واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية شمال قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، محاصرًا المدنيين والنازحين في مراكز الإيواء بمخيم جباليا، وتمركزت قوات الاحتلال غرب وشرق المخيم تزامنًا مع قصف مكثف لمنازل المواطنين، بأحياء القصاصيب وأرض سليمان وأرض الجمل.
وأسفر القصف عن مقتل 37 شخصًا وإصابة أكثر من 62 آخرين، استقبلهم مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، حسب ما أفاد مصدر طبي من المستشفى لـ المنصة، إضافة إلى أكثر من 30 قتيلًا آخرين وصلوا إلى مستشفى العودة ومستشفى الأندونيسي ومستشفى اليمن السعيد شمال القطاع، حسب ما أفاد 3 صحفيين كانوا داخل المخيم لـ المنصة.
وأشار الصحفيون إلى أنّ عشرات الضحايا لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض بسبب تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها دون تمكن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من انتشالهم بسبب محاصرة الجيش للمخيم، بالإضافة إلى وجود جثامين على الطرقات وفي الشوارع تعرضوا للقنص من جيش الاحتلال.
واستهدف جيش الاحتلال مساء الأربعاء، مدرستي الرافعي وفاطمة بنت أسد اللتين تؤويان نازحين بمخيم جباليا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 5 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين حسب ما أفاد شاهدا عيان لـ المنصة.
وقال شاهد عيان ثالث لـ المنصة إنّ الجيش استهدف خيامًا للنازحين بقذائف مدفعية داخل مستشفى اليمن السعيد ما أدى إلى مقتل 16 نازحًا وإصابة 17 آخرين بينهم أطفال ونساء.
وقتل جيش الاحتلال 10 مواطنين آخرين في محيط دوار أبو شرخ غرب مخيم جباليا أثناء محاولتهم النزوح، وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ جيش الاحتلال يستهدف كل من يحاول الخروج من المخيم بالرصاص دون التفريق بين الفئات والأعمار.
وفي بوست عبر إكس، للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مساء الأربعاء، طالب سكان مخيم جباليا بإخلاء منازلهم والمآوي التي يوجدون بها، قائلًا "يا سكان جباليا، نكرر دعوتنا إليكم في مخيم جباليا لإخلاء منازلكم والمآوي التي تتواجدون فيها فورًا . هذه منطقة قتال خطيرة. لقد توقفنا عن العمل مؤقتًا لكن النيران ستستأنف من جديد قريبًا".
ووجه أدرعي السكان للخروج عن طريق شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، والتحرك نحو جنوب محور نتساريم، مهددًا الغزيين بعدم التحرك في مسار آخر خلال الإخلاء "التحرك جنوبًا في محور آخر قد يعرضكم للخطر".
وتعرض مجموعة من الصحفيين الغزيين أثناء عملهم على نقل الأحداث الميدانية بمخيم جباليا، للرصاص من قبل قناصة الجيش، ما أدى إلى مقتل مصور قناة الأقصى التابعة لحركة حماس محمد الطناني، برصاصة مباشرة بالرأس، كما أصيب مراسل القناة نفسها تامر لبد، بطلق ناري في الظهر فيما أصيب مصور قناة الجزيرة فادي الوحيد بطلق ناري في الرقبة.
وقال مصدر طبي في مستشفى المعمداني لـ المنصة، حيث وصل لبد والوحيدي لتلقي العلاج، إن حالتيهما خطيرة وبحاجة إلى عمليات عاجلة لانتشال الرصاص المستقر داخل جسديهما.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إقدام جيش الاحتلال على اغتيال الطناني، محملًا الاحتلال المسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الصحفيين.
وأشار الإعلام الحكومي، في بيان له، إلى ارتفاع عدد الضحايا الصحفيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية، إلى 176 صحفيًا وصحفية.
وفي جنوب قطاع غزة، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، سيارتين بداخلها شباب يعملون على تأمين شاحنات المساعدات من التعرض للسرقات من قبل قُطاع الطرق، في منطقة بني سهيلا جنوب قطاع غزة، ما نتج عنه مقتل 7 من الشباب وصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر، حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وقصف جيش الاحتلال مجموعة من المواطنين شرق مدينة رفح، مساء الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل 4 وصلت جثامينهم إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس.
وفي القاهرة، عقدت حركتا فتح وحماس، الأربعاء، لقاءً تشاوريًا لمناقشة للتطورات السياسية والميدانية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على القطاع، التي دخلت عامها الثاني قبل أيام، وذلك بناءً على دعوة من مصر لترتيب وتوحيد الصف الفلسطيني، حيث انتهت لقاءات اليوم الأول بأجواء إيجابية، حسب وصف مصادر فلسطينية للشرق، على أن تُستأنف اللقاءات الخميس.
وناقشت اللقاءات عملية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة، إلى جانب النقاش في سُبل تحقيق الوحدة الفلسطينية بعد انقسام سياسي فلسطيني منذ عام 2007.
وحسب مصدر سياسي من حركة حماس، شارك في اللقاءات، فإن المناقشات أكدت على ضرورة توحيد الجهود الفلسطينية وخلق أجواء مناسبة على المستوى الفلسطيني حال تم التوصل لاتفاق مع إسرائيل على وقف إطلاق النار، وفق الشرق.
وكان وفدا فتح برئاسة القيادي بالحركة محمود العالول، وحماس بقيادة القيادي في الحركة خليل الحية، بحثا اقتراحًا مصريًا يهدف إلى تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة تتولى المهام الحياتية، وفي مقدمتها إدارة معبر رفح، وإغاثة السكان، وتنظيم شؤون الحياة المدنية اليومية، وإعادة الإعمار.
وقالت مصادر في حركة فتح لـ الشرق، إن الحركة وافقت على الاقتراح المصري، فيما قالت مصادر في حركة حماس، إن الحركة ستقترح تشكيل حكومة تكنوقراط للقيام بالمهام المطروحة بدلاً من اللجنة.