رفضت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، استلام شاحنة محملة بـ88 جثة أرسلها جيش الاحتلال دون توفير بيانات بشأنها، فيما تواصل القصف الإسرائيلي على خانيونس ورفح ومخيمي البريج والنصيرات ما أسفر عن مقتل أكثر من 14 شخصًا، بينهم 5 أطفال وجنين، وإصابة آخرين.
ووصلت إلى مستشفى ناصر في خانيونس جثث 88 شخصًا في كونتينر عبر شاحنة عن طريق معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق رفح، ورفضت وزارة الصحة استلامها وأوقفت إجراءات استلامها لحين استكمال كامل البيانات والمعلومات حول هذه الجثث ليتمكن ذويهم من التعرف عليهم".
وقالت وزارة الصحة، في بيان اطلعت عليه المنصة، إنها طالبت منظمة الصليب الأحمر بالقيام بمهامها وفق البروتوكول المعمول به دوليًا بخصوص استلام وتسليم الجثامين، مع إحضار بيانات وتفاصيل كل جثمان من حيث الأسماء والأعمار والمناطق التي أُخذت منها هذه الجثامين.
وطلبت الوزارة من سائق الشاحنة الخروج من حرم مستشفى ناصر وإعادة كونتينر الجثامين من حيث جلبها، واضطر السائق للخروج من المستشفى والانتظار في منطقة قريبة.
وقال مصدر طبي بالمستشفى لـ المنصة إن الجثامين غالبيتها عبارةٌ عن عظام مختلطة في بعضها البعض بطريقة غير إنسانية.
واعتاد جيش الاحتلال منذ بداية توغلاته البرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي انتشال ونقل عشرات الجثامين من المقابر وتحويلها للفحص في إسرائيل بحجة بحثه عن جثامين قتلاه، وإعادتها إلى غزة في صورة عظام مختلطة بعد تأكده أنها ليست تابعة له. وتعتبر هذه المرة الخامسة التي يرسل فيها جيش الاحتلال جثامين القتلى بشكل جماعي لدفنها في غزة، حيث كانت تعمل الوزارة على إنشاء قبور جماعية لدفنها دون معرفة بيانات أصحابها.
وميدانيًا، استهدف جيش الاحتلال، اليوم، مجموعةً من المواطنين في منطقة خربة العدس شرق مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل شابين وصلت جثمانهما إلى مستشفى ناصر بخانيونس.
وتمكنت طواقم الإسعاف وبالتعاون مع جهاز الدفاع المدني من انتشال قتيلين ومصاب من حي الجنينة جنوب رفح، نتيجة استهدافهم أثناء تنقلهم في "توكتوك"، حسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وتوغلت آليات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، في حي العمور جنوب شرق مدينة خانيونس، وقال شاهد عيان من المنطقة لـ المنصة إن أكثر من 15 آلية عسكرية توغلت في منطقة سكنهم واستهدفت منزلين وأرضًا زراعية دون سابق إنذار.
وأوضح المصدر أن المنازل كانت مخلاة من سكانها، فيما أصيب شاب كان يعمل في الأرض الزراعية المُستهدفة.
وقصف الاحتلال منزلًا لعائلة سعود في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 5 أطفال وامرأة وجنين كان في أحشائها، بالإضافة إلى إصابة 5 آخرين من أفراد العائلة، حسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة.
وقال أحد أقارب العائلة لـ المنصة إن الاحتلال استهدف منزل أقاربه بقذيفة مدفعية واحدة دون تحذير مُسبق حيث قتلت الأم وجنينها وطفلاها وطفلان آخران من العائلة كانوا موجودين في منزلهم.
كما تعرض شرق مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لقصف مدفعي كثيف وإطلاق نار عشوائي صباح اليوم، وفق شاهدين لـ المنصة.
وتمكنت طواقم جهاز الدفاع المدني والإسعاف بمستشفى العودة من انتشال بقايا جثامين 3 قتلى لشبان غزيين استهدفهم جيش الاحتلال في سيارة مدنية شرق مخيم النصيرات، أمس، حيث منعت الكوادكوبتر بسبب إطلاقها للنيران في المكان عقب الاستهداف وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني لانتشالهم.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إن النيران اشتعلت في السيارة نتيجة القصف، حيث وجدوا لدى وصولهم بقايا جثامين الشبان الثلاثة محترقة، مضيفًا "تمكنا من انتشال بقايا أجساد اثنين من الشبان فيما لم نتمكن من انتشال كل بقايا جسد الشاب الثالث بسبب التصاق جزء من جسده المحترق في حديد السيارة".
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ355، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة للشهر الثاني عشر، راح ضحيتها حتى اليوم 41495 قتيلًا و96006 مصابين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.