أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن خطة لضمان السلام لأوكرانيا وإنهاء الحرب والدفاع عنها ضد روسيا، وذلك بعد قمة عقدت في لندن وضمت 18 زعيمًا معظمهم من أوروبا، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أكد امتنانه لدعم الولايات المتحدة، حسب BBC.
وخلال القمة شدد الزعماء على دعمهم لكييف والالتزام بالقيام بالمزيد من أجل الأمن في أوروبا وتعزيز الإنفاق الدفاعي، مع تمسّكهم بضرورة توافر دعم قوي من الولايات المتحدة، وذلك عقب المشادة الكلامية الحادة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني، فيما صعدت واشنطن من الضغوط على زيلينسكي مجددًا، عبر تلميح مسؤولين أمريكيين إلى ضرورة رحيله.
وخلال مؤتمر صحفي بعد قمة لندن، قال ستارمر إنه تم الاتفاق على 4 نقاط؛ وهي استمرار تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا خلال فترة الحرب مع زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا، والتأكيد على أن أي اتفاق سلام دائم يجب أن يضمن سيادة وأمن أوكرانيا مع ضرورة مشاركة كييف في أي محادثات سلام، وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام ستعمل الدول الأوروبية على منع أي غزو روسي مستقبلي لأوكرانيا، إضافة إلى تشكيل "تحالف من الراغبين" للدفاع عن أوكرانيا وضمان تحقيق السلام في البلاد.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني أيضًا عن تقديم مبلغ إضافي قدره 1.6 مليار جنيه إسترليني (2 مليار دولار) من تمويل الصادرات البريطانية لشراء أكثر من 5000 صاروخ دفاع جوي. ويأتي هذا بالإضافة إلى قرض بقيمة 2.2 مليار جنيه استرليني لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مدعومًا من أرباح الأصول الروسية المجمدة، وفق BBC.
ولم يذكر ستارمر ما هي الدول التي وافقت على الانضمام إلى "تحالف الراغبين"، لكنه قال إن الدول التي التزمت "سوف تكثف التخطيط الآن بإدراك حقيقي"، وإن المملكة المتحدة ستدعم التزامها "بنشر قوات على الأرض وطائرات في الجو". مضيفًا "يجب على أوروبا أن تتحمل العبء الثقيل"، قبل أن يضيف أن "الاتفاق سيحتاج إلى دعم الولايات المتحدة".
وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة في عهد ترامب حليفًا غير موثوق به، قال "لم يرغب أحد في رؤية ما حدث يوم الجمعة الماضي، لكنني لا أقبل أن تكون الولايات المتحدة حليفًا غير موثوق به".
ومن بين الدول الأخرى التي انضمت إلى القمة فرنسا وبولندا والسويد وتركيا والنرويج وجمهورية التشيك والدنمارك وألمانيا وهولندا ورومانيا وفنلندا وإيطاليا وإسبانيا وكندا.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات صحفية عقب القمة، نقلتها العربية، إن باريس ولندن تقترحان هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل "الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة".
كما اقترح أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى ما بين 3 و3.5% من إجمالي الناتج المحلي، في مواجهة تبدّل السياسات الأمريكية في عهد ترامب الذي بدأ محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون أن يدعو إليها أوروبا وكييف.
وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إلى أنّ المزيد من الدول الأوروبية سترفع إنفاقها الدفاعي، مؤكدًا أن واشنطن "ملتزمة" بالحلف.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ضرورة إعادة تسليح القارة "بشكل عاجل". وقالت إنّها ستقدّم "خطة شاملة بشأن طريقة إعادة تسليح أوروبا" في قمة الدفاع الخاصة بالاتحاد، الخميس المقبل، مشيرة أيضًا إلى الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي "على فترة زمنية طويلة".
أما زيلينسكي، فأعرب مجددًا عن مدى امتنان أوكرانيا للولايات المتحدة بسبب دعمها لكييف خلال الحرب، التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/شباط 2022. وقال بعد يوم من الاجتماعات مع حلفاء كييف في قمة لندن "نحن ممتنون لكل الدعم الذي تلقيناه من الولايات المتحدة. لم يمر يوم لم نشعر فيه بهذا الامتنان"، وفق CNN.
وأكد الرئيس الأوكراني أنه والقادة في أوروبا سيقومون "بصياغة مواقفهم المشتركة" في "المستقبل القريب" ثم سيقدمونها إلى الولايات المتحدة.
وتابع زيلينسكي "نحن جميعًا متحدون في الشيء الرئيسي؛ ليكون السلام حقيقيًا، هناك حاجة إلى ضمانات أمنية حقيقية"، وأردف "وهذا هو موقف أوروبا كلها، القارة بأكملها. بريطانيا، الاتحاد الأوروبي، النرويج، تركيا".
ونشبت مواجهة محتدمة غير مسبوقة على الهواء في المكتب البيضاوي، وبخ خلالها الرئيس الأمريكي ونائبُه جي دي فانس الرئيسَ الأوكراني قبل طرده من البيت الأبيض. إذ ذكرت CNN أن ترامب أمر زيلينسكي بمغادرة البيت الأبيض رغم رغبة أوكرانيا في مواصلة المحادثات، وألغى مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا كان مقررًا عقده لمناقشة استغلال أمريكا موارد أوكرانيا من المعادن.
والأحد، لمحت واشنطن إلى إمكانية رحيل زيلينسكي، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز "نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب".
لكن زيلينسكي قال، للصحفيين في لندن مساء الأحد، "نظرًا إلى ما يحدث، ونظرًا إلى الدعم، فإن استبدالي ببساطة لن يكون بهذه السهولة".
وأضاف "لن تكون المسألة مجرد تنظيم انتخابات. بل سيتعين أيضًا منعي من الترشح، وهو الأمر الذي سيكون أكثر تعقيدًا بعض الشيء".
وحول قمة لندن، وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف القمة بأنها "مشهد سوقي"، حسب العربية، قائلًا "تجمُع المشعوذين المعادين لترامب وروسيا التأم في لندن ليقسموا الولاء للحثالة النازية في كييف. هذا المشهد المخزي أسوأ من هراء المهرج (يقصد زيلينسكي) في المكتب البيضاوي".
وأضاف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي "إنهم يريدون مواصلة الحرب حتى آخر أوكراني".
وحسب الجزيرة، انتقد أعضاء بارزون في البرلمان الروسي قمة الزعماء الأوروبيين، وقالوا إنها "لم تسفر عن أي خطة لتسوية الحرب في أوكرانيا".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى في البرلمان كونستانتين كوساتشوف إن الشيء الوحيد الذي تستطيع أوكرانيا الاعتماد عليه هو تحسّن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وقلل من شأن نتائج اجتماع لندن، ووصفها بأنها "محاولة يائسة لتمرير فشل سياسة استمرت 10 سنوات لتحريض أوكرانيا على روسيا من قبل بريطانيا العظمى، وحتى وقت قريب، الولايات المتحدة".