تصوير رافي شاكر، المنصة
صورة أرشيفة من مخبز

مخابز ترفض إنتاج "العيش بالليزر".. و"التموين": اختياري

سيد عبدالصمد إيناس حسين
منشور الاثنين 18 نوفمبر 2024

رفض عدد من أصحاب المخابز تجربة إنتاج الخبز المدعم بواسطة ماكينات الليزر؛ بسبب تكلفة الماكينة المرتفعة التي تصل إلى 1.8 مليون جنيه، و"حُرمانية تسريح العمال" على حد قولهم، رغم مساهمة المنظومة الجديدة في تقليل الوقت والجهد وإنتاج رغيف خبز بوزن منضبط 90 جرامًا، حسب 5 مصادر تحدثت لـ المنصة.

وبداية الشهر الحالي، بدأت مخابز محافظة البحر الأحمر في تطوير منظومة الخبز المدعم باستخدام تقنية الليزر لإنتاج رغيف عيش بشكل آلي، وهو ما أكده مدير التموين بمحافظة البحر الأحمر شاذلي عايش.

مراحل الإنتاج

أوضح رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالبحر الأحمر وصاحب أول مخبز مطور محمود الخولي لـ المنصة أن عملية إنتاج الخبز داخل ماكينة الليزر تبدأ بخلط الدقيق والماء والمكونات الأخرى آليًا، ثم مرحلة التخمير على 12 سيرًا، وبعدها يمر بالقطَّاعة ثم فرد الرغيف آليًا.

ومن خلال 24 سيرًا تبدأ عملية التخمير الثانية، ثم التسوية والتهوية، حسبما أوضح الخولي "ليحصل المواطن على رغيف خبز دون الحاجة لانتظار عملية التهوية، العملية كلها تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة فقط".

طور الخولي المخبز الخاص به للعمل بماكينة الليزر الأسبوع الماضي، لافتًا إلى أن تكلفة الماكينة مرتفعة للغاية، حيث بلغت 1.8 مليون جنيه، سدد ثمنها من خلال تمويل ضمن مبادرة حكومية بفائدة 5% فقط.

وأوضح أن الماكينة الجديدة تعمل على توفير الوقت والجهد وتخفيف الزحام على المخبز، بجانب إنتاج رغيف بجودة عالية، إلا أنها تعمل على تقليل عدد العمالة، وهو ما حدث في مخبزه، إذ انخفض عددهم من 9 إلى 3 عمال فقط.

وأضاف أن الطاقة الإنتاجية للماكينة تصل إلى نحو 7 آلاف رغيف في الساعة، على عكس النظام التقليدي "كان يتم إنتاج نحو 2 إلى 2.5 ألف رغيف في الساعة".

للمخابز الكبيرة فقط

من جهته، أكد رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين ممدوح وليم أن تحويل المخابز للعمل بمنظومة الليزر اختياري "فالوزارة تعلم أن سعر الماكينة مرتفع للغاية، خاصة أن المخبز سيتحمل تكلفة شرائها".

وأوضح لـ المنصة أن المخابز التي تتجه لهذا النظام هي المخابز الآلية والجديدة المتطورة "والحكومة تعمل على تشجيع المخابز للتحويل لتلك المنظومة من خلال مديريات التموين بالممحافظات، وإقناعهم بالفكرة وامتيازاتها".

وأضاف وليم أن "المخابز الكبيرة التي تصل حصتها إلى نحو 30 و40 جوال دقيق يوميًا مناسبة لتطبيق المنظومة الجديدة، شريطة أن يكون لديها القدرة المالية، بعكس المخابز التي تبلغ حصتها نحو 8 و10 أجولة يوميًا فقط".

لن يحبه المصريون

من جانبه، أكد أحد أصحاب المخابز بمحافظة القاهرة، لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، أن النظام الجديد يوفر الوقت والجهد، لكن من شأنه تقليل العمالة وبالتالي الاستغناء عن العديد من العمال وتسريحهم.

وأضاف أن الخبز المنتج عن طريق الليزر يختلف تمامًا عن الخبز المنتج عن طريق العامل، والذي اعتاد عليه المصريون، ناهيك عن التكلفة المرتفعة للغاية، وبالتالي فهي فكرة غير مجدية.

فيما رفض صاحب مخبز آخر بمحافظة سوهاج، طلب عدم نشر اسمه، التحول للعمل بماكينات الليزر، موضحًا أن ماكينة الليزر تُنتج رغيف خبز لا يحبه المواطن، وهو اسمه "رغيف مجر"، بعكس رغيف الخبز "الماو" الذي ينتجه العامل البشري ويباع في المخابز البلدية.

وأوضح صاحب مخبز ثالث، بمحافظة بني سويف، أن استبدال العمال بماكينات الليزر في المخابز من شأنه "قطع أكل عيش مواطنين كتير"، وهي منظومة غير صالحة لغالبية المخابز في مصر.

وأعلنت الحكومة، نهاية مايو/أيار الماضي، في مؤتمر صحفي، زيادة سعر الخبز المدعم من 5 إلى 20 قرشًا، بداية من أول يونيو/حزيران الماضي "بعد وصول تكلفة إنتاج الرغيف لـ125 قرشًا"، مشيرة إلى استهدافها تقليل الأعباء المالية التي تتحملها الدولة.