على عكس المتوقع، بعد إقرار تعديلات بقانون الضريبة على القيمة المضافة التي تضمّنت زيادة الضريبة على السجائر، اختفت من السوق أنواع متعددة من السجائر خلال الأيام الماضية، بينما يطلب بعض الباعة ضعف السعر الرسمي للعبوة الواحدة إن توافرت لديه.
ويشير رئيس شعبة الدخان والسجائر بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إبراهيم إمبابي لـ المنصة إلى إجراءات أخرى بجانب الضرائب يجب على الحكومة القيام بها للسيطرة على السوق.
وصدق الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على تعديلات بقانون الضريبة على القيمة المضافة، تضمنت زيادة ضريبة الجدول بنحو 50 قرشًا على الشرائح الثلاث لأسعار السجائر، بحيث تصبح 450 قرشًا على السجائر التي تقل أسعارها عن 31 جنيهًا، و700 قرش على السجائر التي تتراوح أسعارها بين 31 و45 جنيهًا، و750 قرشًا على السجائر التي تزيد أسعارها على 45 جنيهًا.
ونفذت شركة الشرقية للدخان إيسترن كومباني القرار على أسعار سجائر كليوباترا، وبعد نحو أسبوع من نشر الجريدة الرسمية لتصديق السيسي، أعلنت شركة فيليب موريس مصر، الاثنين الماضي، رفع أسعار السجائر والتبغ المسخن ما بين 6 و10 جنيهات.
وحصلت فيليب موريس على رخصة لتصنيع السجائر في مصر، لكن تظل "الشرقية" هي المنتج الوحيد لسجائر كليوباترا الشعبية.
ووفقًا لبيان الشركة ارتفع سعر عبوة السجائر ميريت بأنواعها، ومارلبورو بأنواعها بنحو 10 جنيهات، بينما ارتفع سعر عبوة l&M بنحو 8 جنيهات.
أسعار على الورق
وأعلنت شركة فيليب موريس قائمة بالأسعار الجديدة لمنتجاتها الجديدة، ليصبح سعر عبوة الميريت بأنواعها 74 جنيهًا، بدلًا من 64 جنيهًا، بينما أصبح سعر عبوة مارلبورو بأنواعها 69 جنيهًا، بدلًا من 59 جنيهًا.
كذلك أصبح سعر عبوة L&M بأنواعها 50 جنيهًا، بدلًا من 42 جنيهًا. لكن "هذه الأسعار على الورق"، حسب جمال حنفي، صاحب كشك في حي المقطم، أوضح لـ المنصة أن الأسعار التي تعلنها الشركة لا يتم التداول بها في السوق، "يعني حضرتك بتشوف حد بيغير دولار بالسعر الرسمي، السجاير بقت زي الدولار".
ويضيف جمال، وهو يرد بالنفي على مشترٍ يسأل على علبة L&M، أن "سوق السجاير فيه تجار كبار وناس كتير دخلت فيه السنة اللي فاتت دي (..) يعني النهاردة أنا لو معايا 200 ألف جنيه، وهعمل بيهم مشروع هيدخل 2000 جنيه شهري، أبقى غلطان، أنا أروح اشتري سجاير وأخزنها وأكسب خمسة أضعاف".
وفي جولة لـ المنصة بأحياء المقطم والمعادي ووسط البلد والزمالك والدقي، اختلفت أسعار النوع الواحد من السجائر من مكان إلى آخر، فيما جاء أعلى سعر لعبوة سجائر ميريت في شارع التحرير بحي الدقي وكان 145 جنيهًا. بينما وصل سعر العبوة ذاتها في كشك بوسط البلد إلى 120، والـL&M بـ85 جنيهًا، وفي كشك جمال في المقطم، بيعت عبوة L&M بسعر 80 جنيهًا، ومارلبورو بـ105 جنيهات، وميريت بـ110 جنيهات، وكيلوباترا بـ60 جنيهًا، ويبرر جمال هذه الأسعار بأن هناك وسطاء بينهم البائع والشركات المصنعة.
ولفت إلى أنه في السابق "كان وسيط واحد"، لكن الآن أصبح هناك وسطاء و"فيهم ناس بتخزن وتعطش السوق عشان ترفع الأسعار".
الضرائب فقط ليست حلًا
ملاحظة جمال هي نفس ما يذهب إليه رئيس شعبة الدخان والسجائر إبراهيم إمبابي، مؤكدًا أن "فرض الضرائب على السجائر لن يحل وحده أزمة ارتفاع أسعارها بالسوق المحلي".
وأضاف لـ المنصة أن فرض الضريبة واحد من ثلاثة حلول كانت مقترحة لحل أزمة ارتفاع الأسعار في السوق المحلي، و"دون الضلعين الآخرين ستظل الأزمة كما هي"، وأكد إمبابي "ضرورة تعديل هرم التوزيع، بمعنى أن يحصل صغار الباعة والأكشاك وغيرهما على السجائر من الشركة بشكل مباشر دون اللجوء لكبار الموزّعين".
وأضاف "لو الشركات مقلبتش الهرم التوزيعي يبقوا متواطئين مع التجار قولًا واحدًا".
وأكد أنه حال قلب هرم التوزيع "لن تخزن الحلقات الوسيطة البضاعة وتاجر التجزئة الذي يحصل على كميات بسيطة سيبيعها ولن يخزنها".
ومن بين حلول الأزمة، حسب إمبابي، أن تطرح وزارة التموين السجائر التي ضبطتها خلال حملاتها على التجار الشهور الماضية، لافتًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى زيادة المعروض بالتالي ضرب السوق السوداء وضبط الأسعار.