افتتحت مؤسسة المرأة والذاكرة، أمس، معرض كاريكاتير تحت عنوان "صمود حنظلة"، لتسليط الضوء على آثار الحرب المستمرة على غزة منذ العام، خاصة على المرأة الفلسطينية، وذلك في ذكرى مرور عام على عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي الذي أعقبها على القطاع.
وأرجعت المشرفة الفنية على المعرض وعضوة المؤسسة رانيا عبد الرحمن فكرة المعرض إلى التفاعل الكبير لرسامي الكاريكاتير في مصر والعالم العربي مع الأحداث "انبهرت بتفاعلهم مع الأحداث ونقلهم بصدق لمشاعر الشعب الفلسطيني ومعاناته اليومية تحت الحرب، وتواصلنا مع الفنانين ليشاركونا بأعمالهم في المعرض".
وأضافت لـ المنصة "لقد كان عامًا من النزوح والإبادة والتهجير، لكن أيضًا شاهدنا فيه أشكالًا من الشجاعة والبطولة لأهل فلسطين، وهو ما عبرَّت عنه اللوحات بالمعرض التي ركزت على المعاناة والصمود في نفس الوقت".
وتصدرت شخصية حنظلة للرسام الفلسطيني ناجي العلي المعرض، الذي يستمر حتى غد الخميس في مقر المؤسسة بالمهندسين.
يُقابل الزائر في مدخله تمثال صغير لحنظلة؛ تشكيل معدني من تصميم الفنان التشيكلي المصري أحمد عزت، بالإضافة إلى ما يزيد عن 60 رسمة لفناني كاريكاتير من فلسطين والأردن والعراق ومصر، هم محمد سباعنة، ومحمود عباس، وسارة قائد، وعماد حجاج، وأسامة حجاج، وأحمد رحمة، وأحمد فلاح، ودعاء العدل.
تُضيف عبد الرحمن "شخصية حنظلة التي ابتكرها ناجي العلي ستظل مؤثرة في كل فناني الكاريكاتير في مصر والوطن العربي والعالم"، مشيرةً إلى أن "العلي أخذ عهدًا على نفسه بألا يكبر هذا الطفل الغاضب الذي يدير ظهره للعالم حتى تُحل القضية الفلسطينية".
وقال رسام الكاريكاتير الأردني أسامة حجاج، عبر الفيديو كونفرنس، خلال افتتاح المعرض، "كنت أول رسام يتم سجنه بالأردن بسبب رسوماته النقدية، صحيح الكاريكاتير لن يُغير كل الأحداث ولكنه عنصر مهم وداعم للثورة".
بينما وجَّه فنان الكاريكاتير الأردني أحمد رحمة التحية للمرأة الفلسطينية ودورها فى النضال الوطني في حرب غزة "رسوماتي هى تحية لهذه المرأة التي كانت نِعم السند لزوجها وابنها المقاوم، ونِعم المدافع عن قضيتها ووطنها".
وقُتلت لا يقل عن 10 آلاف امرأة في غزة حتى يونيو/حزيران الماضي، وفق تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
من جانبها عبرت استشارية الأبحاث والتنمية في مؤسسة المرأة والذاكرة الدكتورة منيرة سليمان عن سعادتها لخروج المعرض للنور رغم صعوبة التواصل والحصول على الأعمال الفنية من رسامي الكاريكاتير لإقامتهم خارج مصر، قائلة "حبينا بعد مرور عام على الحرب أن يكون لنا وقفة ونعبر عن مشاعرنا بالفن، وخاصة الكاريكاتير الذي يمثل أبلغ رسالة بصرية تصل لكل الناس بسهولة".
وعلى هامش المعرض، شارك اتحاد المرأة الفلسطينية فرع القاهرة ببازار للمشغولات الفلسطينية. تقول رئيسة الاتحاد آمال الأغا "الفن مقاومة والكاريكاتير أحد فنونها، سنستمر في التعبير عن سرديتنا وقضيتنا من خلال هذه الرسومات التي تفضح جرائم الاحتلال".
وأضافت "نشارك اليوم بالمطرزات الفلسطينية"، متابعة "نعتبر التطريز مقاومة، سجلت من خلاله المرأة الفلسطينية تاريخ فلسطين مرورًا بالنكبة، فكل رمز بهذا التطريز يوثق الحضارة الكنعانية على التوب الفلسطيني".
وثمنت الأغا إقامة المعرض في قلب القاهرة "مصر الشريك والشقيقة الكبرى ولها معزة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، وهذا المعرض يؤكد أن أهلنا في مصر متعودوش ومنسيوش حرب الإبادة الجماعية للكهيان الصهيوني على أهل غزة، وبيفكروا العالم كله بأن هناك شعبًا أعزل يُباد وإنهم مساندين له، وهذا هو أملنا في الشعوب العربية الحرة".
وشهد المعرض إقبالًا جماهيرىًا وحضورًا فلسطينيًا خاصًا، يقول الفنان التشكيلي الفلسطيني المقيم في مصر، باسل عبد الكريم، "عشت حرب غزة، ودُمر بيتى، مرسمي ولوحاتي، ولجأت لمصر خلال الأشهر الماضية، وسعيد بحضور فلسطين في قلب القاهرة برسومات الكاريكاتير، فالفن رسالة خالدة ومرئية ذات لغة واحدة تصل لكل العالم".
وأضاف عبد الكريم لـ المنصة، "شفت هون مِثل ولادة جديدة للراحل ناجي العلي، وتذكرته في كل الأعمال الكاريكاتيرية المعروضة والتي جسدت بقوة واقع غزة من لوحات ترصد الدمار، قتل الصحفيين واغتيال الكاميرا ونزوح وقتل النساء والأطفال".
واغتيل الرسام الكاريكاتير الفلسطيني في صحيفة القبس الكويتية، ناجي العلي، في لندن عام 1987، حيث تعرض لضرب نار، وتوفي في المستشفى إثره بعد شهر.
وأعرب عما يميز مدرسة الكاريكاتير الفلسطيني "حيث الطابع الوطني بالدرجة الأولى والدفاع عن الأرض والانتماء ورفض الاحتلال والقمع".