أجبر ضابط في لواء ناحال التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي رجلًا فلسطينيًا مسنًا عمره 80 عامًا على العمل كدرع بشرية خلال عملية عسكرية في حي الزيتون بمدينة غزة، في مايو/أيار الماضي، حسبما نقلت مواقع أمريكية وإسرائيلية.
ووفقًا لشهادات جنود إسرائيليين شاركوا في العملية لمجلة التحقيقات الاستقصائية The Hottest Place in Hell، قام الضابط بربط حبل متفجر حول عنق الرجل وأجبره على تفتيش المنازل المهجورة لمدة 8 ساعات تحت التهديد بتفجير رأسه.
وأفاد الجنود أن الرجل الفلسطيني كان يعيش مع زوجته المسنة في منزلهما، ولم يتمكنا من الفرار إلى جنوب غزة بسبب صعوبات في الحركة، حتى قرر الضابط الإسرائيلي استخدامه كدرع بشرية، حيث أجبره على السير أمام جنود جيش الاحتلال وتفتيش المنازل لتجنب المخاطر.
وبحسب أحد الجنود، تم ربط الرجل بحبل متفجر لمنعه من الهرب، رغم أنه كان يعتمد على عصا للمشي، وأوضح الجندي أن الرجل كان يُهدد بأنه في حال مخالفة الأوامر، سيتم تفجير الشحنة حول عنقه، "كان الرجل يدخل كل منزل قبلنا حتى إذا كان فيه متفجرات أو مسلحين بالداخل، كان هو من سيتلقى الضربة بدلاً منا".
وبعد انتهاء العملية، أُعيد الرجل إلى منزله مع زوجته، وأُمر الزوجان بالتوجه سيرًا إلى منطقة إنسانية في جنوب غزة، ومع ذلك، لم يتم إبلاغ القوات الأخرى في المنطقة بوجودهما، مما أدى إلى إطلاق النار عليهما من قبل كتيبة أخرى، ما أسفر عن مقتلهما على الفور.
وقالت شهادات إضافية، وفقًا للموقع، إن قواعد الاشتباك في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعتبر أي شخص يتحرك في مناطق القتال بعد "وقت الإخلاء" المحدد هدفًا معاديًا.
ونفى الاحتلال الواقعة، مؤكدًا أن الحادث قيد التحقيق. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال ردًا على تحقيق نشرته صحيفة هآرتس في أغسطس/آب الماضي، أشار إلى انتهاج إسرائيل هذا الأسلوب، إن "التعليمات تحظر استخدام المدنيين في مهام عسكرية تعرض حياتهم للخطر عمدًا".
لكن شهادات الجنود تشير إلى أن الممارسة الإسرائيلية أصبحت روتينية منذ السابع من أكتوبر 2023، إذ قال جندي من لواء ناحال إنها "أصبحت ممارسة معتادةى داخل جيش الاحتلال"، معتبراً أنها "منطقة رمادية للغاية"، حيث يتم التغطية عليها من خلال تحميل المسؤولية للجنود الصغار.
وأضاف "يأتي الأمر بشكل صريح من قادة الكتائب، بينما على مستوى قادة الألوية يتم إنكار الأمر تماماً، وعندما تنشأ المشاكل، يتم دفع اللوم إلى الجنود الأدنى رتبة".
وأوضح الجنود أن هذه الممارسة معروفة على نطاق واسع، مؤكدين أنه "من النادر أن تجد كتيبة في الجيش النظامي لم تستخدم هذا الإجراء"، لكن أحد الجنود أشار إلى أن استخدام حبل متفجر كجزء من هذا الإجراء يُعتبر "حادثة متطرفة وغير مسبوقة".
وفي ردّه على استفسارات حول الحادثة الأخيرة، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال "لم يتم التعرف على هذه القضية بعد التحقيق في المعلومات الواردة، وفي حال ورود تفاصيل إضافية، سيتم فتح تحقيق جديد".
ولا تتوقف إسرائيل عن ارتكاب جرائم استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، إذ رصدت مواقع عدة هذه الممارسات، بينما حصلت الجزيرة نهاية يونيو/حزيران الماضي على صور توثق تلك الممارسات، وأظهرت إجبار معتقل على دخول نفق بعد ربطه بحبل وتثبيت كاميرا على جسده، كما أجبر الاحتلال العديد من المعتقلين على دخول منازل مدمرة في غزة خشية وجود متفجرات أو عناصر المقاومة الفلسطينية.