تسبب تأخر المديريات التعليمية في إعلان نتيجة التحويل الإلكتروني بين المدارس والإدارات التعليمية، في أزمة بين أولياء الأمور والمدارس الخاصة، إذ تتمسك الأخيرة بسداد أولياء اﻷمور 10% من قيمة مصروفات السنة الدراسية الجديدة، نظير الحصول على ملف الطالب، في حين يرفض اﻷهالي الشرط، كونهم ليسوا سببًا في تأخير البت في طلبات التحويل، بحسب مسؤول بقطاع التعليم الخاص والدولي بالوزارة تحدث للمنصة.
وحسب نص القرار الوزاري رقم 420 لسنة 2014، فإنه يحق للمدرسة الخاصة خصم 10% من مصروفات القسط الأول، إذا رغب ولي الأمر في سحب ملف ابنه وتحويله لمدرسة أخرى، قبل بداية الدراسة، وفي ظل فتوى صادرة عن الوزارة سبتمبر/أيلول 2021، يُحظر على أي مدرسة طلب مبالغ مالية من ولي الأمر الراغب في التحويل، طالما لم يدفع المصروفات ولديه نية في ترك المدرسة.
وكشف مصدر مسؤول بقطاع التعليم الخاص والدولي بوزارة التربية والتعليم للمنصة، أنه "وردتهم شكاوى عديدة من إجبار المدارس الخاصة أولياء الأمور، على سداد 10% من قيمة المصروفات، طالما انتهى شهر أغسطس دون سحب ملف الطالب وتحويله لمدرسة أخرى"، معقبًا "المديريات التعليمية سبب الأزمة دي".
ويُشترط لتحويل الطالب من مدرسة خاصة إلى أخرى تجريبية لغات (حكومية)، أن يتقدم ولي الأمر بطلب للتحويل الإلكتروني، على أن يتم البت فيه من خلال لجان مختصة بذلك داخل المديريات والإدارات التعليمية، لكن نتيجة التحويلات لم تظهر بعد، سواء بالقبول أو الرفض، على الرغم من انتهاء شهر أغسطس/آب، كآخر مهلة تسمح بها المدارس الخاصة لسحب ملفات الطلاب، أو تحويلهم لمدارس أخرى، دون دفع جزء من قيمة المصروفات.
وقال المصدر "لأن المديريات التعليمية اتأخرت في البت بطلبات التحويل قبل سبتمبر، المدارس بدأت تطالب أهالي الطلبة اللي مدفعتش بالمصاريف، ولما ولي الأمر يقول أنا هحول من عندكم يطلبوا منه 10% من قيمة المصروفات، وطبعًا ولي الأمر رافض يدفع لأن ابنه مش هيكمل في المدرسة وبيقول أنا مليش دعوة، الوزارة هي اللي اتأخرت في البت في طلب التحويل".
وحسم المصدر الموقف الراهن بقوله "مش من حق المدرسة تجبر ولي الأمر على دفع أي فلوس مقابل إنه يحول ابنه، طالما المدرسة لسه مبدأتش، وطالما إنه مدفعش، وطالما إنه مكنش عنده نية البقاء في المدرسة، علشان كده بندرس نبعت مخاطبة رسمية للمديريات التعليمية إنها تلزم المدارس الخاصة بتسليم الطلاب اللي عايزين يحولوا ملفاتهم بدون أي فلوس".
تحويل لظروف اقتصادية
واشتكت أسماء مصطفى، للمنصة، وهي ولية أمر طالبين بمحافظة الجيزة، من مطالبة المدرسة الخاصة لها، بنسبة من مصروفات العام الدراسي المقبل، رغم أنها أبلغت الإدارة منذ مطلع أغسطس، برغبتها في تحويلهما إلى مدرسة تجريبية لغات، أمام الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتعرض لها الأسرة، وعدم قدرتها على دفع مصروفات المدرسة الخاصة المقدرة بـ50 ألف جنيه للطالبين.
وقالت الأم "لما أكون أنا بحول من المدرسة الخاصة علشان مش قادرة على مصروفاتها، ومش معايا أدفع حتى القسط الأول، وقدمت على طلب تحويل إلكتروني لمدرسة تجريبية لغات، وبلغت المدرسة، والإدارة التعليمية لسه مردتش على طلب التحويل بتاعي. أنا ذنبي إيه أدفع 5 آلاف علشان أخد ورق عيالي؟. طيب الفلوس دي أروح أدفع بيها مصاريف عيالي في المدرسة التجريبية لمدة سنتين مش سنة واحدة".
وتصل مصروفات المدارس التجريبية لغات، وهي الموازية لنظيرتها الخاصة من حيث المناهج وطريقة التدريس، إلى 1275 جنيهًا في مرحلة رياض الأطفال (كي جي 1)، و955 جنيهًا لمرحلة (كي جي 2)، ومن الصف الأول الابتدائي إلى السادس الابتدائي 905 جنيهات، وفي المرحلة الإعدادية مصروفات جميع الصفوف 760 جنيهًا، وشهادة الثانوية العامة 1221 جنيهًا، والصفين الأول والثاني الثانوي 1206 جنيهات بخلاف مصروفات الكتب الدراسية التي تصل لألف جنيه للطالب.
ولا يحق لأي مدرسة تجريبية لغات، قبول طلبات التحويل إليها، إلا بعد تسجيل الطالب طلب التحويل إلكترونيا، ويتم البت فيه، وإخطار الإدارة التعليمية، ثم إخطار المدرستين (المحول منها والمحول إليها)، أي لا يوجد تحويلات ورقية إلى المدارس الحكومية، وكل هذه الإجراءات مرتبطة بالبت في التحويل الإلكتروني، الذي لم تحسمه غالبية المديريات التعليمية حتى نهاية أغسطس.
كما لا يحق للطالب، قبول أوراقه وملفه الدراسي، في المدرسة المحول إليها، إلا بموافقة المدرسة المحول منها، وبعدها يحصل على الملف لتسليمه إلى المدرسة المقبول فيها، ومن هنا يتعرض أولياء الأمور لضغوطات مدارس خاصة، لإلزامهم على دفع جزء من المصروفات، أو دفع الـ10%، بدعوى أنهم تأخروا في التحويل، بحسب المصدر بقطاع التعليم الخاص والدولي.
وقال عضو جمعية أصحاب المدارس الخاصة ومالك إحدى المدارس صفوت علام، إن "المدرسة تخسر ماليًا، عندما يتأخر ولي الأمر في سحب الملف منها، لذلك تحصل منه على 10% من قيمة المصروفات أو تخصم من القسط الأول، إذا دفعه، ثم طلب التحويل"، مبررًا ذلك "المدرسة خلاص عملت حسابها إن الطالب ده متسجل عندها، مع إنه لو كان حوّل بدري، كان ممكن المدرسة تقبل طالب مكانه، وبكده هو خسرها لأنه حجز مكان طالب، وبعدها طلب يمشي.. طيب أنا كمدرسة استفدت منه إيه؟".
