سلَّم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، 80 جثمانًا لغزيين للصليب الأحمر في قطاع غزة، حيث وصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر بخانيونس وعملت طواقم الدفاع المدني على دفنها في المقبرة التركية بالمدينة في قبر جماعي دون التعرف على هويتها.
وقال مصدر في مستشفى ناصر بخانيونس لـ المنصة إن الجثامين تعود لضحايا قتلهم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق خلال الحرب، وآخرين نبش قبورهم وصادر جثامينهم خلال عمليات التوغل البري في مختلف مناطق القطاع. وعمل جهاز الدفاع المدني على دفنهم في قبر جماعي دون توفر إمكانية التعرف على هوية الجثامين.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إنهم كانوا تسلموا عشرات البلاغات من مواطنين في مختلف محافظات قطاع غزة تفيد باختفاء جثامين ذويهم من القبور التي دُفنوا فيها، وذلك بعد توغل بري لجيش الاحتلال، مشيرًا إلى أنَّ آخر البلاغات كان من منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة.
وقال شاهد عيان من منطقة الصناعة لـ المنصة، إنه وبعد الانسحاب الإسرائيلي الأخير قبل أسابيع قليلة، اكتشف المواطنون توغل الجيش داخل مقبرة حديثة أنشأها المواطنون خلال الحرب، حيث كانوا يَدفنون فيها ذويهم القتلى "الجرافات مجرفة غالبية المقبرة، وغالبية الجثامين كانت مفقودة من القبور ولم نكن نعلم مصيرها".
ويعتقد شاهد العيان أن الاحتلال صادرَ بعض الجثامين لإخضاعها لفحوصات والتأكد مما إذا كانت لمحتجزين إسرائيليين كانت تحتجزهم حركة حماس في غزة".
وكان جيش الاحتلال أعلن قبل قرابة عشرة أيام عن تمكنه من استعادة جثامين 5 من المحتجزين لدى حركة حماس، بعد نبش قبور في مقبرة شرق مدينة خانيونس خلال التوغل البري الأخير.
في غضون ذلك، قالت حركة حماس في بيان إن "تسليم الاحتلال المجرم اليوم لأكثر من ثمانين من جثامين الشهداء بحالة التحلُّل الكامل، ودون أي قدرة على تحديد هوياتهم؛ يسلّط الضوء على سادية الاحتلال ومستوى الجريمة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني التي يرتكبها جيش الاحتلال النازي، بقتل المدنيين العزل في المستشفيات ومراكز الإيواء، واختطاف جثامينهم، ونبش قبور الشهداء والموتى ونقلها إلى مراكز الاحتلال".
وأضاف أن "هذه الانتهاكات البشعة تأتي في إطار حرب الإبادة الوحشية ومحاولات حكومة الاحتلال الفاشي تدمير وإحباط سبل الحياة في قطاع غزة عبر جرائمها السادية المستمرة، (...) وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي موقفًا واضحًا برفضها واستنكارها، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال على هذه الممارسات اللا إنسانية الشنيعة".
وفي خانيونس، ولليوم الثاني على التوالي، طالب جيش الاحتلال السكان في عدة أحياء جنوب المدينة بالإخلاء الفوري من مناطق سكناهم والتوجه نحو المنطقة الإنسانية غرب المدينة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في تغريدة عبر منصة إكس، إنه على السكان الذين لم يخلوا منازلهم في أحياء الشيخ ناصر، جورت اللوت، المنارة، معن، قيزان النجار، قيزان أبو رشوان، السلام، مصبح والحشاش، الإخلاء الفوري نحو المناطق الإنسانية.
وادعى أدرعي أن جيش الاحتلال سيعمل بقوة ضد عناصر فصائل المقاومة في تلك الأحياء وذلك بعد إطلاق عدد من القذائف الصاروخية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من تلك المناطق أمس الأحد.
وفي وسط القطاع، تعرضت المناطق الشرقية لمدينة دير البلح، صباح الاثنين، لقصف مدفعي كثيف طال العديد من الأراضي الزراعية والمنازل المخلاة من سكانها بالقرب من الحدود الشرقية للمدينة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو خسائر بشرية.
تبع ذلك استهداف لسيارة يستقلها مجموعة من عناصر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس عبر شارع صلاح الدين بمدينة دير البلح، وقال مصدر لـ المنصة إن عناصر الشرطة كانوا في طريقهم للعمل على تأمين دخول شاحنات مساعدات من المفترض مرورها على طريق صلاح الدين، إلا أن طائرة حربية باغتتهم واستهدفتهم في السيارة الخاصة بهم ما أدى إلى مقتلهم على الفور.
وقال مصدر طبي بالاستقبال والطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى إن خمسة جثامين وصلت إلى المستشفى بعد استهدافهم في سيارة على طريق صلاح الدين، تبعها وصول جثمانين آخرين من استهداف ثان على مدخل بلدة الزوايدة الشرقي عبر شارع صلاح الدين.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن شابين كانا يستقلان توكتوك بالقرب من مدخل بلدة الزوايدة الشرقي قبل أن يستهدفهم جيش الاحتلال بصاروخ استطلاع واحد أدى إلى مقتلهم، ثم وصلت سيارات الإسعاف التي نقلتهم بدورها إلى مستشفى شهداء الأقصى.
واستهدف جيش الاحتلال، الاثنين، منزلين في مخيم النصيرات ومخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة 7 آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج، وأكد شاهد عيان لـ المنصة أن المنزل المستهدف وبشكل مباشر دون سابق إنذار في مخيم البريج يعود إلى رئيس بلدية البريج الذي لم يكن موجودًا في منزله.
كما استهدف الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين بحي تل الهوا جنوب مدينة غزة، كانوا في طريقهم لتفقد منازلهم، قبل أن تسقط عليهم قذيفة مدفعية أدت إلى مقتلهم. وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل لـ المنصة، بمقتل 3 شبان بقذيفة، ونقلت جثامينهم للمستشفى المعمداني.