حساب أكرم إمام أوغلو على فيسبوك
أكرم إمام أوغلو، 16 مارس 2025

اعتقال منافس إردوغان الأقوى وتظاهرات حاشدة في الشوارع.. من هو إمام أوغلو؟

قسم الأخبار
منشور الخميس 20 مارس 2025

شهدت عدة مدن تركية، بينها العاصمة أنقرة، الأربعاء، تظاهرات احتجاجية ضد اعتقال السلطات التركية لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي يعتبر المنافس الأقوى للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ما دفع السلطات إلى إصدار أمر بحظر التجمعات والتظاهرات في إسطنبول لمدة 4 أيام.

وأكدت منظمة NetBlocks لمراقبة الإنترنت، ومقرها المملكة المتحدة، أن تركيا فرضت قيودًا صارمة على الوصول إلى مواقع السوشيال ميديا، مثل إكس ويوتيوب وإنستجرام وتيك توك.

واعتقلت الشرطة التركية، الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قبل أيام من إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة في تركيا، كجزء من حملة ضخمة ضد رموز المعارضة في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الأخيرة، وفق BBC.

واتهم المدّعون إمام أوغلو بـ"الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، والاشتباه في قيادة منظمة إجرامية". واحتجزت السلطات 100 مشتبه به، بينهم سياسيون وصحفيون ورجال أعمال بمن فيهم رئيسا بلديتي إسطنبول المنتخبان رسول عمرة شاهان ومراد جاليك، كجزء من التحقيق.

https://x.com/ekrem_imamoglu/status/1902478065143537961

وقال إمام أوغلو، في فيديو سجله بينما كانت الشرطة تداهم منزله ونشره على فيسبوك، "لا يمكن إسكات إرادة الشعب"، متعهدًا الوقوف بحزم من أجل الشعب التركي، وكل من يتمسك بالديمقراطية والعدالة في جميع أنحاء العالم.

وأضاف إمام أوغلو "أقولها بكل أسف، يحاولون ابتزاز إرادة الشعب، من خلال جعل عناصر الشرطة وقوات الأمن وسيلة لتنفيذ فعلتهم البشعة هذه، حشدوا المئات من عناصر الشرطة أمام باب المنزل، منزل الشعب، نحن الآن وجهًا لوجه أمام الاستبداد، لكن لن أهزم".

كذلك أعلن مكتب المدعي العام في إسطنبول التحفظ على شركة البناء المملوكة جزئيًا لإمام أوغلو، بناءً على قرار قضائي مرتبط بتحقيقات في جرائم مالية.

ووفقًا لبيان صادر عن مكتب المدعي العام مساء الأربعاء، جاء قرار التحفظ على شركة "إمام أوغلو للإنشاءات والتجارة والصناعة" بعد مراجعة تقارير تحقيقات مالية.

غريم إردوغان

بوصف CNN، كان إمام أوغلو أحد أكثر الشخصيات السياسية شعبية في تركيا، التهديد الرئيسي لإردوغان الذي مدد حكمه لعقد ثالث بعد فوزه في انتخابات رئاسية حاسمة عام 2023، ليضمن بذلك ولاية ثانية إلا أن حزبه لم يتمكن من السيطرة على مدينة إسطنبول الرئيسية، التي كان رئيسًا لبلديتها قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية، والتي لا تزال في أيدي منافسه إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي.

وبعد فوزه بولاية ثانية، كان إردوغان عازمًا على استعادة المدينة في الانتخابات البلدية في مارس/آذار 2024، والتي شهدت فوز إمام أوغلو مجددًا بنسبة 51.14% من الأصوات، متغلبًا على مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2028، ولا يمكن لإردوغان حاليًا الترشح للمنصب مرة أخرى، حيث أنه في ولايته الثانية وشغل منصب رئيس الوزراء قبل ذلك. والطريقة الوحيدة التي يمكن لإردوغان أن يخوض بها انتخابات أخرى، هي تغيير الدستور أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء ولايته، حسب BBC.

