طالب مدافعون عن حقوق الحيوان بالتحقيق في مشاهد تعذيب الكلاب وتقييدها ووضعها داخل أجولة بلاستيكية في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، التي ظهرت في فيديو مؤخرًا.
وقالت العضوة المتطوعة بجمعية كارت لحقوق الحيوان سناء الحكيم، لـ المنصة، إن الجمعية تقدمت، صباح اليوم، بمذكرة للنائب العام بكل صور وفيديوهات الكلاب المقيدة في الكلية، موضحة أنها حررت بلاغًا ضد عميدة الكلية الدكتورة إيمان بكر، "نطالب بالتحقيق معها في وقائع تعذيب الحيوانات، ووقف استخدام الحيوانات الحية في تجارب البحث العلمي واستبدالها ببدائل".
كذلك تقدمت رئيسة جمعية حياة قلب للرفق بالحيوان هدى مقلد ببلاغ ضد بكر في النيابة الإدارية، لاندراج ما حدث تحت بند "وقائع تعذيب حيوانات مستأنسة"، وطالبت في المحضر رقم 12689 بالتحقيق معها وإقالتها.
وقالت مقلد لـ المنصة "طب بيطري محطوطة تحت المنظار من سنوات، ويصل لنا بلاغات كجمعيات رفق بالحيوان إن فيه حد راح يعالج كلب هناك، وشاف كلاب محبوسة بتتعامل بطريقة غير آدمية في أوض مش نضيفة أو بيتعمل عليها تجارب".
وأضافت أن واقعة فيديو الكلاب المُقيدة في الأجولة، التي انتشرت على السوشيال ميديا تعود إلى الأيام الثلاثة الماضية "عندما ذهب شخص لعلاج كلبه، وسمع صوت الكلاب، ولقى مجموعة منها مربوطة في شوال وجزء منها طالع برقبته، ومربوط من مناخيره بالبلاستر، وشوال تاني لكلاب مقفول عليها تمامًا، وكلاب تانية في غرف الكلية معمول عليهم تجارب".
وتابعت "ذهبت إحدى الجمعيات واستلمت الكلاب بصعوبة من الكلية، وعلمنا من مصادرنا أن هناك مُورِدًا بشكل دوري لهذه الكلاب لكلية طب بيطرى، ويستخدم هذه الطريقة الوحشية في ربطها، ويمتلك إحدى الشركات الخاصة لمكافحة واصطياد الحيوانات".
وطالبت مقلد بوقف تراخيص شركات المكافحة وصيد الزواحف والرقابة عليها "لأنهم لا يمتلكون رخصة اصطياد الحيوانات الأليفة المستأنسة، لكن رخصتهم صادرة لصيد الحيوانات البرية كالثعالب والثعابين"، وأكدت أنها لن تكتفي ببلاغ النيابة الإدارية، وستتابع بخطوات قانونية أخرى.
مصر بلا سعار
وأعربت رئيسة "حياة قلب" عن تلقيهم عشرات الشهادات من طلاب طب بيطري على مستوى الجمهورية، أكدوا فيها قيامهم بتجارب على الكلاب الحية "التي تتعرض لانتهاكات وحشية من تكسير العظام وحقنها بمواد كيميائية دون رحمة"، متسائلة "أين تطبق استراتيجة 2030 للتنمية المستدامة مصر بلا سعار التي تنص في بنودها على الرفق بالحيوان؟".
بدورها، أكدت ندى علي، متطوعة ومنسقة مجتمع مدني معتمد من التحالف الدولي للقضاء على مرض السعار، إنها ذهبت لكلية الطب البيطري لاستلام الكلاب التي ظهرت في الفيديو.
ولفتت إلى سوء المعاملة التي تعرضت لها، وقالت لـ المنصة "عندما وصلنا للكلية واجهنا تعنتًا من الدكتورة إيناس رئيسة قسم الجراحة بالكلية، بل وتطاول من دكتور عياد رئيس قسم العيادات، وتوجيه سباب لنا، بل تطاول بالأيدي على مشرف شلتر جمعية فرصة حياة، الذي كان معنا لاستلام الكلاب".
