استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، خيام النازحين وسط مدينة دير البلح في قطاع غزة، داخل المنطقة الإنسانية التي أجبرهم خلال الأشهر الماضية على النزوح إليها، ما تسبب في حرق عدد من الخيام، ومقتل اثنين من بينهم طفل، وإصابة أكثر من 16 آخرين، حسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة.
وقال شاهد لـ المنصة، وهو أحد النازحين إلى الخيام المحترقة، إن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت خيام النازحين بجوار مسجد بلال وسط دير البلح خلال ساعات نومهم، مضيفًا "كنا نايمين والدنيا هدوء بعد الساعة 11 بالليل، فجأة لقينا إشي دفعنا لخارج الخيمة والدنيا انقلبت واشتعلت حريق بالخيام، صرت بجري بدور على مرتي وولادي، والحمد لله لقيتهم بس في إصابات بسيطة منهم".
وتابع "هي المنطقة الإنسانية إللي حكولنا عنها أمان وأجبرونا ننزح إليها، طيب إحنا وين نروح ومن وين نجيب خيام بديلة ووين نودي أطفالنا".
وفي استهداف ثانٍ، قصف جيش الاحتلال منزلًا في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، وإصابة 10 آخرين، غالبيتهم أطفال، حسب مصدر طبي في مستشفى العودة لـ المنصة.
وقال المصدر "هناك إصابات خطيرة عملنا على تحويلها إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح لإجراء عمليات جراحية عاجلة".
وأضاف شاهد لـ المنصة أن الاحتلال استهدف المنزل دون تحذير، وتسبب في تدمير أكثر من 4 منازل مجاورة وإصابة عدد من الأطفال بها.
وفي خانيونس، استهدفت طائرة استطلاع بصاروخ واحد، مساء أمس، بسطة صغيرة لبيع المواد الغذائية في منطقة المواصي غرب المدينة، ما تسبب في مقتل شابين وإصابة 4 آخرين، نقلوا إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
وفي مدينة غزة، أفاد مصدر في الإسعاف بمستشفى الشفاء، لـ المنصة، بنقلهم إصابتين من شارع البحر شمال غرب مدينة غزة، حيث أصيب أحدهم بشظية جراء قصف الاحتلال لمبنى كان بداخله عدد من المواطنين، وأثناء محاولة آخر لسحبه، أطلقت كوادكوبتر الرصاص نحوه، حيث وصلت طواقم الإسعاف وتمكنوا من إسعافهم.
وحول استهداف البناية، قال شاهد لـ المنصة إن أكثر من 20 شابًا كانوا في انتظار شاحنات المساعدات القادمة عبر معبر إيرز الغربي، التي تسير في العادة عبر طريق البحر، في محاولة للحصول على بعض المواد الغذائية والطحين، وقبل وصول الشاحنات وبسبب خطورة المنطقة، دخل الشبان في بناية مهجورة ينتظرون الشاحنات.
وتابع "مش عارفين مصير الشباب وما في حد قدر يوصل هناك حتى سيارات الإسعاف".
وقال المصدر في الإسعاف إنهم حاولوا التواصل مع منظمات دولية لتنسيق الوصول إلى المكان وانتشال الضحايا والجرحى، لكن دون رد.
وفي سياق آخر، قُتل شاب وأصيب 27 آخرون من قُطاع الطرق على شارع صلاح الدين الرئيسي، مساء أمس، في اشتباك مع مجموعات مسلحة تتبع وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس، حيث كان الشبان يغلقون الشارع الرئيسي بالحجارة في انتظار وصول شاحنات المساعدات عن طريق حاجز نتساريم الشرقي، ووصل المصابون إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بعدما عملت سيارات مدنية على نقلهم لتلقي العلاج.
وقال شاهد لـ المنصة إنه بعد سماح الاحتلال للشاحنات بالمرور وقبل وصولها إلى الحاجز الذي أعده قُطاع الطرق بالقرب من مدخل مخيم المغازي الغربي، أُطلقت قذيفة من نوع TBG (عادة ما تستخدمها كتائب المقاومة ضد جيش الاحتلال وتعرف باسم قذيفة الياسين) عليهم بشكل مباشر من الخلف، تبعها مباشرة إطلاق نار كثيف أصاب الشبان في مختلف أنحاء جسدهم.
وأشار الشاهد إلى أن قوة "سهم"، وهي قوة مهمات خاصة أطلقتها وزارة الداخلية قبل سنوات، استهدفت قُطاع الطرق بالقذيفة التي تبعها إطلاق النار عليهم وذلك في إطار العمل على حماية شاحنات المساعدات الإغاثية، والعمل على التصدي لقُطاع الطرق الذين يسرقون الشاحنات لبيعها في الأسواق بأضعاف سعرها.
وتمكنت 30 شاحنة تحمل مواد غذائية أساسية وخضروات وفواكه، بعضها يتبع لمنظمة الغذاء العالمي، وللمطبخ العالمي، وأخرى للتجار، من الوصول إلى المخازن في وسط قطاع غزة، حسب أحد سائقي الشاحنات لـ المنصة.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية متواصلة راح ضحيتها 43665 قتيلًا و103076 مصابًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.