تصوير سارة الحارث، المنصة
طوابير السودانيين أمام مقر مفوضية شؤون اللاجئين في مدينة السادس من أكتوبر، 19 مارس 2024

اجتماع لحل أزمة تكدس السودانيين على الحدود المصرية.. ومطالب بإشراف دولي ينظم عودتهم لبلادهم

محمود حمدين قسم الأخبار
منشور الاثنين 7 أبريل 2025

اجتمع القنصل العام للسودان في أسوان السفير عبد القادر عبد الله، اليوم، مع إدارات المعابر المصرية لبحث أزمة تكدس السودانيين على الحدود المصرية الجنوبية، في وقت طالب مدير منصة اللاجئين في مصر نور خليل بإشراف دولي على عملية إعادة السودانيين إلى بلادهم.

وقال القنصل العام للسودان لـ المنصة إن الأعداد بدأت في التكدس بمدينة أبو سمبل، إثر رغبة البعض في العودة للسودان عقب استقرار الأوضاع، حيث فاقت أعداد الراغبين في العودة طاقة العبارات التي تتجه إلى قسطل وأشكيت وحلفا، مشيرًا إلى نقل الأعداد الزائدة إلى معبر أرقين لتيسير عبور السودانيين إلى بلادهم.

وبينما قال القنصل العام في أسوان إن الأمور في تحسن مع بدء عبور السودانيين لبلادهم، لفت مدير منصة اللاجئين في مصر نور خليل إلى أكثر من إشكالية بهذا الشأن.

وقال خليل لـ المنصة إن عودة السودانيين "عشان نقدر نسميها طواعية، لازم يكون الشخص أصلًا بيحصل على حقوقه كلاجئ، ولا يوجد في ظروف سيئة دون إمكانية الحصول على الخدمات الرئيسية، هذه الظروف التي تجبرهم على العودة إلى منطقة تصنف كأسوأ كارثة إنسانية في العالم، في هذا الوضع لا يمكن تسمية هذه العودة بالآمنة".

وطالب خليل بإشراف دولي على إعادة السودانيين إلى بلادهم "وضمان وصول العائدين للخدمات الرئيسية وخلو المناطق من النزاعات المسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان"، مؤكدًا أن "الناس بترجع الآن ليس لأن السودان أصبح آمنًا، ولكن لأنهم لا يجدون أي حياة في مصر بأي شكل".

واعتبر أن "الإهمال في عمليات الإعادة بيوضح إن مفيش أي إجراءات أو تقييم مخاطر أو تنظيم بيحصل، لدرجة إن العودة فيها إشكاليات مع الزحام اللي يمكن حله من خلال تنظيم الرحلات دي وإعلان الطرق الرسمية اللي بتتم من خلالها والجهات المسؤولة عنها".

ورصَدت وكالة السودان للأنباء/سونا، أول أمس، تكدس رحلات السودانيين العائدين من مصر عبْر معبَر أبو سمبل الحدودي "بعد أن كانت تسير بانسياب تام لدى السلطات المصرية قبل حلول شهر رمضان في مارس/آذار الماضي، حيث كانت رحلات العودة تتم بشكل منتظم عبر معبر قسطل أشكيت، بمعدل 10 إلى 15 حافلة يوميًا".

ويرتبط السفر عبر معبَر أبو سمبل بالعبَّارات التي تنقل الحافلات من أبو سمبل إلى المعابر في الضفة الشرقية، مثل معبَر قسطل أشكيت، حسب الوكالة السودانية، موضحة "تعاني هذه الرحلات من محدودية الحمولة وقيود الإجراءات التي تفرضها السلطات لتسليم العائدين في فترة زمنية محددة".

وأكد شهود أن التكدُّس يبدأ من أسوان، بسبب عجز العبارات النيلية عن استيعاب الكم الهائل من حافلات السفر، حسب العربية.

ولم تقتصر معاناة المسافرين على التكدُّس في المعابر، بل امتدت لتشمل الارتفاعات الحادة في أسعار إيجار الشقق السكنية وتذاكر السفر.

وكشف أحد الناشطين لسونا عن تكدس الحافلات في كتيبة أبو سمبل حتى يوم الجمعة الماضي، حيث بلغت أكثر من 120 حافلة في انتظار برمجة السفر، ما استدعى انتظار المسافرين أكثر من 3 أيام للسماح لهم بالمغادرة.

وحسب سونا، تأتي هذه المشكلة في ظل تدفق حركة السفر من محافظات القاهرة وأسوان عبر سفريات جماعية يومية دون توقف إلى معسكر كتيبة الجيش، حيث تقدِّم السلطات المصرية تسهيلات للعائدين من المخالفين في إجراءات الإقامة أو الذين دخلوا مصر بطرق غير شرعية، حيث يفضل هؤلاء العودة عبر الكتيبة تجنبًا للمساءلة في الجانب المصري عند معبر قسطل.

وقال سودان تريبون، السبت، إن معسكر الكتيبة في أبو سمبل التابع للجيش المصري يوفر رحلات إلى وادي حلفا بمبالغ زهيدة دون تعقيدات في الإجراءات، وهو ما دفع أعدادًا كبيرة من السودانيين للتوجه إلى هناك أملًا في عودة آمنة للسودان.

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها السودانيون صعوبات قرب الحدود مع مصر، ففي يونيو/حزيران الماضي توفي مهاجرون سودانيون غير نظاميين إلى مصر، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وحوادث سير وتيه بالصحراء، فيما وصل عشرات المصابين إلى مستشفيات محافظات أسوان، حسب ما رصدته منظمتان حقوقيتان وقتها، وهما المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومنصة اللاجئين في مصر.

وقتها تبادل السودانيون نصائح عبر فيسبوك بالتوقف عن رحلات الهجرة غير النظامية من السودان إلى مصر خلال موجات الحر. وأشار آخرون إلى انقطاع الاتصال بأقارب لهم كانوا في طريقهم إلى مصر، خلال الأيام الأخيرة، ضمن رحلات غير نظامية.

وسلك السودانيون الرحلات غير النظامية في دخول مصر، بعدما اشترطت القاهرة على السودانيين في  يونيو 2023 الحصول على تأشيرات لكل الفئات، بعدما كانت تستثني الأطفال والنساء وكبار السن.