وتابعت "استلمت 7 كلاب في حالة تروما وجروح عميقة على أيديهم وحول فمهم بسبب الحبال والربط لساعات طويلة، لكن شفت 5 كلاب تانية في غرف الجراحة، وطلبت استلامهم لكن العميدة غضبت ورفضت".
"العميدة لم تنفِ إجراء تجارب على حيوانات سليمة" حسبما قالت علي، وأضافت "قالت لي يا ندى إحنا بنعلم الطلبة على ماكيتات simulation، ولكن أما بنضطر نعمل أبحاث على حيوانات حية بتكون حالات ميئوس منها، وبتكون كده كده ميتة".
وعلقت علي "حتى لو حيوانات مريضة هذا منافي للرحمة، إحنا في القرن 21، ومحدش في العالم بيعمل زينا كده"، موضحةً أن العميدة قالت إنهم "بيجيلهم بقر وأحصنة وجمال وقطط كمان".
وعبرت ندى علي عن حزنها "ليه مفيش طريقة تانية متحضرة لتعليم الطلاب؟ إزاى نشوف فيديو لحمار داخل الكلية بيتكهرب عشان يموت بالبطىء وتفضل أعضاءه حية للشرح للطلاب؟ فين تطبيق الدستور؟".
وتنص المادة 45 من الدستور المصري على أن "تلتزم الدولة بالحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان".
مش محتاجين حد يعلمنا نرفق بالحيوان
من جهتها، رفضت رئيسة لجنة الأخلاقيات ورعاية واستخدام حيوانات التجارب في التعليم والبحث العلمي الدكتورة خديجة جعفر التعليق لـ المنصة على الواقعة، مطالبةً بحضور المهتمين بالقضية الأسبوع المقبل للحديث معهم عن المشكلة والحلول.
وفسرت الدكتورة إيمان بكر أسباب وجود الكلاب بالكلية، وقالت لـ القاهرة 24 إن "الكلية تؤدي جزءًا من رسالتها في الخدمة المجتمعية بمحاربة الأمراض المعدية التي قد تنتقل للإنسان من خلال توفير الاستضافة والرعاية والتطعيم للكلاب، عبر صائد كلاب ضالة يحضر هذه الكلاب من التجمعات السكنية، وهو لا ينتمي للكلية، وتم إلغاء التعاقد معه بعد هذه الواقعة".
وأضافت بكر أن "العامل كان في طريقه لإحضار مقص لتحرير الكلاب المقيدة، تزامنًا مع تصويرها من جانب شخص جاء لعلاج كلبته بالكلية"، نافية وجود أي وفيات في حالات الكلاب.
وتابعت "إحنا مش محتاجين حد يعلمنا نرفق بالحيوان أو نتعامل معه إزاى، والسهام الموجهة لنا باطلة لتشوية الخدمات التي تقدمها الكلية، جامعة القاهرة أول من شكلت لجنة أخلاقيات استخدام الحيوانات في البحث العلمي.. وعيب اللي بيحصل ده".
يُذكر أن جامعة القاهرة شكلت لجنة لأخلاقيات رعاية واستخدام حيوانات التجارب في التعليم والبحث العلمي بقرار رقم 1221 لسنة 2013، وأعدت اللجنة دليلًا إرشاديًا للتعامل الأخلاقي مع الحيوانات في البحث العلمي.
ونصت بنود الدليل على استخدام تقنيات للاستبدال الكلي أو الجزئي للحيوانات في الأغراض البحثية أو التعليمية، والتزام المشروع البحثي باستخدام الحد الأدنى من الحيوانات الذي يوفر الجدارة العلمية والسلامة الإحصائية، شريطة ألا يعرضها للألم أو المعاناة، وعدم الإفراط في إنتاج الحيوانات بقصد الاستخدام البحثي، وذلك للتقليل من قتل الحيوانات السليمة.
كما شدد الدليل الإرشادي على ضرورة توفير بيئة ملائمة لإعاشة الحيوانات بما يتناسب مع احتياجات كل نوع على حدة، ومراعاة متطلبات الدراسة، وأن يتم نقل الحيوانات وتسكينها وإمدادها بالماء والطعام، وأن تصمم المشاريع العلمية بحيث تجنب الحيوان الألم والمعاناة الذي قد يصيبه.