تراجعت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، من مناطق شرق دير البلح وسط قطاع غزة، فيما لا يزال متمركزًا في المناطق الجنوبية الشرقية للمدينة.
وبدأ بعض المواطنين العودة لتفقد منازلهم ومناطق سكناهم لتتكشف آثار عمليات تجريف المنازل والأراضي الزراعية والدمار الواسع الذي لحق في المنطقة الشرقية ودوار ألو ميري ودوار الطواشي نتيجة التوغل البري الإسرائيلي عدة أيام.
وبدأت عودة المواطنين بعد ورود معلومات عن تراجع آليات الجيش خلال الساعات الأولى من اليوم الخميس. وقال شاهد عيان لـ المنصة "قريبي كلمني وهو قاعد فبيته ما طلع خلال التوغل البري، وهيني رجعت. فيه صوت قصف مدفعي وبعض المخاطر لكن كان بدي أطمن على البيت، الجيش جرف البيت والأرض الخاصة وبيوت كتير، حتى الشوارع ما سلمت من التجريف".
ووصل مستشفى شهداء الأقصى 6 قتلى من بينهم ثلاثة أطفال نتيجة عمليات قصف واستهداف منازل وسط القطاع، وانتشال جثمانين عقب تراجع الجيش.
واستهدف جيش الاحتلال منزلًا لعائلة السوارحة في بلدة الزوايدة وسط القطاع دون سابق إنذار ما أدى إلى مقتل الطفلتين الشقيقتين ياسمين وعبير وإصابة 8 من أفراد العائلة.
وأفاد مصدر طبي لـ المنصة، أنّ الطفلة عبير التي تبلغ 4 سنوات توفيت نتيجة توقف قلبها من الخوف لحظة استهداف منزل عائلتها، فيما قُتلت شقيقتها نتيجة الإصابة بشظية من القصف.
ومع فجر الخميس، قصفَ الاحتلال منزلًا في منطقة البركة جنوب دير البلح يعود لعائلة الوحيدي ما أدى إلى مقتل طفلة عمرها 12 سنة، تلى ذلك استهداف لمنزل ثانٍ غرب المدينة حيث قُتل مواطن واحد من عائلة الباز.
واستهدف الاحتلال أكثر من 6 منازل بالطائرات الحربية في مخيمي البريج والنصيرات كان قد طالب سكانهم بالإخلاء الفوري في اتصال هاتفي قبل عمليات القصف من الطائرات الحربية بدقائق، ووصل مستشفى شهداء الأقصى أكثر من 20 إصابة من مختلف مناطق الاستهدافات.
وانتشل المواطنون جثمانين لشقيقين من على شارع صلاح الدين شرق مدينة دير البلح كان قد قتلها الجيش خلال توغله البري قبل يومين، ووصلت الجثامين إلى مستشفى الأقصى فيما لا يزال المواطنون يعملون على تفقد مناطق سكناهم.
وفي مدينة غزة، قصف الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس منزلًا لعائلة عبدو بالقرب من فندق الأمل غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 8 من أفراد المنزل حرقًا.
وقال شاهد عيان أن استهدافًا بالطيران الحربي على المنزل أدى إلى نشوب النيران في البناية السكنية المكونة من ثلاثة طوابق، حيث سُمعت أصوات العائلة وهي تصرخ وتستنجد دون تمكنهم من الخروج.
وأوضح شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة، أنهم حاولوا الدخول للمنزل ومساعدة ساكنيه الذين لم يتلقوا تحذيرات من الاحتلال أو مطالبات بالخروج، مشيرًا إلى أنّ اشتعال النيران في كافة أنحاء المنزل وحاصر المداخل والمخارج حال دون تمكنهم من إنقاذ الناجين من القصف.
وتابع "وصل الدفاع المدني لكن النار كانت منتشرة في البيت وأصوات الصراخ والاستغاثة صارت تختفي بالتدريج"، وبعدما تمكنت طواقم الدفاع المدني من الدخول، انتشلت طواقمهم ثمانية قتلى غالبيتهم قتلوا نتيجة الاحتراق.
