تُواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدمها نحو العاصمة دمشق، بوتيرة متسارعة، معلنة اليوم بدء مرحلة "تطويق دمشق"، في وقت نفى مصدر عسكري سوري دخول العناصر ريف دمشق، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية سانا، كما نفت دمشق مغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد.
وقال القيادي في فصائل المعارضة المسلحة المعارضة حسن عبد الغني، عبر تليجرام "بدأت قواتنا تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق"، حسب فرانس 24، في المقابل قال مصدر عسكري سوري، حسب سانا، إن "بعض الخلايا النائمة المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية تقوم بنشر مقاطع فيديو عبر قنواتهم الإعلامية من ساحات وشوارع لمناطق في ريف دمشق وغيرها من المحافظات، والادعاء بأن عناصر التنظيمات الإرهابية قد سيطروا عليها، كل ذلك بهدف بث الفوضى في صفوف المواطنين وترهيبهم".
وعادة ما تنفي المصادر العسكرية السورية أنباء تقدم الفصائل المسلحة، قبل إقرار سيطرتها على مناطق جديدة، كما حدث الخميس مع حماة.
ونفت الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على فيسبوك، خروج الأسد من دمشق، قائلة "تنشر بعض وسائل الإعلام الأجنبية شائعات وأخبارًا كاذبة حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق، أو زيارات خاطفة لدولة أو أخرى".
وأضافت "رئاسة الجمهورية العربية السورية تنفي كل تلك الشائعات وتنوه إلى غاياتها المفضوحة، وتؤكد أنها ليست بجديدة، بل سبق أن اتبعت تلك الوسائل هذا النمط من محاولات التضليل والتأثير على الدولة والمجتمع السوري طيلة سنوات الحرب الماضية".
كما أكدت الرئاسة السورية أن "الأسد يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق"، مشددة على أن "كل الأخبار والنشاطات والمواقف المتعلقة بالرئيس تصدُر من منصات رئاسة الجمهورية والإعلام الوطني السوري".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نشرت تقريرًا قالت فيه إن "مسؤولين مصريين وأردنيين حثوا الرئيس السوري على مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى"، وهو ما نفته مصر والأردن.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم، "تنفي جمهورية مصر العربية بشكل قاطع ما أوردته صحيفة Wall Street Journal بأن مسؤولين مصريين حثوا الرئيس السوري على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى، وتؤكد أن تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلًا. وتدعو مصر كافة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما يتم نشره من معلومات".
وكان مصدر رسمي أردني نفى أمس، ما نشرته الصحيفة، وقال إن "عمان تتابع الأوضاع في سوريا، وتؤكد أهمية وحدة سوريا وسيادتها وسلامة مواطنيها"، حسب الجزيرة.
وفي سياق متصل، حث زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، مقاتليه على الزحف نحو دمشق. وتتصدر الهيئة الفصائل المسلحة التي تخوض معارك ضد الجيش السوري حاليًا، عقب هجومها المباغت في الشمال، قبل نحو 10 أيام.
وقال الجولاني في بيان على قناة تليجرام، "اتركوا المدن المحررة للشرطة ودمشق تنتظركم"، حسب سكاي نيوز.
يأتي ذلك في وقت ظهر فيه الجولاني ضيفًا ومتحدثًا في وسائل الإعلام، رغم أن الهيئة التي يتزعمها مصنفة إرهابية منذ العام 2012 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ثم في 2014 من قبل مجلس الأمن.
وقال الجولاني، خلال مقابلة حصرية مع سي إن إن، أمس، ظهر فيها بلباس عسكري، إن تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية، "سياسي في المقام الأول، وفي الوقت نفسه، غير دقيق"، معتبرًا أن بعض الممارسات الإسلامية المتطرفة "خلقت انقسامًا" بين "هيئة تحرير الشام" و"الجماعات الجهادية"، وادعى أنه يعارض بعض الأساليب الأكثر وحشية التي تستخدمها الجماعات الجهادية الأخرى، التي أدت إلى قطع علاقاته معهم، كما ادعى أنه "لم يشارك شخصيًا قط في الهجمات على المدنيين".
وردًا على سؤال حول موقفه من وجود قوات أجنبية في سوريا أعرب الجولاني، عن رغبته في خروجها، قائلًا "توجد حاليًا قوات من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى وكلاء إيرانيين في البلاد، أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا".
وتابع "إلا إذا كان هذا الأمر يصب في المصالح العليا لسوريا، ويكون ضمن وثائق فيها نوع من التفاهم ذات خلفية قانونية، في حال حصل خلاف في هذا الأمر يكون هناك مرجع".
وفي سياق المواجهات، سمحت السلطات العراقية بدخول "مئات" الجنود السوريين "الفارّين من الجبهة" إلى العراق عن طريق منفذ القائم الحدودي، وفق ما أفاد به مصدران أمنيّان، لوكالة الأنباء الفرنسية، ونشرته فرانس 24.
وقال مسؤول عراقي أمني إن "عدد الجنود السوريين الذين دخلوا العراق بلغ ألفين بين ضابط وجندي"، لافتًا إلى أن "دخولهم جاء بالاتفاق مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني". وأشار مسؤول آخر إلى أن من بين هؤلاء "الفارّين من الجبهة (...) جرحى نقلوا إلى مستشفى القائم لتلقي العلاج".
وعلى الصعيد السياسي، بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، الأزمة في سوريا، والأوضاع في قطاع غزة، خلال اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية إيران وتركيا والأردن ومصر، حسب سي إن إن.
وأجرى بن عبدالرحمن اتصالا هاتفيًا، مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيرانية، بحثا خلاله آخر التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومستجدات الأوضاع في سوريا.
كما أجرى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، اتصالًا هاتفيًا، مع نظيره التركي هاكان فيدان، السبت، حول سوريا.
ومن جهة أخرى، اتفقت روسيا وإيران وتركيا على دعوة الحكومة السورية إلى إجراء حوار سياسي مع "المعارضة المشروعة"، حسب سكاي نيوز.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، السبت، إنه ونظيريه التركي والإيراني اتفقوا في اجتماع بالدوحة على ضرورة وقف "الأعمال القتالية" في سوريا على الفور.
وأضاف أن موسكو تريد أن ترى حوارًا بين الحكومة السورية وما سماها "المعارضة الشرعية" في سوريا.