حساب ترامب على إكس
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 2 نوفمبر 2024

إعلام غربي: الولايات المتحدة تتراجع عن اعتبار روسيا مصدر تهديد للأمن السيبراني

قسم الأخبار
منشور الأحد 2 مارس 2025

تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتبار روسيا تهديدًا رئيسيًا للأمن السيبراني، ما اعتبرته الجارديان تحولًا جذريًا عن السياسات الاستخباراتية الأمريكية التي طالما حذرت من مخاطر الهجمات الإلكترونية الروسية.

وأشار مسؤولون أمريكيون، لم تسمهم الجارديان، سواء بشكل علني أو سري، إلى أن روسيا لم تعد على رأس قائمة التهديدات الإلكترونية التي تواجهها الولايات المتحدة، وهو ما يثير مخاوف بشأن مدى استعداد واشنطن لمواجهة الهجمات السيبرانية مستقبلًا.

وجاء هذا التغيير في التصنيف على خلفية تصريح نائبة مساعد وزير الخارجية للأمن السيبراني الدولي ليسيل فرانز خلال اجتماع للأمم المتحدة حول الأمن السيبراني. ففي خطابها أشارت إلى مخاطر التهديدات السيبرانية التي تواجهها الولايات المتحدة، لكنها لم تذكر روسيا، رغم الإشارة إلى الصين وإيران.

ويعد هذا التجاهل مفاجئًا، وفق الجارديان، لا سيما في ظل النشاط المكثف لمجموعات قرصنة روسية، مثل مجموعة LockBit التي سبق أن وصفها مسؤولون أمريكيون بأنها واحدة من أخطر الجهات الفاعلة في مجال هجمات الفدية الإلكترونية عالميًا.

في المقابل، شدد ممثلو الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على استمرار التهديد الروسي، حيث أشار المندوب البريطاني إلى استخدام موسكو للهجمات السيبرانية كأداة في الحرب ضد أوكرانيا.

وأوضحت الجارديان أن التحول في السياسة الأمريكية لم يقتصر على التصريحات العلنية، بل امتد ليشمل إعادة هيكلة الأولويات داخل وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية/CISA، المسؤولة عن حماية الأنظمة الحيوية من الهجمات الإلكترونية.

وحسب مصدر مطلع لم تسمه الجارديان، تلقى المحللون داخل الوكالة تعليمات بعدم متابعة أو الإبلاغ عن التهديدات الروسية، رغم أنها كانت محط تركيز رئيسي سابقًا.

وأضاف المصدر "روسيا والصين هما أكبر خصومنا، لكن مع تقليص الميزانيات وتسريح بعض موظفي الأمن السيبراني، أصبحت الأنظمة الأمريكية أكثر عرضة للهجمات".

وحسب الجارديان، أجرت إدارة ترامب تغييرات في فرق الحماية السيبرانية التي كانت مكلفة بضمان أمن الانتخابات، ما أثار مخاوف من إمكانية تعرض العملية الديمقراطية الأمريكية للاختراق في المستقبل، لكن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية نفت أن تكون إدارة ترامب قد غيرت سياستها تجاه روسيا.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة تريشيا مكلولين "CISA تواصل التعامل مع جميع التهديدات السيبرانية للبنية التحتية الأمريكية، بما في ذلك التهديدات القادمة من روسيا".

إلا أن مواقف الإدارة الأمريكية في المحافل الدولية تعكس تناقضًا واضحًا، حيث أيدت واشنطن مؤخرًا قرارًا روسيًا في الأمم المتحدة، في إشارة إلى تغير نهجها تجاه موسكو. وحسب الجارديان يرى محللون أن التقليل من أهمية التهديدات الروسية قد يكون جزءًا من سياسة ترامب الرامية إلى تحسين العلاقات مع موسكو.

ونهاية الشهر الماضي، نشبت مواجهة غير مسبوقة على الهواء في المكتب البيضاوي، ووبخ خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل طرده من البيت الأبيض. وهو ما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن ترامب تحلى بضبط النفس "بعدم ضرب الرئيس الأوكراني"، وكتبت على تليجرام "امتناع ترامب وفانس عن ضرب زيلينسكي معجزة في ضبط النفس".

بدوره قال الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف، وهو المسؤول الثاني حاليًا في مجلس الأمن الروسي، إنه "للمرة الأولى، قال ترامب الحقيقة لزيلينسكي".

ومؤخرًا، أعلن الرئيس الأمريكي أنه من المحتمل أن يعقد اجتماعه الأول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، بعدما بحث هاتفيًا مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سبل إنهاء الحرب بينهما، وفق أكسيوس.

وقال ترامب عن مكالمته مع بوتين "تحدثنا عن نقاط القوة في بلدينا، والفائدة العظيمة التي سنجنيها يومًا ما من العمل معًا. لكن أولًا كما اتفقنا، نريد وقف ملايين الوفيات التي تحدث في الحرب". وأكد أنهما اتفقا على العمل معًا بشكل وثيق.

واليوم، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "روسيا والولايات المتحدة تحاولان تحسين العلاقات ولكن بسبب تصرفات الإدارة السابقة في واشنطن فإن طريق التطبيع سيكون طويلًا، نظرًا لحجم الضرر الذي لحق بالعلاقات". إلا أنه قال "لكن إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الرئيسين بوتين وترامب فمن الممكن تحقيق التطبيع بسرعة كبيرة ونجاح"، وفق العين الإخبارية.

ويرى بيسكوف أن التحول الكبير الذي شهدته السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا تماشى إلى حد كبير مع رؤية موسكو.