قال مصدر مسؤول في وزارة الآثار وأحد مفتشي منطقة الهرم لــ المنصة إن الوزارة قررت تجميد العمل في مشروع كساء هرم منكاورع لحين حسم لجنة من المتخصصين جدوى المشروع، وطريقة تنفيذه المُثلى، وذلك عقب الجدل الذي أثاره الأيام الماضية.
كان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري أعلن عن مشروع بشراكة يابانية لدراسة وتوثيق الأحجار الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي للهرم الثالث، تمهيدًا لإعادة تركيبها، واصفًا المشروع بأنه "مشروع القرن"، قائلًا "سيتمكن الزائر من رؤية الهرم لأول مرة بالكساء الخارجي كما بناه المصري القديم".
وأثار هذا الإعلان استياء وهجوم العديد من الآثاريين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن نوعيه الحجارة المستخدمة، وتأثير ذلك على تصنيف الهرم من قبل اللجنة الدائمة لحماية الآثار.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن اللجنة المشكلة ستضم ثمانية خبراء آثار وهندسة وخمسة أساتذة معمار وترميم من الخارج، لافتًا إلى أن من بين أعضاء اللجنة عالم الآثار زاهي حواس. وأوضح أن هذه اللجنة تختلف عن الموجودة حاليًا في المشروع والمكونة من أثريي الوزارة وخبراء يابانيين.
وأشار المصدر إلى أن الوزارة أبلغت مفتشي منطقة الهرم مساء أمس بوقف المشروع مؤقتًا، على أن يقتصر عمل اللجنة المستقلة على تلقي التقارير ممن يدرسون الموقف على الأرض حول الهرم الأصغر، وحسم الموقف من المشروع المعلن.
وأوضح المصدر أن اللجنة المستقلة ستستمر في الدراسة لمدة عام كامل، قبل البت في بدء المشروع من عدمه.
وتعود قصة كساء الهرم إلى الكشف الأثري عام 2008 الذي خلص إلى أن بناء الهرم لم يكتمل بعصر منكاورع وابنه شبسسكاف، وأن الأعمال في واجهة الهرم الشمالية لم تتنه، حيث تُركت دون تسوية أو صقل مثل الموجودة على مدخل الهرم، وفق ما أوضحه خبير الآثار الدكتور منصور بريك.
وأضاف بريك لـ المنصة أن الملك منكاورع خامس ملوك الأسرة الرابعة بنى الهرم الثالث الأصغر في هضبة الجيزة، ليشكل مع هرمي جده وأبيه خوفو وخفرع أيقونة أهرامات مصر، ونظرًا للظروف الاقتصادية في عصره لم يستطع استكماله، وارتفع 66 مترًا فقط.
وأوضح بريك أن منكاورع قام بكساء الجزء الأسفل من هرمه بالجرانيت، ونجح في كساء الواجهة الشمالية للهرم بارتفاع 17 مترًا، لكنه لم يكمل كساء باقي الواجهات. ونظرًا لأن الهرم لم يكتمل فقد استخدم كمحجر في عصر رمسيس الثاني لقطع أحجار الجرانيت التى جلبها منكاورع من محاجر أسوان لكساء هرمه، وهي موجوده من الجهة الغربية والزاوية الشمالية الغربية.
ورغم ذلك، انتقد بريك مشروع وزارة الآثار المُعلن عنه مؤخرًا، قائلًا إن المشروع به العديد من المشاكل، بداية من المدة التي أعلن عنها وتتراوح بين عام و3 أعوام، فيما تحتاج كتل الجرانيت التي توجد من الجهة الغربية والشمالية إلى دراسة مطولة تستغرق أكثر من عام.
وأوضح بريك أن معظم أحجار الجرانيت حول الهرم ما زالت، كما جلبها المصري القديم من محاجر أسوان، كتلًا كبيرة غير مستوية وغير مشذبة بزاوية ميل الهرم، ما يجعل من الصعب التأكد من أنها سقطت من الكساء الخارجي للهرم.
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أعلن أن المشروع له أهداف علمية وأثرية، مشيرًا إلى أن الدراسة والمراحل المبدئية للمشروع تهدف إلى تنظيف المنطقة المحيطة بالهرم، وإزالة الردم حوله، ومعرفة الزوايا الأربعة الخاصة به، وكذلك دراسة ومعرفة أماكن وجود مراكب الملك منكاورع التي لم تكشف حتى الآن.