قتُل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون، في كمين نصبته المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية، خلال اليوم الرابع من عملية واسعة ينفذها جيش الاحتلال هناك، وفق ما نقلته تقارير إعلامية عن مصادر إسرائيلية، وبينما لم يؤكد جيش الاحتلال مقتل الجندي، أعلن "مقتل فلسطينيين اثنين أثناء استعدادهما لتنفيذ تفجيرات في الخليل" .
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بمقتل جندي من قوات الاحتلال، وإصابة آخرين، اليوم السبت، في كمين بمخيم جنين، ووصفت المصادر ما جرى بأنه "حدث أمني صعب"، وأظهرت صور، جرى تداولها، عددًا من الجنود ينقلون جنديًا مصابًا من داخل حي الدمج، وفق الجزيرة.
وأظهرت الصور أيضًا، هبوط مروحيات عند حاجز الجلمة العسكري شمالي مدينة جنين على ما يبدو لنقل مصابين من الجنود، كما هبطت مروحية في مستشفى رامبام بحيفا.
وكانت كتائب الأقصى- جنين، أعلنت أن "مقاتليها نصبوا كمينًا محكمًا لقوة مشاة إسرائيلية في حي الدمج بمدينة جنين وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح". وقال مصدر قيادي في كتائب القسام للجزيرة إن "ما نفذه المجاهدون بحي الدمج رسالة للعدو بأن عدوانه على جنين ستكون له تبعات قاسية".
وفي سياق متصل، واصل جيش الاحتلال لليوم الرابع عمليته العسكرية في مخيم جنين، حيث أصيب طفل بالرصاص الحي في الرأس، بعد ظهر اليوم، كما أصيب آخرون، بجروح مختلفة، دون تمكن طواقم الهلال الأحمر من الوصول إليهم، بسبب منع الاحتلال الاقتراب من المكان، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
كما أجبر الاحتلال عددًا من العائلات على ترك منازلها، والخروج من الجهة الخلفية المحاذية لمستشفى جنين الحكومي، وسط حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين، في الحي الشرقي من جنين، بعد عمليات دهم للمنازل، وتفتيشها، فيما احتجز الاحتلال عددًا من المواطنين، وقام باستخدامهم دروعًا بشرية، بحي الدمج في مخيم جنين.
ومنعت قوات الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي، وسط تحذير من توقف خدمات غسيل الكلي، كما عانى المستشفى لليوم الرابع على التوالي من نقص شديد في المياه، بسبب تدمير خط الماء الرئيسي المغذي له بفعل عدوان الاحتلال، حسب وفا.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ ليل الثلاثاء - الأربعاء، عملية عسكرية واسعة في عدة مناطق بالضفة الغربية. وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن العملية قائلًا عبر إكس، إن جيش الاحتلال يعمل "بشكل مكثف في مخيمي اللاجئين جنين وطولكرم لإحباط البنى التحتية الإرهابية الإسلامية الإيرانية التي أقيمت هناك".
وأضاف كاتس "علينا أن نتعامل مع التهديد تمامًا كما نتعامل مع البنية التحتية الإرهابية في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان الفلسطينيين وأي خطوات مطلوبة. هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها".
الخليل
وفي الخليل، اقتحم جيش الاحتلال أحياء وبلدات عدة في المدينة بجنوب الضفة الغربية واعتقل فلسطينيين اثنين على الأقل، كما أغلق معظم مداخل المدينة إثر العملية المزدوجة التي وقعت أمس الجمعة في مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" وأسفرت عن إصابة 3 عسكريين إسرائيليين أحدهم قائد لواء، ومقتل منفذيْها، حسب الجزيرة.
من جانبها، أكدت حركة "حماس"، اليوم السبت، أن "العملية البطولية المزدوجة التي وقعت الليلة الماضية قرب جوش عتصيون ومستوطنة كرمي تسور شمال الخليل بالضفة الغربية رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة ما دام عدوان الاحتلال الغاشم مستمرًا، وكذلك استهدافه لشعبنا وأرضنا".
وقالت حركة حماس، في بيان، إن "هذه العملية النوعية تحمل دلالة رمزية من حيث مكان حدوثها في خليل الرحمن جنوب الضفة، ومن حيث زمانها كونها تأتي في الوقت الحساس الذي نشهد فيه تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمال الضفة، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزة"، حسب ما نقله موقع الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الصحة، اليوم، "استشهاد المواطنين محمد إحسان ياقين مرقة وزهدي نضال أبو عفيفة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال الخليل الليلة الماضية"، حسب وفا.
وأفادت الوزارة، في بيان مقتضب، بأنها تبلغت من الهيئة العامة للشؤون المدنية بأن "الاحتلال احتجز جثمانيهما".