أنهى عمال شركة الوجه القبلي للصناعات الدوائية "سيديكو" بمدينة 6 أكتوبر، اليوم، إضرابًا عن العمل بدأوه قبل ثمانية أيام، بعد وعود من الإدارة بتنفيذ مطالبهم تدريجيًا، والمتمثلة في زيادة سنوية 35% وصرف راتب شهر إضافي كمكافأة على تحقيق الخطة السنوية للمبيعات وعلاوة غلاء معيشة ألفي جنيه وعدم خصم الإجازة الإجبارية التي منحتها للعمال من رصيد إجازاتهم، وفق عضو اللجنة النقابية بالشركة محمد هندي لـ المنصة.
بدأ إضراب عمال الشركة في 10 فبراير/شباط الحالي، بعد عودتهم من إجازة إجبارية لمدة أسبوعين منحتها لهم الشركة بدعوى الصيانة تخوفًا من تصعيد العمال وقفة احتجاجية نظموها في 23 يناير/كانون الثاني الماضي اعتراضًا على الزيادة السنوية التي أقرتها الشركة بنسبة 22% وتجاهلها مطلبهم بإقرارها بنسبة 35%، حسب عاملين بالشركة تحدثا لـ المنصة.
وقال هندي إن إدارة الشركة أجرت عدة مفاوضات مع العمال خلال فترة الإضراب دون التوصل إلى اتفاق، إلى أن قدمت أمس عرضًا بالعودة للعمل مقابل تنفيذ مطالبهم تدريجيًا بعد دراستها، وشمل العرض تحمل الشركة لإجازة الصيانة، وصرف منحة غلاء المعيشة ومنحة خطة الإنتاج بنسبة 40% من الأجر الأساسي تصرف كل أربعة أشهر، بالإضافة إلى صرف مكافأة شهرية مرتبطة بتحقيق مبيعات تجاوزت 70%.
وأشار هندي إلى أن العمال وافقوا على إنهاء الإضراب انتظارًا لالتزام الإدارة بتعهداتها، خاصة بعدما أكدت أنه "لن يتم المساس بأي عامل أو إيذاؤه، سواء بالفصل أو باتخاذ أي إجراء قانوني آخر جراء الإضراب".
ونوه عضو اللجنة النقابية بالشركة بأن كل تعهدات الشركة ليست نهائية وهي محل دراسة من قبل الإدارة، وأن اللجنة النقابية ستتابع ما ستقرره الإدارة وتعرضه على العمال.
وقال عامل آخر لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، إن العمال قرروا إنهاء الإضراب رغم شكوكهم في التزام الإدارة بتعهداتها، خاصة "بعد تعرض عمال بالشركة للتهديد بالفصل والحبس منهم أعضاء باللجنة النقابية".
ونظم عمال الشركة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقفة احتجاجية داخل ساحة الشركة، للمطالبة بزيادة الرواتب، إضافة إلى منحة غلاء المعيشة، رافضين الزيادة التي أقرتها الإدارة، والتي تقدر بـ1000 جنيه لمن تقل رواتبهم عن 10 آلاف جنيه، منحتهم الشركة بعدها إجازة إجبارية لمدة 3 أيام.
وتوصل العمال لاتفاق مع الإدارة في 10 نوفمبر الماضي، بصرف 1000 جنيه لكل العاملين وليس لمن تقل أجورهم عن 10 آلاف جنيه فقط، وصرف 50% من الراتب الأساسي كحافز تشجيعي، وإعادة صرف "منحة الخطة الإنتاجية" التي أوقفتها الشركة والتي تعادل 40% من الراتب، عن الربع الأخير من 2024.
وفي عام 2012، دخل عمال سيديكو للأدوية في إضراب عن العمل استمر قرابة الشهرين، للمطالبة بزيادة الرواتب وتثبيت العمال المؤقتين، وهو ما نجحوا في تحقيقه، إذ قررت الإدارة حينها تثبيت جميع العاملين الذين مضى على عملهم بالشركة 5 سنوات، وزيادة الرواتب، وإنشاء صندوق معاشات للعاملين.
وتتبع شركة سيديكو مجموعة أكديما للصناعات الدوائية، التي تضم 16 شركة تعمل في مجال إنتاج وتجارة الدواء، وتبلغ حصة أكديما 41% من أسهم سيديكو. وكشفت رئيسة مجلس إدارة أكديما ألفت غراب، في تصريحات صحفية يوليو/تموز 2024، أن المجموعة وافقت على زيادة رأس مال سيديكو بقيمة 200 مليون جنيه، وأن سيديكو حاليًا تعمل على تحديث وتطوير للأقسام الإنتاجية ورأس المال، مشيرة إلى تفاوض أكديما حاليًا مع أحد المساهمين على شراء حصته في سيديكو.
ومنتصف 2023، أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة، حينها، علي الغمراوي، أن حجم صادرات الشركة خلال الربع الأول من 2023 بلغ 1.1 مليون دولار، وأن الشركة تصدر منتجاتها لنحو 43 دولة، وتسعى لدخول أسواق جديدة ليصل عدد تلك الدول 60 خلال 2024 و2025، وأكد وقتها أن حجم استثمارات الشركة في السوق المصرية حتى يونيو/حزيران 2023 بلغ 1.4 مليار جنيه.