قال مصدر قضائي لـ المنصة إن الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة للمتهمين بابتزاز وتهديد الطالبة نيرة الزغبي، تصل عقوبتها للسجن 15 عامًا.
وتوفيت نيرة ذات الـ19 عامًا، في 24 فبراير/شباط الماضي، إثر وصولها للمستشفى مصابةً باضطراب في الوعي وهبوط حاد في الدورة الدموية، ودخلت في غيبوبة فارقت على أثرها الحياة، عقب تناولها حبة الغلال السامة، وفي 2 مارس/آذار الحالي، قررت النيابة فتح التحقيق في وفاتها بعدما تداول نشطاء أنها تعرضت للابتزاز.
وحسم بيان أصدرته النيابة العامة، أمس، الشكوك التي أثيرت حول وفاة نيرة، مؤكدًا أن التحقيقات أثبتت شراءها 3 حبات غلال سامة من أحد التجار، بعد تعرضها لضغوط نفسية ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها، المتهمة الأولى، بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها وأرسلتها إلى زميلها المتهم الثاني.
ووجهت النيابة لزميلي نيرة تهمتي "التهديد كتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب (جناية)، والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها (جنحة)".
وأوضح المصدر القضائي، الذي يتولى رئاسة إحدى محاكم الجنايات، أن تهمة التهديد بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة، وردت عقوبتها بالمادة 327 من قانون العقوبات، والتي تعاقب "كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو السجن المؤبد أو المشدد أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور مخدشة بالشرف وكان التهديد مصحوبًا بطلب أو بتكليف بأمر بالسجن".
وحسب المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه كونه غير مخول له التحدث إلى الإعلام، تعرف المادة 16 من القانون ذاته عقوبة السجن باعتبارها وضع المحكوم عليه في أحد السجون العمومية وتشغيله داخل السجن أو خارجه في الأعمال التي تعينها الحكومة خلال المدة المحكوم بها عليه، ولا يجوز أن تنقص تلك المدة عن ثلاث سنين ولا أن تزيد على خمس عشرة سنة إلا في الأحوال الخصوصية المنصوص عليها قانونًا.
أما تهمة الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، فتعاقب عليها المادة 309 من قانون العقوبات بالحبس الذي لا تزيد مدته عن سنة، وفقًا للمصدر، حيث تنص تلك المادة على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن وذلك بأن استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أياً كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون، أو التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أياً كان نوعه صورة شخص في مكان خاص.
وكانت النيابة العامة أكدت في بيانها الأخير أن "المتهم الثاني قام بالتدوين على المجموعة التي تتضمن جميع طلاب الدفعة بالجامعة على الواتساب بأن إحدى الطالبات، دون الإشارة إليها تحديدًا، لها مراسلات وصور خاصة بها، مهددًا إياها بنشرها في الوقت الذي يختاره الطلاب على الجروب، وصحب ذلك طلبه منها بالاعتذار عما بدر منها من إساءة في حق المتهمة الأولى".
وحذرت النيابة من التعدي على حرمة الحياة الخاصة، مؤكدة أنها "ستتصدى بحزم لأي وقائع تتضمن انتهاكًا لهذا الحق، كما ستتصدى لظاهرة النشر والتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لأخبار من شأنها إثارة الرأي العام وإشاعة الفتن ونشر الكذب دون التريث والتحقق من المعلومات قبل النشر".
وكانت وزارة الداخلية قررت الجمعة وقف والد الطالبة المتهمة وهو ضابط شرطة برتبة رائد، عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات لضمان نزاهتها، وفق موقع الشروق.
ونيرة ليست أول فتاة تتعرض للابتزاز وتفقد حياتها إثر ذلك، فقبل عامين انتحرت الطالبة بسنت خالد بحبة غلة، إثر ابتزازها من قبل 5 شبان. وقضت المحكمة في مايو/أيار 2022 بمعاقبة 3 متهمين بـالسجن 15 سنة، و5 سنوات لاثنين آخرين من المتهمين.