أمريكا وبريطانيا تمتنعان عن توقيع إعلان قمة باريس بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي

دعت قمة باريس حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، أمس، إلى جعل هذه التقنية الجديدة والمتسارعة "مفتوحة" و"أخلاقية" وتخضع للحوكمة الدولية، حسب بيان لم توقعه بريطانيا والولايات المتحدة وجهات أخرى فاعلة في القطاع.

وعُقدت القمة يومي 10 و11 فبراير/شباط الحالي بالقصر الكبير في باريس، وجمعت قادة عالميين ومديرين تنفيذيين في قطاع التكنولوجيا وباحثين وممثلين عن المجتمع المدني لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي، بهدف وضع أسس علمية وحلول ومعايير للذكاء الاصطناعي المستدام الذي يخدم التقدم الجماعي والمصلحة العامة.

واتفق الموقعون على إعلان قمة باريس، البالغ عددهم 61، من بينها فرنسا والصين والهند واليابان وأستراليا وكندا، على ضرورة ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي "مفتوحًا، شاملاً، شفافًا، أخلاقيًا، آمنًا، موثوقًا وقابلًا للمساءلة"، مع التركيز على الاستدامة لصالح البشرية والبيئة.

ولم تفسر الولايات المتحدة بعد سبب عدم توقيعها على الإعلان، لكن نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس دعا حلفاء بلاده الأوروبيين إلى تجنّب المبالغة في تنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، وحذّر الصين من استخدام التكنولوجيا لتعزيز قبضتها على السلطة.

فيما قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المناقشات مستمرة، وإن بريطانيا ستنضم إلى مبادرات أخرى وستواصل العمل مع شركائها، بما في ذلك فرنسا.

وأضاف "لن نشارك أبدًا إلا في المبادرات التي تخدم المصلحة الوطنية لبريطانيا".

وعند سؤاله عما إذا كانت بريطانيا امتنعت عن التوقيع لأنها أرادت اتباع النهج الأمريكي، قال المتحدث باسم كير ستارمر إنه "ليس على دراية بأسباب أو موقف الولايات المتحدة".

ورغم رفض التوقيع، أيدت بريطانيا بيانًا منفصلًا بشأن الأمن السيبراني، وأعلنت انضمامها لتحالف الذكاء الاصطناعي المستدام، الذي يهدف إلى تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي مستدامة بيئيًا وأخلاقيًا ومسؤولة اجتماعيًا، بمشاركة حكومات وشركات تقنية ومؤسسات بحثية ومنظمات مدنية.

وأرجعت مصادر حكومية بريطانية عدم توقيع الإعلان إلى اعتباره "غير كافٍ" من حيث معايير الأمن، نافية أن يكون القرار مرتبطًا بالتوافق مع الموقف الأمريكي.

من جانبه، أشار قصر الإليزيه إلى أن بعض الدول قد تنضم إلى الإعلان لاحقًا، بينما أكدت التصريحات الأمريكية خلال القمة أن واشنطن تدعم تنظيمًا مرنًا للذكاء الاصطناعي يعزز الابتكار بدلًا من تقييده، محذرةً من أن الشراكة مع دول ذات أنظمة "استبدادية" قد تؤدي إلى "مخاطر غير متوقعة".