حساب Fetto Mohamed على فيسبوك
تكدس وزحام في أول أيام التشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات بالأهرامات، 8 أبريل 2025

أهرامات صديقة للبيئة.. مشروع يتجاهل شكاوى المرشدين ويُحمّل الخيالة ذنب الفوضى

دينا شعبان
منشور الخميس 10 أبريل 2025

رغم الطموح الكبير للمشروع، رافق اليوم الأول للتشغيل التجريبي لتطوير منطقة الأهرامات جدل واسع على السوشيال ميديا، مع انتشار الفيديوهات التي أظهرت تكدس الزوار داخل الحافلات الكهربائية الجديدة التابعة لشركة أوراسكوم بيراميدز للخدمات الترفيهية المملوكة لنجيب ساويرس، بسبب عدم التزام بعض أصحاب الدواب بالمنطقة المخصصة لهم.

يستهدف المشروع في الأساس رفع جودة التجربة السياحية التي يتلقاها زائرو المنطقة، وأن تكون آمنة ومستدامة وصديقة للبيئة، حسب وزارة الآثار، لكن الفيديوهات رصدت الخيَّالة والجمَّالة وهم يقطعون طريق الحافلات، ما تسبب في التزاحم وأثار علامات استفهام حول مدى جاهزية المنظومة الجديدة لدخول حيز التنفيذ.

تكدس وزحام في أول أيام التشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات بالأهرامات، 8 أبريل 2025

تهديد حقيقي

المشروع يمثل "نقلة حضارية طالما حلمنا بها"، قالها الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري لـ المنصة، مشددًا على أن مظاهر الفوضى والتصرفات غير المنضبطة من بعض أصحاب الدواب تُشكّل تهديدًا حقيقيًا داخل المنطقة، وتُسيء لصورة السياحة المصرية عالميًا.

وقال إن الدولة لم تُقصِ أصحاب الدواب، بل عملت على دمجهم ضمن المنظومة الجديدة من خلال تدريبات مكثفة وتجهيز منطقة التريض المخصصة لهم بما يضمن استمرار عملهم بطريقة منظمة تحفظ كرامتهم وتليق بمكانة الموقع الأثري.

"المشروع يرتكز في الأساس على نقل أصحاب الدواب إلى منطقة التريض بتكليف من الدولة بتطويرها وتأهيلها ضمن المنظومة كإحدى المحطات السبع بهدف تنظيم تجربة ركوب الجمال والخيول للراغبين من الزوار، دون الإخلال بحركة النقل الرئيسية داخل المنطقة الأثرية"، حسب أوراسكوم بيراميدز، في بيان أمس بشأن ما حدث خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبي للمنظومة الجديدة.

وقالت الشركة إنها وفرت أكثر من 45 أوتوبيسًا لنقل الزوار، تعمل بانتظام كل 3 دقائق "لكن بشكل مفاجئ ونزولًا على ضغط ورغبة أصحاب الدواب تلقت الشركة أول أمس تعليمات من المحافظة تقضي بتغيير المسار المتفق عليه منذ بداية المشروع. واقتراح حل مؤقت لاستخدام نفس المسارات القديمة مع عدم استخدام طريق الأسفلت". 

وعلى إكس، قال ساويرس إن "رفضهم الذهاب لمنطقة التريض وتعطيل خط سير أوتوبيسات السياحة المستمر وروث الخيل والجمال ومخلفاتهم بروائح كريهة (...) تجعل الزيارة تجربة سيئة للغاية (...) وفي حالة الرفض يُمنعوا تمامًا حفاظًا على هذه المنطقة التاريخية. الصالح العام أهم من 2000 شخص ظلوا سنين يسيئون لبلدهم".

https://x.com/NaguibSawiris/status/1909868432243257687

تجاهل لمقترحات المرشدين

كشف نقيب المرشدين السياحيين السابق للجيزة وشمال الصعيد أحمد نور الدين عن كواليس التخطيط للمشروع، مؤكدًا لـ المنصة أنه عقد اجتماعات عديدة مع مسؤولي شركة "أوراسكوم بيراميدز" قبل نحو خمس سنوات، كان أبرزها اجتماع حضره أكثر من 200 مرشد سياحي بهدف مناقشة مسار زيارة الأهرامات الجديد.

وقال إن هذه الاجتماعات شهدت عرضًا واضحًا لجميع المشاكل المتوقعة التي ظهرت أول أمس "إلا أن رد المسؤولين في شركة أوراسكوم كان محبطًا للغاية في نهاية تلك الاجتماعات، بل لم يأخذوا أيًا من آرائنا بعين الاعتبار".

