حساب دونالد ترامب على إكس
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي خطابًا في الكونجرس، 4 مارس 2025

أمريكا تطرد سفير جنوب إفريقيا: يحرض على العنصرية ويكره ترامب

قسم الأخبار
منشور السبت 15 مارس 2025

اعتبرت الولايات المتحدة سفير جنوب إفريقيا لديها إبراهيم رسول شخصًا "غير مرغوب فيه"، واتهمته بـ"التحريض على العنصرية وتأجيج التوترات العرقية"، ما اعتبرته بريتوريا أمرًا مؤسفًا مؤكدة ضرورة مراعاة "اللياقة الدبلوماسية" بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبر إكس، أمس، "لم يعد سفير جنوب إفريقيا لدى الولايات المتحدة مرحبًا به في بلدنا العظيم، إبراهيم رسول سياسيٌ مُحرض على العنصرية، يكره أمريكا ويكره رئيسها".

وأضاف روبيو "ليس لدينا ما نناقشه معه، ولذلك فهو يعتبر شخصًا غير مرغوب فيه".

يأتي ذلك بعد تصريحات لرسول قال فيها "حركة 'لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا' لم تكن استجابةً لغريزة عنصرية فحسب، بل للتحولات الديموغرافية الأمريكية حيث من المتوقع أن يصبح 48% من الناخبين البيض في الولايات المتحدة، وأن احتمالية وجود أغلبية من الأقليات تلوح في الأفق".

وقال "لذا، يجب أخذ ذلك في الاعتبار، حتى نفهم بعض الأمور التي نعتقد أنها عنصرية، وأعتقد أن هناك بيانات تدعم ذلك، على سبيل المثال، تتعلق ببناء هذا الجدار، وحركة الترحيل، وما إلى ذلك".

وذكر رسول أنه "ليس من قبيل الصدفة" أن ينخرط ماسك في السياسة  اليمينية المتشددة، وأن نائب الرئيس جيه دي فانس التقى زعيم حزب سياسي ألماني يميني متشدد قبل الانتخابات هناك.

ويُعدّ إعلان دبلوماسيٍّ ما بأنه شخص غير مرغوب فيه توبيخًا دبلوماسيًا شديدًا، وعادة ما يجبره على مغادرة البلد المضيف.

في المقابل، اعتبرت جنوب إفريقيا طرد سفيرها في واشنطن "إجراءً مؤسفًا"، مؤكدة ضرورة الإبقاء على "اللياقة الدبلوماسية" بين البلدين.

وأكدت الرئاسة في بريتوريا اليوم، أنها "أخذت علمًا بالطرد المؤسف"، ودعت كل الأطراف المعنيين والمتأثرين إلى الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية الراسخة في تعاملهم مع المسألة، مؤكدة أن "جنوب إفريقيا تبقى ملتزمة بناء علاقة مع الولايات المتحدة تعود بالفائدة المشتركة".

ويندرج طرد سفير جنوب إفريقيا من الولايات المتحدة في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وبريتوريا، بعدما جمّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير/شباط المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا، على خلفية قانون لمصادرة الممتلكات تعتبر الإدارة الأمريكية أنه ينطوي على تمييز ضد المزارعين البيض.

ووقع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا في يناير/كانون الثاني قانونًا يُسهِّل مصادرة الدولة للأراضي للمصلحة العامة، وفي بعض الحالات دون تعويض المالك. وتقول جنوب إفريقيا إن هذه الإجراءات ضرورية لرفع الظلم التاريخي الذي وقع على الأغلبية السوداء خلال فترة الفصل العنصري التي امتدت من 1984 وحتى 1994، وخلقت تفاوتًا هائلًا في ملكية الأراضي بين أغلبية السكان السود الذين طُردوا قسرًا من أرضهم، وأقلية السكان البيض.

واليوم، وبعد نحو ثلاثة عقود من انتهاء الفصل العنصري رسميًا في البلاد، لا يمتلك السود في جنوب إفريقيا، الذين يشكلون أكثر من 80% من سكان البلاد البالغ عددهم 63 مليون نسمة، سوى حوالي 4% من الأراضي الخاصة.

والأسبوع الماضي، أثار ترامب توترًا إضافيًا، بإعلانه أنه سيسهّل الحصول على الجنسية الأمريكية لأي مزارع من جنوب إفريقيا يرغب في الهجرة بسبب المعاملة "الفظيعة" من جانب حكومة بريتوريا.

كما اتهم إيلون ماسك أحد أقرب حلفاء ترامب والمولود في جنوب إفريقيا حكومتها باتباع "قوانين ملكية عنصرية علنية".