلية في التحقيقات، حسب الصريحي، الذي قال "باعتبار أنهم حضروا مع شهود في القضية فما عرفناش إيه هي القرارات اللي صدرت"، معربًا عن أمله في استكمال التحقيقات على وجه جاد وأن تصدر النيابة قرارًا باستدعاء القوة الأمنية التي تسلمت الشابين ومن تورط في تصفيتهما لمواجهتهم بالاتهامات.

في غضون ذلك، قال مصدر قانوني بنقابة محامين مطروح لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، إن فريق الدفاع الموكل من أهالي الشابين طلبوا من النيابة أن تستعين بتحريات أجهزة مستقلة حول الواقعة كالمخابرات الحربية أو المخابرات العامة، دون الاستعانة بأي تحريات تجريها أجهزة الشرطة، والتي تمثل طرفًا في القضية، قائلًا "خصوصًا وإن المخابرات الحربية في صف الناس، وهي المتبنية الموضوع في الوقت الحالي، وتسعى فعلًا للوصول إلى حل نهائي فيها".

وفي أعقاب جلسة التحقيق أمس، وثّق الشيخ نصر الله جميل، أحد الشهود في القضية، نص شهادته في فيديو تداولته عدد من الصفحات الشخصية لأهالي مطروح، قال فيه إنه "في بداية الأمر تلقى اتصالًا من شخص يدعي محمود أبو ناجي، ابن عم الشاب المقتول فراج أبو مجيد الفزاري، الذي طلب منه التدخل لدى الأجهزة الأمنية لإخلاء سبيل نساء من عائلته ألقت الشرطة القبض عليهم على خلفية واقعة مقتل أمناء الشرطة الثلاثة".

وأضاف أنه "تشاور مع عواقل قبائل الفزار والسراحنة التابع لهما الشابين، واتفقوا على تسليمهما مقابل إطلاق سراح النساء"، لافتًا إلى أن اتفاقه مع رئيس مكتب الأمن الوطني بالسلوم المقدم "ع. ا"، كان يتضمن التأكيد على أن الشابين أبرياء ولم يقترفا أي ذنب في واقعة مقتل أمناء الشرطة، مع وعد بالاستماع لأقوالهما "لو هما ما عملوش حاجة هنسألهم كلمتين ويخرجوا، ولو ليهم مسؤولية هيتعاقبوا".

وأكد جميل أنه تولى والشيخ حمد أبو الأقرع تسليم الشابين للأجهزة الأمنية في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس الموافق 10 أبريل/نيسان الجاري، عند منطقة أبو زريبة الواقعة عند الكيلو 30 قبل مدينة السلوم "وسلمناهم للقوات ورجعنا لبراني".

وتابع "وحصل اتصال بعدها بيني وبين ضابط الأمن الوطني، وتم بالفعل إطلاق سراح النساء، وبعدها اتفاجئنا بخبر موت الشابين"، لافتًا إلى أنه اتصل بالضابط في تلك الأثناء وسأله "إيش اللي حصل؟ وكيف يحصل وقاللي استنى أتأكد، وبعد كدا قاللي أنا أخدتهم وسلمتهم لضباط من الوزارة والموضوع طلع من إيدي"، مضيفًا "دي شهادة لله ونقوله قدام أتخن نخين".

كانت وزارة الداخلية أعلنت أول أمس أن أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن مطروح تمكنت بالاشتراك مع قطاع الأمن العام من "تحديد مكان اختباء عنصرين إجراميين شديدي الخطورة من مرتكبي واقعة استشهاد 3 أفراد شرطة بمديرية أمن مطروح أثناء تنفيذهم أحكامًا قضائية ضد أحد العناصر الجنائية شديدة الخطورة بمطروح". وذكر البيان أيضًا أن "القتيلين كانت بحوزتهما بندقية آلية وكمية من الطلقات".

لكن بيان الداخلية الذي نشرته على فيسبوك، بالإضافة إلى بوست تغطية بعض المواقع الصحفية المملوكة للشركة المتحدة للبيان مُتبنّيةً ما ورد فيه، قوبل بمئات التعليقات التي تتحدث عن تعمد أفراد الشرطة قتل الشابين رغم تسليم نفسيهما، مقابل الإفراج عن نساء من أقاربهما أُلقي القبض عليهن دون أوامر قضائية، ما دفع وزارة الداخلية لإصدار بيان ثانٍ تنفي فيه هذه الرواية.

ونقل البيان عمَّن وصف بـ"مصدر أمني" نفيه "ما تم ترويجه على عدد من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعى بشأن قيام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن مطروح باحتجاز سيدات على خلفية استشهاد أفراد من المديرية أثناء تنفيذهم لأحكام قضائية ضد عناصر إجرامية شديدة الخطورة".

وعلى أثر ذلك، قرر مجلس العمد والمشايخ في محافظة مطروح، أمس السبت، وقف التعامل وتعليق كافة أشكال التعاون مع أجهزة الشرطة في المحافظة، لحين الانتهاء الكامل من التحقيقات الجارية في مزاعم تصفية أفراد من الشرطة للشابين يوسف السرحاني وفرج الفرازي في مدينة النجيلة، بعد تسليم نفسيهما، في وقت تقول وزارة الداخلية إنهما قُتلا في تبادل إطلاق النار.