حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من إمكانية فرضها عقوبات على مستوطنين إسرائيليين بعد أحداث عنف وإتلاف لممتلكات فلسطينيين وإطلاق النيران عليهم قبل يومين، في وقت دعت حركة حماس إلى تصعيد المواجهة ضد المستوطنين في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر إن مثل هذه الأحداث في الماضي هي التي دفعتنا لفرض عقوبات.
وسبق وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 14 فردًا و13 كيانًا لتقويض السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية منذ فبراير/شباط الماضي، حسبما نقلت CNN عن ميلر.
كان مستوطنون أضرموا النيران، فجر الاثنين، في 20 سيارة لفلسطينيين عقب اقتحام مدينة البيرة، حسب المركز الفلسطيني للإعلام، وذكرت تقارير محلية أن بعض السيارات مملوكة لمسؤولين في السلطة الفلسطينية، وأخرى تابعة لوفد طبي أردني، وفق سكاي نيوز.
وعلق ميلر "من المؤكد أننا سننظر في هذا الحادث كما نظرنا في حوادث أخرى لنرى أولًا وقبل كل شيء ما إذا كانت حكومة إسرائيل تتخذ خطوات لفرض المساءلة، وإذا لم تفعل ذلك، فننظر إلى ما قد نفعله من جانبنا".
وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، الاثنين، أن السلطات فتحت تحقيقًا في الحادث، حسب سكاي نيوز.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي، إلى حوادث أطلق فيها المستوطنون الإسرائيليون النار على المدنيين الفلسطينيين الذين جاءوا لإطفاء الحرائق التي أشعلت في سياراتهم.
وقال أحد سكان المبنى المؤلف من 5 طبقات، لرويترز، أمس، إنه لاحظ حركة مستوطنين بعد منتصف الليل من داخل منزله "رأيتهم وهم يسكبون مواد سائلة على المركبات أمام البناية، ومن ثم يشعلون النار فيها".
وأضاف "صرخت باتجاههم من شقتي وحين نزلت أمام المنزل مع جيران في محاولة لإطفاء النار، أطلق المستوطنون النار باتجاهنا".
وأشار ميلر إلى أن المستوطنين "ألحقوا الضرر بالممتلكات، واعتدوا على المدنيين وأطلقوا الكلاب لمهاجمة الفلسطينيين، وقتلوا الماشية، ومنعوا المزارعين من حصاد محاصيل الزيتون".
وعلق "هذه الأعمال العنيفة تسبب معاناة إنسانية شديدة للفلسطينيين، وتهدد أمن إسرائيل، وتجعل تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة، وتقوض آفاق السلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة".
وذكر أن السفارة الأمريكية أبلغت تل أبيب، الاثنين، بقلقها بشأن هذه الحوادث، وطالبت بالمساءلة.
وقال ميلر إن "من واجب السلطات المعنية أن تفعل كل ما هو ممكن لتهدئة التوترات، ومحاسبة جميع مرتكبي العنف ضد المدنيين على قدم المساواة، بغض النظر عن خلفية الجاني أو الضحية".
من جهتها، وصفت حماس، في بيان، الهجوم على البيرة بأنه إرهابي وتطور خطير يتطلب تصعيد المواجهة لصد اعتداءات المستوطنين في الضفة.
ودعت الحركة إلى مواجهة "جرائم المستوطنين في الضفة بوسائل المقاومة كافة وتدفيعهم ثمنها"، وفق الجزيرة.
وفي غزة، وجهت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة "قد يكون الأخير"، بخصوص الهجمات الإسرائيلية المستمرة على مستشفى كمال عدوان شمالي غزة.
وقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، في مقطع مصور أمس، إن المستشفى تعرض لاستهداف شديد خلال وجود وفد من منظمة الصحة العالمية، ما أدى إلى اختباء الوفد داخل المستشفى.
وقالت الوزارة في بيان، أمس، "قوات الاحتلال تواصل قصف وتدمير مستشفى كمال عدوان بشكل عنيف طال كل مرافق المستشفى وهناك إصابات عديدة بين الطواقم الطبية والمرضى والطواقم الطبية لا تستطيع التحرك بين أقسام المستشفى، ولا تستطيع إنقاذ زملائهم المصابين، ويبدو أن هناك قرارًا تم اتخاذه بإعدام جميع الكوادر التي رفضت إخلاء المستشفى".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على الفلسطينيين الذين قتل منهم 43 ألفًا و374 قتيلًا، وأصيب 102 ألف و261 مصابًا منذ طوفان الأقصى.