منشور
الأحد 27 أغسطس 2023
- آخر تحديث
الأحد 27 أغسطس 2023
قال مصدر مطلع داخل موقع ذات مصر، طلب عدم ذكر اسمه، للمنصة، إن الموقع توقف عن العمل بقرار داخلي في ظل ما يواجهه من "غضب من السلطة تجاه أداء الموقع وسياساته في الفترة الأخيرة"، مشيرًا إلى أن القرار جاء لتخفيف حدة الغضب.
ولاحظت المنصة توقف الموقع منذ يومين، وعند محاولة الوصول إليه تظهر صفحة بيضاء مكتوب عليها "مغلق للصيانة"، في سابقة غير شائعة في المواقع المصرية، التي يتعرض العشرات منها للحجب دون أن تُعلن جهة مسؤوليتها عنه، ويظهر عند محاولة الوصول إليها عبارة "لا يمكن الوصول لهذا الموقع".
وكان موقع ذات مصر نشر حوارًا قبل أيام، مع وزير السياحة الأسبق منير فخري عبد النور، أجراه معه رئيس مجلس إدارته صلاح الدين حسن، وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية والانتخابات الرئاسية التي تتدخل فيها "أجهزة" بحسب وصف الوزير السابق، علمًا بأن أرشيف الموقع متاحًا على مواقع البحث، على عكس حوار عبد النور.
في غضون ذلك، رفض المصدر نفسه في موقع ذات مصر، ذكر مزيد من التفاصيل حول مظاهر الغضب من أدائهم، وما إذا كانوا تلقوا رسائل تحذيرية ما، مكتفيًا بالإشارة إلى أنهم لجأوا لقرار التوقف لعلهم يستطيعون "الخروج من الأزمة هذه المرة".
وتابع "نحن نلتزم الصمت حتى لا نتسبب في مزيد من الاحتقان قد يعرض الموقع لعدم العودة مجددًا، وهدفنا هو كسب هامش من حرية الصحافة لا الدخول مع السلطة في صدام، لأننا نعمل صحفيين لا كسياسيين".
وقال عبد النور خلال الحوار إن "حرية الرأي مقيدة في مصر". وعند التطرق إلى الانتخابات الرئاسية قال "عايزين انتخابات حقيقية، رأيي البحث عن كومبارس في منافسة السيد عبد الفتاح السيسي مسرحية هابطة، مبتقنعش الرأي العام المصري، مبتقنعش الرأي العام العالمي، مبتقنعش وسائل الإعلام العالمية التي تنقل الصورة عن مصر، وده اللي بيشوه صورة مصر في الخارج".
وعن ترشح الرئيس لفترة قادمة قال الوزير الأسبق "حقه، قراره هو، لكن لابد أيضًا أن المناخ العام والقواعد العامة يجب أن تتيح لمن يعارضون سياسته أن يرشحون نفسهم، ويطرحون نفسهم كبدائل".
كما وصف عبد النور وهو قيادي وفدي، رغبة رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة في الترشح للرئاسة بـ"المسرحية الهابطة"، متساءلًا "هل حزب الوفد في شكله الحالي اليوم وخلال السنوات الماضية، عارض سياسة الرئيس، طرح بدائل لسياسات عبد الفتاح السيسي، هل لديه برنامج يقدمه للشعب المصري، يا جماعة الانتخابات الرئاسية عملية جادة، بنتكلم عن المنصب السامي، لازم نحترم الشارع المصري".
وسأل مدير تحرير موقع ذات مصر عبد النور: هل وصفت عبد السند يمامة بالنكرة في التويتة الشهيرة، فرد: أنا مسمتهوش، أنا كنت بقصد الأجهزة، لأن الأجهزة هي من تبحث عن كومبارس. وحاولت المنصة الوصول إلى تلك التويتة لكنها حُذفت.
وفي غضون ذلك، قال مصدر بمجلس نقابة الصحفيين، أن النقابة لم تتلق أي شكاوى من القائمين على الموقع، تفيد بتعرضهم للتضييق أو الحجب. وقال المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، إن الموقع غير مُرخص ولم يبادر القائمون عليه بالمضي قدمًا في إجراءات ترخيصه عبر مخاطبة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، موضحًا أن النقابة لم تُستدعَ في المشكلة وبالتالي فمن الواضح أن قرار غلق الموقع صدر من القائمين عليه.
ويعد حوار عبد النور هو الحوار الثالث في سلسلة حوارات صحفية أثارت الجدل، أجراها صحفيو ذات مصر، مع شخصيات عامة للتعليق على الأوضاع، جاء الحوار الأول فيها مع نائب رئيس حزب مستقبل وطن حسام الخولي، والذي قرر الانسحاب من الحوار وعدم إكماله بعدما واجهه رئيس تحرير الموقع معوض جودة، بسؤاله الأول حول علاقة الحزب بالأجهزة الأمنية.
أما الحوار الثاني وهو الذي أجراه رئيس التحرير أيضًا مع الكاتب الصحفي والإعلامي ناصر القفاص، والذي انتقد فيه الأخير غلق السلطات للمجال العام، مؤكدًا أن البرلمان تم تشكيله بتواطؤ على الشعب ويعمل ويسن قوانين لا تخدم مصالح الناس، مشيرًا في ذات الحوار إلى أن الفشلة فقط، على حد وصفه، هم من يتصدرون المشهد الإعلامي الآن، والدولة تحتكر الإعلام وتحتقر الإعلاميين.
وتأسس موقع ذات مصر في العام 2020، بتمويل إماراتي كموقع شامل، يعتمد على القصص المعمقة، ولم يستمر سوى سنة وتسعة شهور، حيث بدأ التمويل ينخفض، فسرّح القائمون على الموقع جزءًا من العمالة، ثم خفّضوا المرتبات، وأخيرًا أغلقوه دون إعلان، بحسب مصادر عملت فيه.
وفي وقت لاحق أعلن رئيس مجلس إدارته صلاح الدين حسن عن عودة الموقع للعمل، وذلك في مارس/آذار الماضي، قبل أن يُغلق مؤخرًا.