برخصة المشاع الإبداعي: ويكيبيديا
هرم خوفو، أرشيفية

مسؤول يدين "عبثية تكسير الهرم".. ومصدر: سببه تركيب كاميرات مراقبة

عبد الحليم حفينة
منشور الاثنين 18 نوفمبر 2024

نفت وزارة الآثار المصرية وجود أعمال هدم في هرم خوفو، عقب مقطع فيديو انتشر عبر السوشيال ميديا، أمس، يظهر فيه عامل أثناء تكسير في حجر، موضحة أن هذه "ليست أعمال هدم وإنما إزالة مونة غير أثرية"، وقال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار الدكتور أيمن عشماوي لـ المنصة إن مشهد الهدم نتج عن قصور في أداء مفتش آثار لمهمته وأحيل على إثره للتحقيق.

وأثار المقطع حالة من الاستياء على السوشيال ميديا وبرامج التوك شو، خاصة أن الواقعة تأتي في سياق عام تنفذ فيه أعمال هدم متكررة بحق العديد من المباني التراثية.

وقالت الوزارة في بيان أمس، إن "الفيديو المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر أعمالًا تُفهم خطأً على أنها هدم لأحد أحجار الهرم الأكبر بمنطقة أهرامات الجيزة"، مؤكدة أن ما يظهر في الفيديو "ليس هدمًا على الإطلاق، بل هو إزالة مواد بناء حديثة (مونة) غير أثرية وُضعت قبل عقود لتغطية شبكة الكهرباء الخاصة بإنارة الهرم".

وأكدت الوزارة في البيان أن المجلس الأعلى للآثار "يقوم حاليًا بإزالة هذه المواد في إطار مشروع تحديث شبكة إنارة الهرم الأكبر، دون المساس بجسم الهرم أو أي من أحجاره الأصلية".

لكن ذلك لم يمنع إحالة مفتش آثار المنطقة للتحقيق، إذ أوضح عشماوي أن "معايير العمل تجري وفق مراحل محددة؛ أولها أن الشركة منفذة الأعمال تكون مسجلة لدى وزارة السياحة والآثار، وأن يجري العمل في ظل تنسيق كامل مع الأثريين وفي ظل وجود مفتش آثار من المنطقة، وفق مواعيد منسقة مسبقًا".

وعلق المسؤول في الوزارة على عبثية المشهد حيث لا تظهر أي لافتات إرشادية تفيد بإجراء أعمال إصلاح في المنطقة، أو حجب منطقة العمل، قائلًا لـ المنصة "لم يكن ملائمًا"، مستدركًا "كان يجب وجود لافتة تشير أن هذه منطقة أعمال".

وأكد اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار الواقعة "بالإضافة لمحاسبة مفتش الآثار واتخاذ إجراءات حيال الشركة، أعد موظفو المنطقة الأثرية مذكرة ترصد الأخطاء التي وقعت فيها الشركة المنفذة للأعمال، وأُرسل تعميم بالفعل لجميع المناطق الأثرية بقواعد العمل لتلافي مثل هذه الأخطاء مستقبلًا".

وعلمت المنصة من مصدر مطلع على أعمال الترميم في المنطقة، أن الأعمال التي تجري بالهرم حاليًا خاصة بتركيب كاميرات مراقبة "لمنع أي أعمال تخالف النظام العام"، على حد وصفه.

إرث المونة الأسمنتية

وعن استخدام الإسمنت في لصق التجهيزات لتغطية شبكة الكهرباء، قال عشماوي إن "الأسمنت كان مستخدمًا قديمًا في أعمال الترميم الأثرية، لكن حُرم استخدامه الآن، لصالح استخدام مواد يراعى فيها ملائمة لون الحجر وطبيعته".

في السياق، يقول المرمم الأثري الدكتور أحمد إمام لـ المنصة إن الإسمنت كان يستخدم "لملء الفجوات بين الأحجار الأثرية قبل أكثر من 100 عامًا، وكان يُغطى بلون يشبه لون الحجر، لكن هذه التقنية في الترميم لم تعد مستخدمة حاليًا". 

"أصبح المرممون يستخدمون الآن موادًا معتمدة من وزارة السياحة والآثار، يضاف إليها مونة، يمكن إزالتها بعملية تفريغ بسيطة من دون أعمال الهدم التي تتطلبها إزالة الأسمنت كما حدث في واقعة الهرم"، حسبما قال إمام.

ويتابع "معظم المناطق الأثرية تعاني من نفس المشكلة، فكثير من المعابد والمواقع الأثرية يوجد بها أعمال ترميم قديمة أُستخدم فيها الإسمنت، ونعمل على إزالتها حاليًا أثناء الترميم؛ نظرًا للأضرار التي تسببها المونة الإسمنتية من حيث تشويه الأثر بصريًا، أو من جهة بعض الأضرار السطحية التي قد تلحق بالأحجار الأثرية".  

 وحسب المرمم الأثري، تعتمد عمليات الترميم الحالية على استخدام مواد طبيعية، مثل بودرة الحجر من نفس نوع الحجر المراد ترميمه، بالإضافة إلى مواد ربط حديثة توافق معايير الوزارة ومنظمة اليونسكو.

ويختتم "بعد دراسة وتحليل المونة القديمة التي استخدمها المصريون القدماء، توصل الخبراء إلى تركيبة مطابقة للمواصفات الفنية الأصلية، وأعادوا استخدامها في ترميم الآثار. وتُعرف هذه التقنية بين المرممين باسم مونة ملء العراميس، التي تُستخدم لملء الفراغات بين الأحجار الأثرية".