رحيل الفنان التشكيلي حلمي التوني.. و"الثقافة": فقدنا أحد حراس الهوية

توفي الفنان التشكيلي حلمي التوني، اليوم السبت، عن عمر يناهز 90 عامًا، ونعته وزارة الثقافة باعتباره "أحد حراس الهوية الوطنية"، فيما سادت حالة من الحزن الوسط الثقافي على خسارة "فنان من طراز فريد"، استطاع أن يصل بالفن التشكيلي للعامة، وكان أحد داعمي المرأة برسومات تعبر عن حريتها.

ونعى وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، الفنان الراحل، وقال، في بيان، "كان أحد حراس الهوية المصرية، وشكل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة، ليرحل تاركًا بصمات لن تمحى من خلال أعماله المتميزة، التي أسهمت في إثراء الثقافة البصرية على مدار عقود".

ووصفت الناقدة الفنية والفنانة التشكيلية سوزان شكري يعقوب، الفنان الراحل، بأنه "سفير الفن عند العامة"، وقالت في بوست عبر فيسبوك، إن "التوني اختار من بدايته أن يتواصل مع الجمهور بالفن وكسر الحواجز بين الفن التشكيلى والجمهور وذلك بتوظيف فنه في عدة وسائط منها أغلفة الكتب، والرسوم الصحفية، وطوابع البريد، ورسوم الأطفال".

وأضافت أن "كل هذه الوسائط لا تخلو من وجود محتوى ثقافي معتمد في تكويناته على الإرث المصري ورموز الحضارات المصرية والقبطية والإسلامية والشعبية.. لذا كان التبسيط والاختزال في التفاصيل هو الأسلوب الفني الأقرب للوصول إلى المتلقي من كل المستويات، عبر مسيرة تخطت 60 عامًا".

ولفتت يعقوب إلى حرص التوني على حضور المناسبات الفنية، وقالت "آخر لقاء معه كان أكثر من رائع. ندوة بمناسبة تكريمه في ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكانت المفاجأة حضوره بنفسه رغم ظروفه الصحية". 

ونقلت يعقوب عن التوني قوله خلال ذلك اللقاء إن "أكثر ما يؤلمه أنه لا يستطيع الرسم كما تعود.. لكنه سوف يحاول.. لأنه لا يستطيع العيش بدون الفن".

وركز الفنان التشكيلي سمير شرف الدين، خلال نعيه التوني على دعمه للمرأة، وقال في بوست عبر فيسبوك، "رحل الفنان وترك لنا إرثًا فنيًا بريشته وألوانه المبهجة، التي عبر بها عن جمال وحرية المرأة المصرية، فلا قيمة للجمال بدون الحرية، ولا معنى للحرية بعيدًا عن الجمال".

يذكر أن التوني من مواليد محافظة بني سويف في إبريل/نيسان 1934، حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1958 تخصص ديكور مسرحي، كما درس فنون الزخرفة والديكور، وفق بيان الثقافة.

وأقام التوني عشرات المعارض الفردية في مصر والوطن العربي، كان آخرها بعنوان "يحيا الحب" بجاليري بيكاسو في الزمالك، في مارس/آذار الماضي. كما شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية، كان آخرها في أغسطس/آب الماضي بعنوان "مختارات عربية 2024" بجاليري ضي في الزمالك، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية.