قُتل 5 أشخاص وأصيب أكثر من 200 آخرين جراء عملية دهس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماجديبورج الألمانية أمس، فيما ألقت الشرطة القبض على منفذ الهجوم، حسب رويترز، وسي إن إن.
قاد منفذ العملية سيارته بسرعة فائقة لأكثر من 400 متر داخل السوق وصدم بها المارة على جانبي الطريق بين أكشاك السوق، في مشهد وصفه المستشار الألماني أولاف شولتز بأنه "جريمة مروعة ووحشية"، وتعهد بالرد بـ"قوة القانون".
وحسب سي إن إن، فإن السلطات الألمانية ألقت القبض على مرتكب الواقعة الطبيب السعودي طالب آل عبد المحسن، 50 عامًا، والمتخصص في العلاج النفسي، وقالت إنه متعاطف مع أفكار حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، ويتمتع بإقامة دائمة في ألمانيا وكان موجودًا في البلاد منذ عام 2006.
وأظهرت لقطات فيديو متداولة على السوشيال ميديا، اللحظة المروعة التي اصطدمت فيها سيارة سوداء مباشرة بالحشد في سوق عيد الميلاد المزدحم.
وفي الفيديو، يمكن رؤية العشرات من الناس وهم متجمهرون عند أكشاك السوق عندما اصطدمت السيارة بهم مباشرة. ويمكن رؤية بعض الناس وهم يركضون مذعورين، بينما اندفع آخرون إلى الأكشاك. وتنتشر الجثث والحطام عبر الممر الضيق بينما تنحرف السيارة خارج الساحة.
وقال رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت راينر هاسيلوف، إن الحداد سيعم ألمانيا، وخاصة في الولاية. وأعلنت سلطات المدينة أنه ستقام مراسم تذكارية في كاتدرائية ماجديبورج.
وأضاف "سنرفع الأعلام إلى نصف الصاري للتعبير عن المأساة التي حدثت هنا وأننا جميعًا نشارك في المعاناة التي لحقت بالناس".
من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية السعودية الهجوم، وقالت، في بيان، "إن المملكة تؤكد موقفها الرافض للعنف وتعرب عن تعاطفها وتعازيها الصادقة لأسر المتوفين ولجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومة وشعبًا، مع تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين".
وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي لسي إن إن، إن البيت الأبيض يراقب الوضع عن كثب، وإن المسؤولين الأمريكيين على اتصال بنظرائهم الألمان الذين يحققون في الوضع لتقديم الدعم.
ونقلت رويترز عن مصدر سعودي، لم تسمه، قوله إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم، الذي قال المصدر إنه نشر آراء متطرفة عبر حسابه الشخصي على إكس.
وأشارت رويترز إلى أن منفذ الهجوم ظهر في مقابلات إعلامية عام 2019 تحدث فيها عن نشاطه في مساعدة السعوديين وغيرهم ممن تركوا الدين الإسلامي على الفرار إلى أوروبا، ونقلت عنه قوله إنه "لا يوجد إسلام جيد".
وعلق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، قائلًا "الولايات المتحدة مصدومة وحزينة بسبب الأخبار المأساوية من ماجديبورج.. نحن مستعدون لتقديم المساعدة مع استمرار جهود التعافي والتحقيق من قبل السلطات في هذا الحادث المروع".
كما أدان الأزهر الشريف حادث الدهس، مؤكدًا أن الاعتداء على الآمنين وترويعهم أيًا كان دينهم أو معتقدهم جريمة نكراء، وخروج عن كل التعاليم الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية، التي جاءت لتحفظ الدماء، وتبني جسور التعايش بين البشر.
وأشار الأزهر في بيانه، إلى أن ذلك يتطلب تضافر الجهود الدولية للقضاء على الفكر المتطرف واقتلاعه من منابعه، وتعزيز الجهود الرامية إلى نشر قيم التسامح والسلام والأخوة الإنسانية.
وأعاد الحادث لأذهان الألمان الاعتداء الذي نفذه التونسي أنيس العمري، على سوق عيد الميلاد سنه 2016 في برلين، وأودى بحياة 12 شخصًا، وفق مونت كارلو.