"لا يوجد اعتراض على فكرة التطوير، بل على الطريقة التي تم بها التصميم والتنفيذ دون مراعاة لآراء الخبراء والمرشدين السياحيين" قالها نور الدين، مستنكرًا "كيف تجبر السائح على ترك الحافلة السياحية الخاصة به التي وفرتها له شركته، ثم يركب شاتل باص مع جنسيات ولغات أخرى، مما يسبب تفرق المجموعة ويضيع روح التوجيه والترابط بين المرشد والسائح!".

وحسب المنظومة الجديدة، يدخل الزوار لمنطقة الأهرامات من البوابات الجديدة على طريق القاهرة الفيوم، ثم ركوب حافلات كهربائية تنقلهم بين المحطات المختلفة لمسار الزيارة، باستثناء المجموعات التي تتجاوز 35 شخصًا تدخل بالحافلات الخاصة بهم.

وقال نور الدين "لا أستطيع تصديق أننا نجبر ضيوفنا من كبار السن على ترك حافلاتهم الخاصة، ثم يضطرون للمشي أو الوقوف في شاتل باص"، وأضاف أن "الحل بسيط، يجب السماح لجميع الحافلات السياحية بالدخول، بدلًا من المعاناة التي شهدها الزوار".

واتفق معه المرشد السياحي محمد فتحي، الذي قال لـ المنصة إن مبدأ التطوير محل اتفاق شريطة ألا يضر بمصالح العاملين في الموقع أو يُعرِّض سلامة الزائرين للخطر، مؤكدًا أن فرض استخدام وسائل نقل محددة دون دراسة كافية لحجم الإقبال أو طبيعة الوفود السياحية يتسبب في أزمات ميدانية، خاصة خلال مواسم الذروة.

ودافع مصطفى وزيري عن المشروع الجديد، وقال لـ المنصة إن اختيار المسار الجديد جاء بعد دراسات فنية موسعة، نظرًا لكونه المسار الأنسب دون التسبب في تكدسات مرورية.

وأضاف "المدخل القديم كان نقطة اختناق رئيسية، خصوصًا عند وجود أكثر من 50 حافلة سياحية دفعة واحدة، وأشار إلى أن الحل المستدام يكمن في الاعتماد على الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة، التي تضمن الحفاظ على الطابع الأثري وتقليل التأثيرات البيئية الضارة داخل الموقع.

وأكد وزيري أن المشروع ليس إجراءً مستحدثًا، بل ثمرة دراسات ومخططات بدأت منذ عام 2006، وكان هدفها الأول هو الحفاظ على الطرق الأثرية، وتحقيق التوازن بين حماية الموقع وتقديم تجربة متكاملة للزوار.

وقال عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة الدكتور عبد الرحيم ريحان لـ المنصة إن المشروع لم يراعِ المثلث الأساسي الذي يشمل المجتمع المحلي والجهات المعنية مثل المرشدين السياحيين وشركات السياحة، فضًلا عن أنه تعامل مع الزوار كفئران تجارب.

وأضاف ريحان أن تطبيق المشروع لم يكن مدروسًا بما يكفي، وجرى تحميل مسؤولية الفوضى لبعض الأطراف مثل الجمّالة، مشيرًا إلى بُعد المنطقة المحددة لهم عن حركة السياحة. وطالب بزيادة عدد الأوتوبيسات الكهربائية إلى 100 على الأقل، وتوسيع الطريق من هرم خوفو إلى هرم خفرع بمقدار مترين لتسهيل الحركة، وتوفير حمامات في منطقة هرم خفرع، وهي المنطقة الأكثر ازدحامًا.

ومن المقرر أن يمتد التشغيل التجريبي حتى مايو/أيار المقبل، لتقييم جودة الخدمات وجمع الملاحظات وإجراء التعديلات اللازمة قبل الانتقال إلى التشغيل الكامل خلال الموسم السياحي الصيفي.

ووجهت الوزارة بزيادة عدد حافلات نقل السائحين داخل المنطقة الأثرية "خاصة أنها وافقت من قبل على أن تقوم شركة أوراسكوم بيراميدز بتعزيز منظومة التنقل داخل المنطقة باستخدام حافلات ديزل حتى وصول باقي الحافلات الكهربائية المتفق عليها مع استمرار السماح بدخول حافلات الرحلات السريعة للمنطقة الأثرية".

وصباح اليوم، أكدت وزارة الآثار انتظام حركة الزيارة وسيرها بسلاسة ويسر، في ثاني أيام التشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة.