قتل عشرات الفلسطينيين، وأصيب آخرون، في قصف متواصل لجيش الاحتلال الإسرائيلي على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، بينما نقلت وكالة اﻷنباء الفلسطينية وفا "استشهاد 33 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، فجر اليوم الاثنين، جراء قصف الاحتلال لعشرات لمنازل في مدينة غزة".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في اليوم الـ101 من العدوان، إن الاحتلال الإسرائيلي "ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 132 شهيدًا و252 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية"، موضحة في بيان على فيسبوك أن "عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وكشف البيان عن "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 24100 شهيد، وإصابة 60834 آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وفي خانيونس، استمرت الاشتباكات طوال ساعات الليل، حتى صباح الاثنين، بين قوات جيش الاحتلال المتوغلة وسط وجنوب المدينة، وفصائل المقاومة الفلسطينية، وأكد شهود عيان داخل مجمع ناصر الطبي، تواصل معهم مراسل المنصة، سماع دوي اشتباكات كثيفة وانفجارات في محيط المُجمع.
من جهتها، ذكرت تقارير صحفية، اليوم، أن قصفًا إسرائيليًا لمنزل في حي الزيتون أسقط قتلى وجرحى. وقالت وكالة اﻷنباء اﻷردنية إن القصف استهدف منزل عائلة الحداد بجوار مسجد الشمعة شرق غزة، مضيفةً أن غارات إسرائيلية "مكثفة" استهدفت شمال قطاع غزة.
وقصفت دبابات وطائرات الاحتلال أهدافًا جنوب ووسط قطاع غزة، الأحد، ووقعت معارك في بعض المناطق مع مرور 100 يوم على بدء الحرب التي نشبت إثر هجوم السابع من أكتوبر.
من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إعادة تفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ في محافظة غزة منذ أمس الأحد، بعد توقفها قسرًا منذ نحو شهرين جراء محاصرة الاحتلال الإسرائيلي مركز إسعاف غزة ومستشفى القدس، حسب بيان اطلعت المنصة على نسخة منه.
وأكد مصدر في الهلال اﻷحمر لـ المنصة عملهم على تعزيز خدمات الجمعية الإسعافية في محافظة شمال غزة بمركبات إسعاف إضافية، بعدما تعرضت العديد من مركبات الإسعاف للتدمير إثر اقتحام جيش الاحتلال مركز إسعاف جباليا قبل نحو ثلاثة أسابيع.
ومؤخرًا، انتشرت العديد من مقاطع الفيديو من شارع الرشيد "البحر" غرب مدينة غزة لعشرات من المواطنين القاطنين يتجمعون حول شاحنة تحمل مساعدات من الدقيق، ويتهافتون عليها.
وقال أحد المواطنين بغزة، طلب عدم نشر اسمه، إن أسعار الدقيق ارتفعت على نحو غير مسبوق لقرابة 200 دولار أمريكي لكل شوال يزن 25 كيلو جرامًا، الأمر الذي أرهق كاهل المواطنين هناك، مضيفًا لـ المنصة "لم نتذوق الخبز منذ أسبوعين، لا يوجد طحين لنعمل على خبزه في المنزل، إضافة إلى أن الأسعار مرتفعة جدًا، لا يمكننا توفير النقود لتلبية احتياجاتنا الأساسية من الطعام".
وفي رفح جنوب القطاع، نظم الصحفيون وقفة احتجاجية أمام المستشفى الكويتي، استنكارًا لاستمرار استهداف الصحفيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكان آخرهم مصور قناة الغد الصحفي يزن الزويدي، مساء الأحد، شمال القطاع.
ورفع المشاركون لوحات عبرت عن رفضهم واستنكارهم استهداف الصحفيين المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وطالبوا المؤسسات الدولية والأممية بتوفير الحماية للصحفيين.
الاحتلال يسرق الممتلكات
وفي الضفة الغربية، قال نادي الأسير إن الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر صعّد عمليات السرقة والاستيلاء على الممتلكات من منازل تعود لعائلات المعتقلين القابعين في سجونه، وشملت أموالًا وذهبًا، وهواتف، وأجهزة كمبيوتر وسيارات، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة التي أحدثتها داخل المنازل التي تقتحمها.
وأضاف نادي الأسير في بيان له، الاثنين، نقلته وكالة اﻷنباء الفلسطينية وفا، أن "الاحتلال استهدف البنى التحتية بما فيها تجريف الشوارع والممتلكات العامة، كما جرى في جنين وطولكرم بشكل أساسي، وهدم منازل تعود لعائلات معتقلين وشهداء، فضلًا عن الاقتحامات التي طالت خلال الفترة الماضية محلات للصرافة، حيث تم خلالها الاستيلاء على أموال تقدر بملايين الشواكل دون أي وجه حق".
وأوضح أن "الاحتلال انتهج سياسة الاستيلاء على الأموال والممتلكات، التي تصاعدت على مدار السنوات القليلة الماضية بشكل كبير، وتحولت إلى إحدى أبرز السياسات الثابتة، وتركزت بشكل أساسي في القدس، من خلال استحداث قوانين وتشريعات، لشرعنة عمليات الاستيلاء. وما يجري بحق عائلات المعتقلين هو جزء من عدة مستويات تتعلق بهذه السياسة، التي تندرج في إطار سياسات الاستعمار الاستغلالي الإحلالي، الذي يهدف إلى رفع تكلفة النضال الفلسطيني، وفرض عمليات انتقام جماعية، واستهداف الوجود الفلسطيني".