أطلقت 5 منظمات نسوية مصرية وسادسة سودانية، أمس، حملة لتوجيه الأنظار إلى التداعيات الناتجة عن استمرار الحرب في السودان تحت عنوان "عين على السودان"، التي لا تعني بقضية العنف الجنسي ضد السودانيات مثل حملات سابقة، وإنما الحرب وضحاياها من الجنسين.
وقال البيان التأسيسي للحملة إن "تمدد سيطرة ميليشيات قوات الدعم السريع وانسحاب قوات الجيش المتكرر من مواقع تضم أعدادًا كبيرة من السكان أثر على وصول المساعدات الإنسانية وسرع من تدمير البنية التحتية، ما أثر على الوصولية لخدمات أساسية وخدمات الطاقة والكهرباء والوصول إلى المياه في عموم البلاد، وفي المناطق المتأثرة بالنزاع بشكل أكبر".
ووصف البيان، الوضع الإنساني في السودان، بأنه وصل إلى مرحلة ما بعد الانهيار الكارثي، وتقع آثاره المدمرة على المواطنات والمواطنين بلا استثناء، محذرين "أننا على شفا كارثة انتشار مرض الكوليرا".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي حربًا خلفت أكثر من 40 ألف قتيل في الحرب السودانية، حتى يونيو/حزيران الماضي، فضلًا عن نزوح 11 مليونًا، بعضهم أكثر من مرة داخل البلاد، ولجوء أكثر من مليوني شخص إلى بلدان الجوار، وفق الشرق الأوسط.
ويشارك في الحملة منظمة جنوبية حرة، ومؤسسة إدراك للتنمية والمساوة، ومبادرة سوبر وومن، ومبادرة براح آمن، ومنظمة صوتك، بالإضافة إلى مؤسسة نون السودانية.
وقالت عضو مؤسسة جنوبية حرة الناشطة النسوية سهام عثمان لـ المنصة "بحكم موقعنا الجغرافي كمؤسسة في أسوان مع الحدود السودانية، نتابع تطورات الحرب في السودان عن قرب ونحاول باستمرار مساعدة النازحين والنازحات".
وعلى عكس تركيز المنظمات في الفترة الماضية على العنف الجنسي ضد السودانيات، أشارت عثمان إلى أن "حملة عين على السودان تستهدف بها عموم السودانين في ظل الأزمة الإنسانية التي تواجه الجميع".
تُكمل "هدفنا إلقاء الضوء على الكارثة الإنسانية التي تواجه الشعب السوداني من انتشار المجاعة والكوليرا جراء الحرب"، مُعربة عن أسفها من التجاهل الدولي للحرب في السودان "محدش حاسس خالص باللي بيحصل في السودان ولا بيتكلم عنه".
وفي 17 اغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الصحة السودانية رسميًا تفشى وباء الكوليرا في أنحاء البلاد.
وأثنت عثمان على استجابة المنظمات النسوية للمشاركة في الحملة، موضحة "بمجرد دعوتنا كجنوبية حرة للمنظمات والمبادرات النسوية لدعم الحملة، حصلنا على استجابة فورية، ونسعى لتحقيق أهداف الحملة من خلال هذا التشبيك النسوي".
وتستمر الحملة خلال 8 أيام، في نشر تدوينات عبر السوشيال ميديا، تضم إحصاءات وبيانات ومعلومات عن وضع الشعب السوداني في ظل الحرب، لحث المؤسسات الوطنية المصرية ومنظمات الإغاثة الدولية لتقديم مساعدات عاجلة للسودان، حسبما قالت عثمان لـ المنصة.
من جانبها، قالت مؤسسة مبادرة Superwomen آية منير لـ المنصة إن "الحرب في السودان لا تحظى بنفس التغطية الإعلامية المكثفة مثل غزة".
وتفسر آية ذلك لسبيين "هناك اهتمام أكثر بقضية فلسطين نظرًا للبعد الثقافي والديني الخاص بها عكس السودان، بالإضافة إلى ضعف العمل الحقوقي على الأرض في السودان، وهو ما يؤدى لصعوبة التبشيك معنا كمنظمات حقوقية، فلا نصل بسهولة، فالوضع غامض في السودان".
وتأمل منير من خلال منشورات الحملة عبر السوشيال ميديا خلال الأيام المقبلة في إحداث صدى وتأثير وتوجيه الأنظار مجددًا للوضع الكارثي في السودان، مؤكدة "لا نركز فقط على وضع النساء في هذه الحملة رغم صعوبته ولكن الوضع سيىء على الجميع، وتركيزنا على النساء فقط يجعلنا وكأننا نسويات بمعزل على الأحداث".
تستكمل "مهم جدًا يطلع حاجة من الوسط النسوى تتكلم عن القضية السودانية ككل، عشان نأكد إننا تكاملين مش إقصائيين أو تركيزنا فقط على أوضاع النساء".