دعت دول عربية وإسلامية وأوروبية، أمس، إلى انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، والعودة إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإعادة السلام للمنطقة، وذلك في ختام اجتماع عقد في العاصمة الإسبانية مدريد.
وقالت الدول المجتمعة، وفق بيان نشرته الخارجية المصرية على فيسبوك، "نحن ممثلو مجموعة الاتصال الوزارية المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من البحرين، ومصر، والأردن، وفلسطين وقطر والسعودية وتركيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ ووزراء خارجية وممثلو كل من أيرلندا، والنرويج، وسلوفينيا، وإسبانيا؛ اجتمعنا اليوم في مدريد، في خضم أسوأ أزمة شهدها الشرق الأوسط منذ عقود، للتأكيد على التزامنا المشترك بتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين".
وانتقد المشاركون في اجتماع مدريد "الإجراءات الأحادية الإسرائيلية غير القانونية في المستوطنات والتهجير القسري والتطرف"، ما تسبب في "إحباط آمال الشعبين في تحقيق السلام"، لافتين إلى أنه "منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تتكشف أمام أعيننا مأساة غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، مما يقوض السلم والأمن الدوليين".
وتابع البيان "ندين جميع أشكال العنف والإرهاب. وندعو إلى التنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين وفقًا للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها، بما في ذلك مبادرة السلام العربية، لتحقيق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني، ويضمن أمن إسرائيل، ويحقق علاقات طبيعية في منطقة يسودها الاستقرار والأمن والسلام والتعاون".
وتطرق البيان إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 يوليو/تموز الماضي، الذي أكد أن "وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني.. والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ملزمة بعدم الاعتراف بشرعية الوضع الناشئ عن هذا الوجود غير القانوني".
وقال المشاركون في الاجتماع "نكرر التأكيد علي ضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية من أداء جميع واجباتها في كافة أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".
كما شددوا على "دعمهم الكامل لجهود الوساطة الجارية التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة، ورفض جميع الإجراءات التي تهدف إلى عرقلة عملية الوساطة هذه". وقالوا "نكرر دعوتنا لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمعتقلين. كما ندعو إلى إعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على معبر رفح وبقية الحدود، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية المحتلة من غزة، بما في ذلك من ممر فيلادلفيا".
وتعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي، بعد جولة في القاهرة، إذ خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد رفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو ما تتمسك به حركة حماس ومصر.
ونبه اجتماع مدريد إلى أنه "توجد حاجة ملحة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون شروط وبدون عوائق وبكميات كبيرة من خلال فتح جميع المعابر الإسرائيلية، ودعم عمل وكالة الأونروا وغيرها من الوكالات الأممية". كما "حث جميع الأطراف على تنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية".
وحذر المجتمعون في مدريد من "التصعيد الخطير في الضفة الغربية وحث على وقف فوري للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين، وكذلك جميع الإجراءات غير القانونية التي تقوض آفاق السلام، بما في ذلك أنشطة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وتهجير الفلسطينيين".
وتابع البيان "يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات نشطة لتنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، وضمها كعضو كامل في الأمم المتحدة". وأكد أن "مسألة الاعتراف هي عنصر أساسي في هذه الأجندة الجديدة للسلام، مما يؤدي إلى الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وفلسطين".
وخلال الشهور الماضية اعترفت عدة دول بفلسطين في مقدمتها إسبانيا التي تستضيف الاجتماع، بالإضافة إلى بولندا والنرويج وسلوفانيا وجامايكا.
واتفق المشاركون على "ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن"، كما دعوا جميع أعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسع حول "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل"، وذلك على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر/أيلول الحالي.