صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك
رئيس الوزراء مصطفى مدبولي رئيس الحكومة الليبية في شرق البلاد أسامة حماد في العلمين، 11 أغسطس 2024

"الوحدة الليبية" ترفض استقبال مدبولي لـ"الأجسام الموازية" وتدعو مسؤولين مصريين لمغادرة أراضيها

قسم الأخبار
منشور الاثنين 12 أغسطس 2024 - آخر تحديث الاثنين 12 أغسطس 2024

استنكرت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، الأحد، استقبال مصر لـ"أجسام موازية لا تحظى بأي اعتراف دولي"، رافضة لقاء رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع رئيس الحكومة في شرق البلاد أسامة حماد.

وقالت، في بيان، إن "هذه الخطوة ليست ذات أي أثر واقعي، لكنها خروج عن وحدة الموقف الدولي الرافض لعودة البلاد إلى حالة الانقسام والاحتراب"، وحمّلت القاهرة "المسؤولية الأخلاقية والسياسية المحلية الإقليمية والدولية".

وأوضحت أن اللقاء يتنافى مع الدور المصري والعربي والإقليمي المنتظر في دعم وحدة ليبيا واستقرارها وتحصينها من محاولات التشويش والتقسيم.

وقالت إن الشعب الليبي "لن يقبل العودة مرة أخرى إلى زمن الحكومات الموازية والمحاور الإقليمية والدولية التي أدت بليبيا بأن كانت ساحة خلفية لمعارك وحروب ذات بعد دولي وإقليمي".

واحتجاجًا على استقبال حماد في مصر، أبلغت حكومة الوحدة الوطنية الليبية مسؤولين في المخابرات المصرية، ضمن العاملين بسفارتها في العاصمة طرابلس، بمغادرة أراضي البلاد فورًا، حسب العربية.

مدبولي وحماد في مقر الحكومة المصرية في العلمين الجديدة، 11 أغسطس 2024

ورأى مراقبون، لم تسمهم العربية، أن لقاء مدبولي وحماد يعد "اعترافًا رسميًا" بشرعية الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان.

وزيارة حماد هي الأولى له خارج البلاد منذ تكليفه بتشكيل حكومة شرق البلاد من مجلس النواب الليبي في مايو/ أيار 2023، خلفًا لفتحي باشاغا.

وتوجد في ليبيا حكومتان، الأولى حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة مستقرة في العاصمة طرابلس ومعترف بها دوليًا، والثانية في شرق البلاد ولا تحظى باعتراف دولي. وكلف البرلمان المتمركز في شرق البلاد فتحي باشاغا في مارس/أذار 2022، لكن رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة رفض تسليمه السلطة مما أدى إلى صراع مطول بين الحكومتين المتنافستين.

وتأتي الزيارة في غضون تحشيد عسكري في اتجاه مدن غرب ليبيا، من جانب قوات الشرق الموالية لخليفة حفتر، المعروفة باسم "الجيش الوطني"، إلى جانب اشتباكات في طرابلس بين القوى العسكرية الداعمة لحكومة الوحدة.

وكان رد الناطق باسم الجيش أحمد المسماري حول التحشيد العسكري، حسب العربية، أن الهدف السيطرة الكاملة على الحدود لمواجهة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول الجوار مثل مالي والنيجر وتشاد، ومواجهة حركة الهجرة غير النظامية التي ازدادت في هذه المناطق الحدودية خلال الأيام الأخيرة.

ويتعقد الدور المصري في ليبيا منذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يونيو/حزيران 2022، أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيًا، مؤكدًا أن "جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرًا ضروريًا"، ومشددًا على أن "مصر حريصة على التوصل إلى تسوية شاملة في ليبيا"، كما أنها حريصة "على سيادة ووحدة الأراضي الليبية"، وقتها أعلن صراحة أن "سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر".

وتأتي أهمية سرت من كونها تبعد بنحو ألف كيلو متر عن الحدود المصرية، وتتوسط المسافة بين عاصمة البلاد طرابلس، وبنغازي على الساحل الليبي، وتجعل السيطرة على سرت الطريق مفتوحًا لإحكام القبضة على المواني النفطية في منطقة الهلال النفطي شرق ليبيا، التي تضم أكبر مخزون للنفط.

جنوب سرت تقع قاعدة الجفرة الجوية، ولا يفصلها عنها سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلو متر، وتعد قاعدة الجفرة من أكبر القواعد الجوية الليبية، كما تشكل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي.

ومنطقة الجفرة تقع وسط البلاد، وتبعد بنحو 650 كيلو مترًا جنوب شرق طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب، ويعني السيطرة على قاعدة الجفرة، تقريبًا السيطرة على نصف ليبيا.