شكت أسرة محتجز إيطالي جنائي في مصر يُدعى لويجي جياكومو مما أسمته "سوء معاملته" في سجن بدر بمصر، مؤكدين تعرضه لـ"تعذيب وإهمال صحي لشهور"، فيما تطرق نواب إيطاليون الأسبوع الماضي لقضية الشاب، مطالبين السلطات الإيطالية بالتدخل.
ويعود القبض على جياكومو إلى أغسطس/آب 2023، خلال زيارة للأهرامات، حيث عثر بحوزته على كمية من الحشيش، وفق ما نشرته صحيفة LA STAMPA الإيطالية.
ونقلت الجريدة في 9 يوليو/تموز الجاري عن السجين الإيطالي، وفق رسالة قالت إنها وصلت أسرته، أن رجال الشرطة أساءوا معاملته، على حد وصفه، مشيرًا إلى أنه اضطر إلى إجراء جراحة الزائدة الدودية وبعدها "قضيت أيامًا مقيدًا في السرير مع 6 مرضى من المحتجزين الآخرين في غرفة المستشفى".
وأضاف أنه خرج من المستشفى بعد 3 أيام فقط ليشارك 48 نزيلًا غرفة واحدة في سجن بدر 2"، واصفًا مقر احتجازه بأنه "يمتلئ بالبراز والبول والحشرات. لم يكن عليَّ من ملابس، سوى سروال داخلي".
تواصلت المنصة مع شقيق الشاب المحبوس في مصر أندريا باسيري، وأكد أن شقيقه لم يحصل على حكم يدينه حتى الآن "جلسات المحاكمة تتأجل كل ثلاثة أو أربعة أشهر، ولا يحضر شهود الإثبات".
وأشار أندريا إلى أن الأسرة تحاول تدبير تكلفة محامٍ مختص بهذا النوع من القضايا، وعلق "إنه في وضع صحي صعب. يتألم وتساقط شعر رأسه. نحن نخشى على حياته".
وحاولت المنصة أمس التواصل مع السفارة الإيطالية في مصر عبر الإيميل للرد على ادعاءات الأسرة، لكنها لم تتلق ردًا حتى وقت النشر.
وقال المحامي الحقوقي نجاد البرعي، وهو عضو الحوار الوطني، لـ المنصة إن بعض السفارات لدول في أمريكا الجنوبية وحتى في أوروبا قد لا تهتم بتقديم الدعم القانوني، خاصة للمتهمين بقضايا اتجار في المواد المخدرة أو حيازتها، مع تكرار هذه الحالات".
وأضاف "لكن الأمر ليس بالعسير، فمن حق أسرته توكيل محامٍ، وحتى المترجم تدفع له وزارة العدل مقابل أتعابه".
وأشار البرعي إلى أنه "وفق اتفاق فيينا والقانون المصري، فإن الممثلية الدبلوماسية للبلد التي ينتمي لها المتهم بوسعها مخاطبة الخارجية المصرية، وبدورها تخاطب الأخيرة وزارة الداخلية ومصلحة السجون لزيارة الموقوف، والوقوف على ملابسات الجرم المتهم به، ووضعه الصحي والمعيشي". وأضاف "بل يمكن نقله لإيطاليا لقضاء مدة عقوبته".
لا يستطيع البرعي التصديق على حدوث تعذيب منهجي في سجن بدر تحديدًا، يقول"ربما هناك تعنيف بدني بالنسبة للنزلاء الجنائيين.. لكن أظن أن هناك تحسنًا في المعاملة بالنسبة للسجناء السياسين مؤخرًا.. آخر سنتين على الأقل".
وخلال جلسة للبرلمان الإيطالي في 10 يوليو الجاري، طلب كل من النائبين ماركو جريمالدي وأليانزا فيردي سينيسترا، من نائب رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية أنتونيو تاياني، التدخل الفوري في القضية.
وفي اليوم نفسه نقلت جريدة المانيفستو اليسارية اليومية مقتطفات من حديث أخير للشاب، وما أثاره 5 نواب، ومنهم ريكاردو ماجي عضو مجلس النواب الإيطالي، ولورا بولدريني وهي صحفية وحقوقية ورئيسة سابقة لمجلس النواب، عن قضية المحتجز، ومطالبتهم حكومة روما بالعمل على إعادته لإيطاليا حتى لو لقضاء مدة عقوبته.
وجدد النائب الإيطالي ماركو جريمالدي، في 12 يوليو الجاري، خلال موقع جريدة il Fatto Quotidiano مطالبته الحكومة الإيطالية بنقل الشاب لروما فورًا بسبب ما قال إنه تعذيب وممارسات مسيئة يتعرض لها قد تدفعه للانتحار في محبسه بمصر. وأضاف أن "ما اطلع عليه من رسائل مسربة تجعله يخشى على حياة الشاب".
ويقع مركز الإصلاح والتأهيل بمدينة بدر، المحتجز فيه جياكومو، على بعد 65 كيلومترًا شرق القاهرة، وافتتح في عام 2021ـ
ويحظى سجل مصر الحقوقي بالعديد من الاتهامات حول الانتهاكات داخل السجون خصوصًا في حق السجناء السياسيين.