قُبض عليهما بعد دهس قطار لطفلين.. إخلاء سبيل اثنين من أهالي "البليدة" بالعياط

أخلت غرفة المشورة بمحكمة العياط سبيل اثنين من أهالي قرية البليدة، قُبض عليهما الأسبوع الماضي، على خلفية حادث مقتل طفلين شقيقين دهسًا تحت عجلات القطار رقم 185/ 2603 "سوهاج - بورسعيد"، وفق ما قاله محامي المتهمين إيهاب رجب لـ المنصة.

واحتشد أهالي قرية البليدة بمركز العياط التابعة لمحافظة الجيزة، على شريط السكة الحديد وأوقفوا حركة القطارات احتجاجًا على دهس الطفلين وهما في طريقهما إلى مدرستهما الابتدائية، أثناء عبورهما ممرًا ضيقًا يربط غرب القرية بشرقها؛ بسبب غلق الكوبري المار بمزلقان القطار لتجديده.

وأضاف رجب أن قوات الأمن ألقت القبض على 4 من أهالي القرية في اليوم التالي للحادث، وعُرضوا على نيابة العياط، التي وجهت لهم تهمتي "حرق مهمات مملوكة للسكة الحديد وتعطيل قطار لمدة 90 دقيقة"، وأمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة القضية 16257 لسنة 2024 جنح العياط، ثم عُرضوا على المحكمة الجزئية التي قررت حبسهم 15 يومًا.

وأوضح المحامي أنه تظلم على قرار حبس اثنين من المتهمين أمام غرفة المشورة بمحكمة العياط، التي أمرت بإخلاء سبيلهما على ذمة القضية بضمان محل الإقامة، مشيرًا إلى أنه تقدم باستئناف على قرار حبس الاثنين الآخرين، سيُنظر الأحد المقبل، متوقعًا أنه "سيتم إخلاء سبيلهما أيضًا بعد الدفع باتحاد المراكز بين المتهمين في القضية".

ولفت إلى أن دفوعه أمام المحكمة استندت إلى أن الأهالي، ومن بينهم المتهمون الأربعة، خرجوا غاضبين بشكل عفوي بعد سماعهم بنبأ الحادث، وكانوا متعاطفين مع الطفلين، ومهمومين بسرعة رفعهما من على شريط القطار ودفنهما، ولم يكن في نية أحد تعطيل حركة القطارات ولا إتلاف ممتلكات السكة الحديد.

ووفق حديث سابق لأهالي القرية لـ المنصة فإن الكوبري الذي يربط غرب القرية بشرقها، حيث توجد المدارس والمستشفيات وكل المصالح الحكومية، مغلق منذ 4 أشهر، للتجديد، ولا يوجد سوى ممر ضيق لعبور أهالي القرية، الذي مر منه الطفلان.

وكان الأهالي حذروا من وقوع حوداث نتيجة لغلق الكوبري، مع بداية المدارس، وطلبوا من المسؤولين حل المشكلة، بالانتهاء من تجديد الكوبري، أو توفير ممر بديل آمن، لكن لم يلتفت أحد لطلباتهم.

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي تصادم قطار نوم مع جرار سكة حديد، على خط الوجه القبلي عند منطقة ماقوسة في محافظة المنيا، ما أسفر عن إصابة 20 راكبًا، حسب وزارة الصحة، التي أكدت في بيان لاحق تعافي 19 منهم وعثورها على حالة وفاة في محيط الحادث، ثم أعلنت بعد ذلك العثور على جثة ثانية في مياه ترعة الإبراهيمية التي سقطت بها عربتان من القطار.

وفي 14 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت هيئة السكك الحديدية تصادم قطاري ركاب رقمي 281 و336 عند بلوك 5 بمدينة الزقازيق، ما أسفر عن 4 وفيات وإصابة 49 شخصًا نقلوا وقتها إلى مستشفيي الزقازيق الجامعي والأحرار، حسب وزارة الصحة والسكان.

وتعمل مصر منذ سنوات على تطوير شبكة النقل وتحديث القطارات وتطوير خطوط السكك الحديدية بتكلفة 225 مليار جنيه خلال الفترة من 2014 إلى 2024، بعد سجل طويل من حوادث القطارات.