وفي خانيونس، وصل مستشفى ناصر الطبي 19 قتيلًا الخميس، نتيجة قصف الاحتلال لعدد من المنازل واستمرار عمليات انتشال جثامين من تحت الأنقاض بعد الدخول المفاجئ للدبابات في منطقة قيزان النجار، فجر الأربعاء، واستهداف مبانٍ سكنية على رؤوس المدنيين.
وقال مصدر في الدفاع المدني أن طواقمه لا تزال تعمل على رفع الأنقاض وانتشال الضحايا، موضحًا أنه وبسبب عدم توفر معدات ثقيلة تستغرق طواقمهم وقت طويل للوصول إليهم.
وفي سياق آخر، تبدأ وزارة الصحة في قطاع غزة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمتي الأونروا واليونيسف، في عملية تطعيم الأطفال دون سن العاشرة بتطعيمات ضد شلل الأطفال.
وقال رئيس لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة الدكتور مروان الهمص إن الوزارة تتحضر في المراكز الصحية لعمليات تطعيم أكثر من 550 ألف طفل في مختلف مناطق القطاع.
وأضاف لـ المنصة "الاحتلال يفرض المعوقات نتيجة عمليات التوغل البري والقصف الحربي وتقسيم القطاع، ونحن نعمل على تجاوز ذلك مع شركائنا من المنظمات الدولية لتجاوز العقبات والمخاطر التي يفرضها الاحتلال".
وأشار الهمص إلى أنّ الطواقم الطبية واجهت العديد من المصاعب في جمع البيانات بسبب نزوح وتنقل الغزيين وعدم توفر بيانات نهائية ثابتة، موضحًا "نتمنى أن تسير عمليات التطعيم بسلاسة وعدم إعاقة جيش الاحتلال لها بسبب القصف والتوغل البري".
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل أيام اكتشاف أولى حالات شلل الأطفال لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر في وسط قطاع غزة، وعملت الوزارة مع منظمات دولية على توفير مليون و 260 ألف جرعة لقاح ضد شلل الأطفال وصلت إلى القطاع قبل يومين.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عبر إكس، عن تدريبها 2180 عاملًا صحيًا على التطعيم ضد شلل الأطفال، موضحة أنّ اكتشاف الفيروس في قطاع غزة يشكل خطرًا كبيرًا على المستوى المحلي والدولي وهناك تخوفات من انتقال السلالة.
وطالبت الصحة العالمية بتسهيل تنفيذها حملة التطعيمات التي تنوي من خلالها الوصول إلى جميع الأطفال ومن هم بحاجة للتطعيم صد شلل الأطفال، سعيًا منها لإنهاء انتقال الفيروس بين الأطفال في غزة، ودعت المنظمة جميع الأطراف إلى تسهيل مهمة الطواقم الطبية وعدم تعريضهم للخطر.
ومن جهة أخرى، أعلن جيش الاحتلال عن قتله 5 مقاومين في مخيم نور شمس بطولكرم شمال الضفة الغربية، وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي قتل الشاب الثائر في المقاومة الفلسطينية محمد جابر المعروف باسم "أبو شجاع".
وأعلنت وزارة الصحة بالضفة الغربية مقتل 17 من الفلسطينيين في اليوم الثاني للعملية العسكرية الإسرائيلية على مناطق شمال الضفة.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة بانسحاب الجيش من مخيم الفارعة على أطراف مدينة نابلس بعد عمليات تخريب وتجريف للبنية التحتية في المخيم.
وأكد شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة من مخيم جنين، استمرار توغل جيش الاحتلال داخل المخيم وعمليات التجريف والخريب ومنع المواطنين من العودة إلى منازلهم، فيما تعمل قوات الجيش على تفتيش سيارات الإسعاف خلال تحركها من وإلى مستشفى جنين الحكومي والذي يتواجد الجيش في محيطه.