برخصة المشاع الإبداعي: Jorge Láscar، فليكر
كنيسة القيامة في القدس المحتلة

في فلسطين.. عيد القيامة بلا احتفالات

سالم الريس
منشور الأحد 5 مايو 2024 - آخر تحديث الأحد 5 مايو 2024

مر عيد القيامة على مسيحيي الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين يسيرون حسب التقويم الشرقي، دون أي مظاهر احتفال.

واقتصرت احتفالات نحو 100 عائلة مسيحية في كنيسة الروم الأرثوذوكس بقطاع غزة على إقامة الصلوات والشعائر الدينية، في وقت فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، السبت، قيودًا على وصول المسيحيين بالبلدة القديمة في القدس إلى كنيسة القيامة للاحتفال بـ"سبت النور".

وأقام مسيحيو قطاع غزة صلواتهم في كنيسة القديس برفيريوس، بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، التي سبق وتعرضت لاستهداف جزئي بقذائف الاحتلال الإسرائيلي مع بداية الحرب على القطاع.

وقال منتصر ترزي، الذي ما زال يمكث في مدينة غزة ولم ينزح منها جنوبًا، لـ المنصة، إن الكنيسة اضطرت لتعديل موعد الصلوات، لتعقد في الصباح، "كان من المفترض أن تقام الصلوات من الساعة 11 مساء السبت وحتى الثالثة فجرًا ككل عام، لكن هذا العام أُقيمت خلال ساعات الصباح، بسبب عدم قدرة المسيحيين على التنقل والحركة في الشوارع ليلًا لخطورة الأوضاع واستمرار القصف الإسرائيلي".

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية اتحاد الكنائس في قطاع غزة، عماد الصايغ، لـ المنصة، إن "الحزن خيم على الأجواء داخل وخارج الكنيسة"، وتساءل "كيف نفرح ونحتفل وما زال الدمار وعمليات القصف مستمرة، كما سقوط الضحايا".

وأشار الصايغ، الذي نزح قبل أشهر هو وعائلته للإقامة داخل أسوار كنيسة الروم الأرثوزكس بغزة، إلى أن شعلة النور المقدس التي انطلقت من كنيسة القيامة أمس السبت، كما كل عام، إلى كنائس المنطقة والعالم لم تصل إلى كنائس غزة، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي دخولها، في حين وصلت لجميع الكنائس المحيطة.

وبلغ تعداد السكان المسيحيين في قطاع غزة قبل الحرب، 1028 شخصًا مسجلين في سجلات الكنيسة الأرثوزكسية، حسب مدير العلاقات العامة بالكنيسة كامل عياد، مضيفًا لـ المنصة، أن هذا التعداد لا يشمل المسيحيين المهاجرين من قطاع غزة خلال العامين الأخيرين.

ولم يسلم مسيحيو غزة من عدوان الاحتلال، إذ تعرضت كنيسة القديس برفيريوس، لقصف إسرائيلي في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفر عن مقتل 18 مواطنًا من المسلمين والمسيحيين، كانوا يتواجدون بداخلها، معظمهم من الأطفال والنساء.

وخلال العدوان تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كما استهدفت قوات الاحتلال المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال.

وفي الضفة غابت أيضًا المظاهر الاحتفالية، وشددت الشرطة إجراءاتها ونصبت حواجز على أبواب البلدة القديمة، لا سيما باب الجديد قرب كنيسة القيامة، لعرقلة دخول مسيحيي القدس وفلسطينيي الداخل المحتل، وفق موقع الجزيرة.

وحولت الشرطة محيط كنيسة القيامة إلى منطقة عسكرية مغلقة، عبر حواجز اتخذت شكل أطواق عسكرية مركزها الكنيسة، كذلك منعت دخول المسيحيين من سكان الضفة الغربية، حيث ترفض إصدار تصاريح لدخولهم القدس منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

ومن جهتها، قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن منع قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمصلين المحتفلين بسبت النور من الوصول لكنيسة القيامة والاعتداء عليهم، "انتهاك صارخ للقوانين الدولية المتعلقة بحرية العبادة"، وفق وفا.

وأدان رئيس اللجنة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي خوري، في بيان، الأحد، إغلاق قوات الاحتلال الطرق المؤدية لكنيسة القيامة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.

ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ212، الذي راح ضحيته 34 ألفًا و683 قتيلًا، إضافة إلى 78 ألفًا و18 مصابًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.