تصوير رينيه كليمنت، المنصة
من المسيرة النسائية للتضامن مع نساء غزة في يوم المرأة العالمي، 8 مارس 2024

"لو استطعنا لأتيناكم فرادى وجماعات".. مسيرة نسائية تدعم فلسطين

صفاء عصام الدين
منشور الجمعة 8 مارس 2024 - آخر تحديث الجمعة 8 مارس 2024

اخترقت مسيرة نسائية لدعم القضية الفلسطينية ونساء غزة شوارع وسط القاهرة، قبل أن يحاصرها الأمن لمنع استكمال مسارها نحو شارع طلعت حرب، ويفض التجمع. 

شارك في المسيرة التي تتزامن مع الاحتفال بيوم المراة العالمي، عدد من الناشطات النسويات لدعم نساء غزة بعد مرور أكثر من مائة وخمسين يومًا على العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي أدى لمقتل أكثر من 30 ألف شهيد فضلًا عن نزوح عشرات الآلاف من منازلهم، والتضييق على وصول المساعدات الغذائية وتسجيل حالات وفاة نتيجة الجوع.

جاءت المسيرة التي شارك فيها ناشطات مصريات منهن عايدة سيف الدولة، وعزة سليمان، وغادة شهبندر، ورشا عزب، وراجية عمران استجابة لدعوات حقوقية واسعة للتضامن مع نساء غزة وتوجيه رسائل لهن بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، تقديرًا لمعاناتهن ونضالهن تحت قصف ومذابح العدوان الإسرائيلي.

وتعد هذه أول مظاهرة لدعم فلسطين من شوارع القاهرة، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وكانت مصر شهدت فعاليات لدعم غزة في أعقاب العدوان عليها، وخلال مظاهرات 20 أكتوبر ألقت قوات الأمن القبض على بعض المتظاهرين في القاهرة والإسكندرية، تجاوز عددهم الـ100 متظاهر. 

تجمعت الناشطات المشاركات في المسيرة أمام مقر اتحاد المرأة الفلسطينية بشارع رمسيس، ورفعن أعلام فلسطين وصورًا تعكس معاناة النساء والأطفال من الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة. 

وأعدت الناشطات الداعيات للمسيرة رسالة لنساء غزة حصلت المنصة على نسخة منها تضمنت "في هذا اليوم، نتوجه إليكن نساء غزة ونقول لكن إن النظام المصري لا يمثلنا، ولو كنا نستطيع لأتيناكم فرادى وجماعات نشارككن المقاومة، ونصد معكن العدوان. ونؤكد على رفضنا لأي تهجير جديد للفلسطينيين وأن أي محاولة لقسر أهالي القطاع على الرحيل إلى مصر لن تكون أبدًا باسمنا. نقول لكن سامحونا واعذروا عجزنا وقلة حيلتنا، فنحن سجناء مكبلون في ظل نظامنا القمعي".

وطالب البيان "كل مصرية تشعر بالخزي والعجز مثلنا، أن تستمر في المحاولة في التعبير بكل الوسائل الممكنة عن تضامنها مع نساء غزة، وفخرها ببسالتهن ومقاومتهن".

فيما تفاعل المارة مع المسيرة التي كانت صامتة في بدايتها، والتقط بعضهم صورًا وفيديوهات بالهواتف المحمولة، ووجه بعضهم التحية للناشطات، فيما وجه عدد من سائقي السيارات والأتوبيسات التحية باستخدام أبواق السيارات. 

ومع بدء اتجاه المسيرة لشارع أحمد عرابي، قادت المحامية والناشطة الحقوقية ماهينور المصري هتافات المسيرة "من القاهرة ألف تحية لستات غزة الأبية". 

وعكست الهتافات عددًا من المطالب "أول مطلب للستات إدخال المساعدات، تاني مطلب للستات وقف نصب التنسيقات"، في إشارة إلى التقارير عن عمليات تنسيق تجري على المعبر لدخول الفلسطينيين النازحين إلى مصر بمقابل مادي. 

وتضمنت الهتافات "من القاهرة ألف تحية غزة حرة غزة أبية"، و "اوعى با مصري تخون أفكارك، كامب ديفيد عاري وعارك"، و"مفتاح المعبر مع مين والناحية التانية فلسطين"، و"يا دي الذل ويا دي العار مصر مشاركة في الحصار".

من المسيرة النسائية للتضامن مع نساء غزة في يوم المرأة العالمي، 8 مارس 2024

استطاعت المسيرة التحرك من شارع رمسيس لمنتصف شارع عرابي لمدة استمرت نحو  15 دقيقة، حتى استوقفها رجال أمن بزي مدني ظهروا في منتصف شارع عرابي قادمين جريًا من ناحية شارع 26 يوليو لمحاصرة المسيرة التي فاجأتهم. 

وطوق عدد محدود من رجال الأمن المسيرة وسط إصرار المشاركات على الوقوف والهتاف لدعم فلسطين ونساء غزة، وسألهن أحد رجال الأمن "انتوا تبع إيه"، فأجابت إحدى المشاركات "احنا ستات مش تبع حاجة خالص". 

واستكملت الناشطات الهتافات لمدة ربع ساعة حتى فضها رجال الأمن وأنهوا الوقفة وسمحوا للمشاركات بالتحرك، بينما تخلل عملية الفض مشادات مع بعضهن مثل الناشطة ماهينور المصري التي حاول أحد رجال الأمن بزي مدني ملاحقتها مع بدء تحركها، فقالت للمسؤول "انت قلت مش هتمشّي حد ورايا". 

بينما حاول أحد الضباط بزي مدني استيقاف أخريات وطلب الاطلاع على البطاقة الشخصية وهو ما حدث مع الناشطة الحقوقية الدكتورة ماجدة عدلي، إحدى مؤسسات مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف. 

ورغم انتهاء الوقفة وتحرك جميع المشاركات، ظلت خمس سيارات ميكروباص وسيارتا شرطة في شارع عرابي، منها 3 سيارات ميكروباص محملة بمجموعات من الشباب في زي مدني.