عرض نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، مساء السبت، نتائج التقرير الحكومي عن الوضع الصحي في أسوان خلال الـ48 ساعة الماضية، مشيرًا إلى "دخول 128 حالة المستشفيات خلال اليومين الماضيين بأعراض نزلة معوية، من سكان منطقتين محددتين في المحافظة، جار تتبع مصادر الطعام والشراب فيها".
وسادت حالة من الذعر في أسوان خلال الأيام الماضية، مع انتشار أعراض مرضية بين المواطنين، وانتشرت بوستات استغاثة على السوشيال ميديا، تتحدث عن "وباء الكوليرا"، وتعزو السبب إلى المياه الملوثة، في وقت أشارت النائبة عن محافظة أسوان ريهام عبد النبي، في بيان لها أمس اطلعت المنصة عليه، إلى "انتشار النزلات المعوية ووفاة 7 أشخاص خلال الأسبوع الماضي إثرها".
وتعليقًا على ما يتردد على السوشيال ميديا، قال عبد الغفار، خلال مؤتمر صحفي على هامش جولة لرئيس الوزراء في مصانع الأدوية بمدينة 6 أكتوبر أمس السبت، "الموضوع يتم تداوله في إطار من المبالغة الكبيرة وصور لا علاقة لها بالواقع"، وعد ما يحدث "نوعًا من الشائعات المغرضة"، متوقعًا أن "تنتهي القضية بالكامل خلال أيام قليلة".
وأكد عبد الغفار أنه "سيتم إعلان كافة التفاصيل بعد ظهور النتائج الخاصة بالشبكات الداخلية للبيوت والقرى التي تم رصد إصابات بها"، مشيرًا إلى أنه "بعد التأكد من سلامة مياه الشرب عبر تحليل عينات من المصدر يجري حاليًا أخذ عينات من الشبكات الداخلية المغذية للقرى، وإرسالها إلى المعامل المركزية في وزارة الصحة والسكان".
وأوضح وزير الصح أن أجهزة الرصد بالوزارة والأجهزة المعنية بقطاع الطب الوقائي رصدت منذ 11 سبتمبر/أيلول الجاري تردد حالات على المستشفيات بمحافظة أسوان، تحديدًا مستشفيات "الصداقة التخصصي، والمسلة، والجامعة، ودراو"، وتبين أن معظم الحالات جاءت من منطقتين بأسوان، هما أبو الريش، وبعض القرى المحيطة بدراو، ومن خلال التعامل مع الحالات المُترددة، "اتضح أن معظمها مصابة بنزلات معوية حادة، قد تنتج من تلوث في الطعام أو الشراب".
وأشار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية إلى أن إجمالي من تردد على المستشفيات من تلك الحالات، وتطلب الأمر حجزه، بلغ 128 حالة، غادرت 22 حالة المستشفى بعد تحسن صحتها، وتخضع حاليًا بعض الحالات البسيطة للرعاية المركزة نتيجة استمرار مرضهم لفترات طويلة قبل التوجه لمستشفى.
ولفت عبد الغفار إلى أن "هذا النوع من النزلات المعوية الحادة يقترن بفقد شديد للسوائل وإسهال وغثيان، وأن الغالبية يتعاملون مع تلك الأعراض دون اكتراث"، داعيًا المواطنين للتوجه للمستشفى على الفور عند ملاحظة هذه الأعراض، حيث يكون العلاج بتعويض السوائل المفقودة عن طريق المحاليل، والمضادات الحيوية البسيطة جدًا، دون أن تستغرق فترة العلاج أكثر من يومين إلى 5 أيام.
وأكد وزير الصحة أنه منذ لحظة الإبلاغ عن هذه الحالات، توجه فريق كامل من قطاع الطب الوقائي بالوزارة، بقيادة نائب الوزير للطب الوقائي، إلى محافظة أسوان، وهم موجودون حاليًا ويعملون مع فرق عمل متخصصة، كما تم التنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والشركة القابضة لمياه الشرب، وكذا مع محافظ أسوان، بهدف "معرفة الأسباب التي أدت إلى تلك النزلات المعوية".
وأضاف "تم العمل على ثلاثة محاور، تضمن المحور الأول التأكد من سلامة مياه الشرب، وبالتالي تم أخذ عينات من عدد 103 محطات مياه في محافظة أسوان لفحصها، وتم الاطمئنان على جاهزية ومأمونية مياه الشرب من خلال هذه المحطات، أما المحور الثاني، فتضمن توجه فرق العمل المتخصصة إلى المستشفيات للتأكد من استعدادها وقدرتها على استقبال الحالات".
ونبه إلى أن "عدد الحالات مقارنة بإجمالي مليون و650 ألف مواطن هم سكان محافظة أسوان يعدُ عددًا بسيطًا، كما أنه تم رصد الحالات في أماكن محددة".
وتابع "استكمالًا للمحور الثاني فقد تم العمل على رصد معدلات التردد على المستشفيات بدقة وبشكل لحظي، كما يتم إصدار تقرير يعرض على رئيس مجلس الوزراء مرتين يوميًا".
أما المحور الثالث، وفق وزير الصحة، فتضمن "إجراءات للتأكد من أماكن تقديم الطعام والباعة الجائلين، خاصةً في الأماكن التي تم رصد الحالات فيها".
وتابع عبد الغفار "ليس هذا فقط، بل قمنا بالمرور على المنازل في القرى التي تم رصد حالات فيها، وعددها حوالي 163 منزلًا في إدارة دراو وأبو الريش، وتم إجراء مقابلات مع الأهالي للوقوف على الأسباب المؤدية للإصابة، كما تم تنفيذ إجراءات توعية للمواطنين، لأن التعامل مع هذه الحالات يعد أمرًا سهلًا يعتمد على النظافة الشخصية وتجنب أي مأكولات قد تكون ملوثة أو مياه غير معلومة المصدر".
في سياق متصل، نفى محافظ أسوان اللواء إسماعيل كمال، أمس، تأجيل الدراسة في أسوان، مؤكدًا خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حضرة المواطن" على قناة الحدث اليوم، أن "الأمور في أسوان مستقرة والحالة الصحية تحت السيطرة"، مشيرًا إلى أن نسبة حضور الطلاب في رياض الأطفال اليوم تجاوزت 90%، وفق ما نقله موقع مصراوي.