حساب الصحفي الأمريكي Nicholas Bogel-Burroughs على إكس
اشتباكات بين شرطة شيكاغو ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين، 21 أغسطس 2024

أمريكا تراقب المظاهرات المؤيدة لفلسطين بالذكاء الاصطناعي

قسم الأخبار
منشور الاثنين 17 مارس 2025

كشف تقرير نشره موقع The Intercept اليوم أن شرطة لوس أنجلوس راقبت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في أمريكا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 معتمدة على خدمات شركة Dataminr، المتخصصة في مراقبة السوشيال ميديا.

وبحسب التقرير، بدأت الشرطة تلقي تنبيهات من Dataminr بعد أسبوع من هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر، فبعد يومين فقط من الهجوم رصدت الشركة تغريدات ومنشورات تشير إلى تنظيم احتجاجات، وأبلغت شرطة لوس أنجلوس مسبقًا.

وتبين من خلال الرسائل المتبادلة بين الشركة والشرطة أن الأخيرة كانت على علم مسبق بتجمّع الآلاف خارج القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلوس، حيث رفع المتظاهرون شعارات مثل "حرروا فلسطين" و"أنهوا الاحتلال"، وكانوا تحت رقابة شرطية مشددة.

ولم تكتف الشركة بإرسال إشعارات آلية تعتمد على تحليل منشورات علنية، بل تدخَّل موظفوها بشكل مباشر بإبلاغ ثلاثة ضباط عبر بريد إلكتروني عن احتجاج مخطَّط له أمام القنصلية الإسرائيلية قبل تنظيمه بيومين، مستندًا إلى تغريدة من أستاذ جامعي محلي. 

ولم يتضح ما إذا كان هذا التواصل المباشر جزءًا من سياسة ممنهجة أم مبادرة فردية، إذ رفضت الشركة التعليق عند سؤالها عن هذا الدور البشري، وهو ما يتناقض مع تصريحاتها السابقة بأن تنبيهاتها تتم بشكل آلي وغير تدخلي.

خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى أبريل/نيسان 2024، وثّقت السجلات أن الشركة أرسلت للشرطة أكثر من 50 تنبيهًا عن احتجاجات مختلفة، 12 منها على الأقل قبل وقوعها، هذه التنبيهات لم تقتصر على مدينة لوس أنجلوس، بل شملت أيضًا احتجاجات في مدن أمريكية أخرى مثل شيكاغو وفيلادلفيا وبوسطن ونيويورك.

وذكر التقرير أن هذه التنبيهات كانت تتضمن منشورات صحفيين أحيانًا، من بينهم الصحفية تاليا جين، التي تحدثت لـThe Intercept عن اعتراضها على مراقبة الشرطة لتغطيتها الإعلامية، مشيرةً إلى أن ملخصات الشركة لمنشوراتها كانت غير دقيقة، ففي إحدى الحالات نسبت إغلاق طريق إلى متظاهرين، بينما من أغلقه كانت شرطة نيويورك نفسها.

وأشار التقرير إلى أن بعض التنبيهات التي تلقتها شرطة لوس أنجلوس تضمنت ما يعرف بـ"الإيجابيات الكاذبة"، إذ أرسلت تغريدات غاضبة من معجبي المغنية تايلور سويفت الذين انتقدوا شركة Ticketmaster، على أنها تهديدات أمنية.

خبراء الخصوصية والحريات المدنية أعربوا عن قلقهم من أن مراقبة الشرطة لأنشطة مرتبطة بحرية التعبير والتجمع المحمية دستوريًا، قد يكون لها تأثير مثبط على المشاركة السياسية، وعلّقت جينيفر جرانيك، محامية مشروع حرية التعبير بالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، قائلة "توظيف الشرطة لشركات خاصة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وملاحقة النشاط السياسي المحمي مقلق للغاية، خاصة في الوقت الذي تُستهدف فيه احتجاجات مؤيدة لغزة باعتقالات وحتى تهديدات بالترحيل استنادًا إلى هذا النشاط".

وتعد Dataminr واحدة من أكبر شركات تحليل البيانات ومراقبة الشبكات الاجتماعية، حيث تقدّر قيمتها بأكثر من 4 مليارات دولار، تأسست الشركة عام 2016 بدعم من مستثمرين كبار، من بينهم منصة إكس نفسها ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتقدم خدماتها لمجموعة واسعة من العملاء من المؤسسات الإعلامية إلى الوكالات الأمنية، بما فيها وزارة الدفاع الأمريكية، وتستفيد بشكل أساسي من وصولها المباشر إلى بيانات إكس، إضافة إلى تطبيقات أخرى مثل سناب شات وتليجرام.

وفي وقت سابق من 2020، كشفت The Intercept أن الشركة ساعدت شرطة مينيابوليس في مراقبة احتجاجات "حياة السود مهمة" بعد مقتل جورج فلويد.

ورغم أن التقرير المتعلق بتعقّب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين لم يحسم بشكل نهائي إن كانت التنبيهات التي تلقتها شرطة لوس أنجلوس أثرت بشكل مباشر على تعاملها مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، إلا أن التوقيت وعدد التنبيهات يثيران تساؤلات جدية حول دور المراقبة الرقمية في قمع حرية التعبير.