وجاء الاعتقال بعد يوم واحد من إلغاء جامعة إسطنبول شهادة إمام أوغلو بسبب مخالفات مزعومة، وهو قرار من شأنه، حال تأييده، أن يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية. فوفقًا للدستور التركي، يجب أن يكون الرؤساء أكملوا تعليمهم العالي لتولي المنصب، وفق BBC.

ووصف إمام أوغلو، في بوست على فيسبوك، هذه الخطوة بأنها لا أساس لها من الصحة من الناحية القانونية، مضيفًا أن الجامعات يجب أن تظل مستقلة وبعيدة عن التدخلات السياسية ومكرسة للمعرفة.

وعلى إكس، خاطب رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، أكبر أحزاب المعارضة والذي ينتمي له إمام أوغلو، الرئيس التركي، قائلًا له "أنت تخاف من الميادين، وتخاف من الحشود، وتخاف من الشوارع. لكن إسطنبول لا تخاف منك!".

وفي بوستات أخرى اعتبر أوزيل أن "التدخلات الأخيرة ضد إمام أوغلو هي محاولة انقلابية، لمنع الشعب من تحديد الرئيس القادم"، وقال إن "اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب واستبدال إرادته، أو استخدام القوة لمنعه، يرقى إلى مستوى الانقلاب".

توقف وزير العدل التركي يلماز تونج أمام تصريحات أوزيل، وقال للصحفيين الأربعاء إن "وصف الاعتقالات الأخيرة خطيرٌ وخاطئٌ للغاية"، مضيفًا "من الخطير والخاطئ للغاية تشويه التحقيقات التي أجراها القضاء المستقل والنزيه أو وصفها باستخدام تعبيرات مثل الانقلاب".

ومثلت خسارة إسطنبول في مايو/أيار 2019، صدمة كبيرة لحزب العدالة والتنمية، الذي أدارها لمدة 25 عامًا، رغم أن إمام أوغلو واجه تحديات قوية للفوز، حيث ألغت السلطات الانتخابية التصويت، وأجبرت إمام أوغلو على الخروج من منصبه بعد أن زعم حزب العدالة والتنمية وجود مخالفات في عملية التصويت، وأمرت بإعادة الانتخابات.

وتتضح أهمية إسطنبول، حسب BBC، بالنظر إلى أنها تضم خُمس سكان تركيا البالغ عددهم حوالي 85 مليون نسمة، وهي مسؤولة عن جزء كبير من الاقتصاد التركي، بما في ذلك التجارة والسياحة والتمويل.

مشهد معتاد 

استهداف إردوغان وحزبه لرموز المعارضة لا يبدو مشهدًا جديدًا، ولعل أبرز من سبق استهدافهم رجل الأعمال التركي عثمان كافالا الذي عرف بمواقفه المناهضة للحكومة التركية وبتقديمه دعمًا لعدد من الجمعيات والمنظمات الناقدة لها خاصة في مجالات الحريات، والذي حُكم عليه في 25 أبريل/نيسان 2022، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة "محاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية أو عرقلة عملها بشكل جزئي أو كامل، واشتراكه في المحاولة الانقلابية عام 2016".

فضلًا عن ملاحقة نظام إردوغان الزعيم السابق للمعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، خصم إردوغان الذي سبق أوزيل في رئاسة حزب الشعب الجمهوري لمدة 13 عامًا، والذي لاحقته تهمة "إهانة شخص الرئيس"، ما عرضه وقتها للسجن لمدة 4 سنوات.

حتى إمام أوغلو نفسه كان واجه تحقيقات قضائية عدة خلال السنوات الأخيرة، وصدر بحقه حكمًا بالسجن لعامين وسبعة أشهر، مع حظر مزاولته الأنشطة السياسية عام 2022، لإدانته بإهانة أعضاء اللجنة الانتخابية العليا، واستأنف إمام أوغلو هذا الحكم.