أعلنت شركة ميتا توسيع إجراءات الحماية التي طبقتها على حسابات المراهقين في إنستجرام، لتشمل الآن فيسبوك وماسنجر، في خطوة جديدة تهدف إلى "تعزيز سلامة القاصرين والحد من تعرضهم للمحتوى أو التواصل غير الملائم".
وأكدت الشركة أن هذه التحديثات ستُطبق تلقائيًا على المستخدمين دون سن الثامنة عشرة، شرط صحة أعمارهم أثناء التسجيل.
وتشمل هذه الإجراءات تقييد المراسلات مع الغرباء، والتحكم في عرض المحتوى الحساس، إلى جانب أدوات تحفيز لقضاء وقت أقل على المنصات.
ومن بين هذه الأدوات تذكيرات بحد أقصى للاستخدام اليومي مدته 60 دقيقة، ووضعية النوم التي توقف الإشعارات من الساعة العاشرة مساءً حتى السابعة صباحًا. ويتطلب تعديل هذه الإعدادات إذنًا من الوالدين للمستخدمين دون السادسة عشرة.
وكانت ميتا أطلقت رسميًا حسابات المراهقين على إنستجرام لجميع المستخدمين دون سن 18 عامًا، في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث تُطبق تلقائيًا مجموعة من الإجراءات الحمائية تشمل جعل الحساب خاصًا افتراضيًا، ومنع الرسائل من الغرباء، وتفعيل وضع النوم لكتم الإشعارات ليلًا.
وذلك إضافة إلى تقديم توصيات لمحتوى مناسب للعمر وتنبيهات لأخذ فترات راحة من التطبيق. كما حدثت المنصة أدوات الرقابة الأبوية، مما يتيح للوالدين مراقبة جهات الاتصال والمواضيع المفضلة لأبنائهم والتحكم في إعدادات الحساب.
وبينما يُسمح للمراهقين فوق 16 عامًا بتعديل بعض الإعدادات، يتطلب الأمر موافقة الوالدين لمن هم دون ذلك.
وبخصوص إجراءاتها الجديدة، أشارت ميتا إلى أنها بدأت تنفيذها بالفعل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا، مع خطط للتوسع إلى مناطق أخرى قريبًا.
وعلى صعيد إنستجرام، تعتزم ميتا خلال الأشهر المقبلة إضافة مزيد من القيود التي تمنع المراهقين من بدء البث المباشر أو تعطيل خاصية طمس الصور في الرسائل المباشرة عند اكتشاف محتوى يتضمن عريًا. وسيحتاج المستخدمون دون السادسة عشرة إلى موافقة أولياء أمورهم لتعديل أو إزالة هذه القيود.
من جانب آخر، يأتي هذا التحديث بينما تخضع ميتا لتحقيقات بشأن حماية الأطفال على منصاتها، حيث فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقًا رسميًا مع شركة ميتا للتحقق من مدى التزامها بحماية صحة الأطفال النفسية والجسدية على منصتي فيسبوك وإنستجرام، وذلك بموجب قانون الخدمات الرقمية الأوروبي/DSA.
ويركّز التحقيق على تأثير تصميم واجهة المستخدم والخوارزميات في تعزيز الإدمان السلوكي لدى القُصّر، ومدى فاعلية أدوات التحقق من العمر في منع وصولهم إلى المحتوى غير المناسب. كما سيتحقق الاتحاد من كفاية إعدادات الخصوصية الافتراضية وأنظمة التوصية بالمحتوى في توفير الحماية للأطفال.
وقد تواجه ميتا غرامات تصل إلى 6% من إيراداتها العالمية إذا ثبتت الانتهاكات، بينما تؤكد المفوضية الأوروبية التزامها الكامل بحماية الشباب خلال فترة التحقيق.
وفي سياق سابق، اتهم المدعي العام لولاية نيو مكسيكو شركة ميتا ومديرها التنفيذي مارك زوكربيرج بتحويل فيسبوك وإنستجرام إلى منصات يستغلها المتحرشون لاستهداف الأطفال، مؤكدًا أن خوارزميات ميتا توصي بمحتوى جنسي للأطفال وتجذب حساباتهم آلاف المتابعين البالغين الذين يحاولون التواصل معهم بطرق غير مشروعة.