يحتفي مهرجان هي الفنون/She Arts، الذي ينطلق غدًا حتى 29 سبتمبر/أيلول الجاري، بمئوية أم كلثوم في حفل الافتتاح، بمصاحبة أول أوركسترا نسائية مصرية بالكامل، حسبما قالت مديرة ومُؤسِسة المهرجان نيفين قناوي لـ المنصة.
وأضافت قناوي "نحتفي بمئوية أم كلثوم على طريقتنا، تعزف أوركسترا هي للفنون النسائية لأول مرة أغاني شرقية بدلًا من المؤلفات الكلاسيكية العالمية"، موضحة أنهن أعدن توزيع بعض أغاني كوكب الشرق، التي تُقدم خلال حفل الافتتاح، وعددها 8 أغاني، مع الإبقاء على الأخرى بتوزيعها الأصلي، بقيادة المايسترو دنيا أكرم.
يحيي الحفل المطربة المصرية مروة ناجي على مسرح قاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية، التي قدمت عليه كوكب الشرق مجموعة من حفلاتها في ثلاثينيات القرن الماضي.
وتعد هذه النسخة الرابعة لمهرجان هي الفنون، ويُقدم هذا العام أكثر من 23 حفًلا غنائيًا، وأكثر من 100 فنانة من 9 دول، هي تونس والمجر والتشيك وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والسودان ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لعروض مسرحية ومعرض وبازار وورش عمل.
وتُفسر مديرة المهرجان غياب الأصوات الفلسطينية عن الفعاليات، قائلة لـ المنصة "لم تكن هناك فرصة لوجود صوت نسائي فلسطيني هذا العام"، موضحة "مكنش حد في الساحة أو قاعد في مصر هذه الفترة، لكن نرحب دائمًا بوجود كل الفرق الموسيقية والغنائية العربية بشكل عام"، وأضافت "لدينا عرض رقص فولكلور سوداني، صوت السهلة، وعرض مسرحي مشترك سوري/مصري".
وتؤكد قناوي أنهم مستمرون في دعم اللاجئات، "نتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للعام الثاني على التوالي، ونقيم بازارًا فنيًا على هامش أيام المهرجان لتسويق منتجات يدوية للاجئات السودانيات والسوريات، ونتمنى مشاركة فلسطينية العام المقبل".
ويسعي مهرجان "هي الفنون منذ انطلاقته لأن يكون منصة للمبدعات في مختلف مجالات الفنون"، حسب قناوي، مشيرة إلى أن صانعات الموسيقى والفنانات والعاملات في مجال الثقافة والفنون عمومًا يواجهن تحديات ليست موجودة لدى الرجال، على رأسها أنهن مسؤولات دائمًا عن رعاية الأسرة والأطفال "كما يمنح المجتمع العربي حرية أكثر للرجل الفنان لأن يعود متأخرًا من بروفة أو حفلة موسيقية عكس النساء، وهذا غير مقبول اجتماعيًا".
وأوضحت قناوي أن المهرجان لا يقتصر على فنانات الشرق الأوسط ويستضيف فنانات أوروبيات وأمريكيات، لأن "عندهم نفس التحديات على نطاق أصغر ولكن تظل هناك تحديات، فمثًلا الفنانة الأمريكية جولي أوديل وجدت صعوبة في تحديد مواعيد سفرها ومشاركتها في المهرجان لأنها مسؤولة عن رعاية ابنها، ولا تعلم أين تتركه وهى منفصلة، هذه مشكلات تتعلق بالنساء كنساء".
وتستدرك "هدفنا من المهرجان هو التبادل الثقافي والخبرات مع الفنانات وصانعات الموسيقى على مستوى دولي، وبناء جسر بين مصر والبلاد المختلفة لتعزيز الثقافة والفنون".
وينظم المهرجان مسابقة لاكتشاف و تشجيع المواهب النسائية الصاعدة من عمر 18 إلى 35 عامًا.
وتنتقد بعض الأصوات تنظيم مهرجانات فنية في ظل اشتعال منطقة الشرق الأوسط بالحروب التي بدأت بالسودان ثم العدوان الإسرائيلي على غزة، ثم جنوب لبنان حاليًا، وترد مديرة المهرجان "في أصعب الظروف وأحلكها كان الفن وسيلة الناس للتعبير عن همومهم ومشاعرهم، نتذكر أغاني سيد درويش قديمًا وقت الاحتلال وثورة 1919، لسنا مهرجانًا يقدم محتوى ترفيهيًا، لكن مهرجان ثقافي لا يتعارض مع ما يشعر به الناس، فهو وسيلة تعبير عنهم".