تصوير سالم الريس للمنصة
موجة نزوح جديدة من وسط وغرب خانيونس إلى رفح بعد في ظل أجواء عاصفة وغبار، وإثر توغل آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومطالبته الأهالي بإخلاء منازلهم ومراكز الإيواء، 23 يناير 2024

النازحون إلى "حمد" بخانيونس يواجهون نزوحًا جديدًا بعد تقليص الاحتلال لـ"المساحات الإنسانية"

سالم الريس
منشور الاثنين 12 أغسطس 2024

نزحت مئات العائلات الغزية مجددًا قسريًا من خيامها في مناطق مدينة حمد السكنية ومحيطها شمال غرب مدينة خانيونس إلى منطقة النواصي غرب المدينة المكتظة بالنازحين وخيامهم، وذلك بعد تعديل جيش الاحتلال للمنطقة الإنسانية واقتطاع مساحة منها وضمها للمناطق العسكرية، حيث يتوغل جيش الاحتلال منذ عدة أيام في شرق ووسط خانيونس.

وقال مصطفى عبد الرحمن، 39 عامًا، لـ المنصة إنّه اضطر للنزوح إلى مواصي خانيونس غربًا بعد استهداف جيش الاحتلال لأربع عمارات سكنية بمدينة حمد التي صنفها الجيش منطقة عسكرية، مضيفًا "أكتر من 8 مرات صرنا نازحين من مكان لمكان، وبعد المطالبة الأخيرة بالإخلاء لمدينة حمد احترنا وين نروح في الزحمة وقررنا نبقى بمكانا ولكن بعد قصف العمارات وتطاير الشظايا حولينا اضطرينا نشرد ونترك كل إشي ورانا".

وأشار إلى أنه لجأ هو وزوجته وأطفاله إلى خيمة شقيقه بالمواصي، وينوي العودة لسحب خيمته وأمتعته رغم الخطر، بسبب عدم توفر بديل آخر لإيواء أسرته في ظل عدم توفر خيام وفرشات وأمتعة بديلة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف، الأحد، الطوابق العلوية لأربعة مبانٍ سكنية في مدينة حمد التي تعرضت معظم عماراتها السكنية للاستهداف والتدمير الجزئي والكامل خلال توغل الجيش ومحاصرته عشرات السكان داخل المدينة السكنية، قبل أن يعمل على تفريغها بعد عمليات تفتيش واعتقال للبعض من النازحين.

من جانبها، قالت أم غيث، 43 سنة، وهي من سكان مدينة حمد، إنها أجبرت على النزوح للمرة الثالثة من منزلها بعد تهديد إسرائيلي بالإخلاء تمهيدًا لقصف العمارة السكنية التي توجد فيها شقتها، "طلعنا نجري وتركنا ورانا كل أمتعتنا وأغراضنا، وبعد أقل من نصف ساعة راح البيت وراح كل إشي معه، الجيش استهدف 3 طوابق سكنية بالعمارة وبيتنا كان من ضمنهم".

ولجأت الأم وأسرتها إلى منطقة المواصي في خانيونس بعد فقدان منزلهم بعدما كان لديها أمل بصموده والعودة إليه بعد انتهاء الإخلاء والقصف كما في المرات السابقة، تقول "صحيح مش أول مرة نطلع من البيت، وصحيح كان في أضرار سابقة، لكن كانت أضرار بسيطة وكنا في كل مرة بنرجع لكن هادي المرة غير، البيت كله راح، واحنا صرنا في الشارع".

وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من تحليق الطيران الحربي والاستطلاع شرق مدينة خانيونس، الاثنين، فيما كثفت مدفعية الاحتلال من قصفها المدفعي على بلدات القرارة وعبسان وبني سهيلا ومعن والتحلية والشيخ ناصر شرق خانيونس. وأفاد شاهدا عيان لـ المنصة بوجود عدد من القتلى في شوارع المناطق الشرقية كانت استهدفتهم القناصة الإسرائيلية، دون تمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول وانتشالهم إلى مستشفى ناصر بخانيونس.

وأكد الشاهدان تقدم الدبابات وآليات جيش الاحتلال نحو المناطق الغربية لشارع صلاح الدين شرق خانيونس، وذلك تحت وقع الانفجارات الكثيفة وإطلاق النار للتغطية على عملية التقدم العسكري.

وأفاد واحد من النازحين في مدرسة العودة بعبسان الكبيرة شرق خانيونس لـ المنصة بتلقي عدد منهم اتصالات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء المدرسة والتوجه نحو غرب المدينة، قائلًا "من الصبح بتوصلنا اتصالات على شكل أسطوانة مسجلة، ويطالبنا الجيش بالإخلاء وإحنا محاصرين في منطقة عسكرية وخطيرة، وكل واحد بطلع من هنا بتعرض للقتل أو القنص".

وفي وسط قطاع غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، من استهداف المنازل والأراضي الزراعية في مخيم النصيرات وبلدة الزوايدة، حيث استهدف جيش الاحتلال في النصيرات 7 منازل ومبانٍ سكنية في المناطق الغربية للمخيم، ومن بين المنازل المستهدفة منزل نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر.

وأفاد 3 شهود عيان من غرب النصيرات بتلقي أصحاب المنازل المستهدفة والجيران المحيطين لها اتصالات هاتفية من جيش الاحتلال قبل عملية القصف المباشرة للمنازل، وقال أحد الشهود لـ المنصة "وصلنا اتصال لإخلاء المنزل والجيران المحيطين، ووصل للجيران اتصالات للإخلاء، هربنا من منازلنا وبعد دقائق قصفت الطائرات منزل جيراننا".

وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف للمنازل والمباني السكنية في دمار كبير بمنازل المواطنين ومنازل الجيران، وبعضها لم يعد يصلح للسكن بسبب قدم المباني والضرر الكبير فيها.

ووصل إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، قتيلان وأكثر من 15 إصابة بسبب القصف الإسرائيلي، وقال مصدر طبي في الاستقبال والطوارئ لـ المنصة إنهم استقبلوا إصابات طفيفة جراء إصابتهم بشظايا نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على وسط القطاع.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن جيش الاحتلال ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية راح ضحيتها 142 شهيدًا، وصل منهم إلى المستشفيات 107 شهداء ممن عرفت أسماؤهم، وجارٍ التأكد من هويات وتسجيل باقي الشهداء، وبلغ عدد الإصابات 150 إصابة".

وبذلك ارتفعت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدء العدوان على القطاع إلى 39 ألفًا و897 قتيلًا و92 ألفًا و152 مصابًا.