5 أعوام على إنشاء "المثلث الذهبي".. والإيرادات "صفر"
وقع الجهاز التنفيذي للمشروعات الصناعية والتعدينية التابع لوزارة الصناعة والتجارة، قبل يومين، بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، لتقديم خدمات استشارية للأعمال الهندسية والمُتطلبات الفنية لمشروعات الهيئة. لكن الهيئة لم تُحقق أي إيرادات خلال العامين الماليين الماضي والحالي، فيما بلغ حجم إنفاقها 20 مليون جنيه، بواقع 10 مليون جنيه سنويًا.
وتوزعت موازنة العام 2022/2023 ما بين 10 مليون حنيه استخدامات استثمارية، و10 مليون جنيه تحويلات رأسمالية، و10 مليون للتكاليف والمصروفات. وفي موازنة العام الحالي 2023/2024 بلغ الإجمالي 30 مليون جنيه تنقسم إلى 20 مليون جنيه إيرادات رأسمالية كلها مساهمة من الخزانة العامة للدولة، و10 مليون جنيه جملة تكاليف ومصروفات وعجز نشاط الهيئة العامة لمنطقة المثلث الذهبي، وفقًا لما كشفته موازنة الهيئة.
وأُنشأت هيئة المثلث الذهبي قبل 5 أعوام، وتحديدًا في عام 2017 بالقرار الجمهوري رقم 341، كهيئة اقتصادية مستقلة، بمدينة سفاجا، وآلت إليها بقرار إنشائها مساحة تقترب من 7 آلاف كيلو متر مربع.
إلى ذلك، يُفسر وزير البترول الأسبق أسامة كمال، تعثر هيئة المثلث الذهبي في القيام بدورها بقوله إن "عدم وضوح دور الهيئة الاقتصادية لمنطقة المثلث الذهبي هو سبب تعثرّها، ذلك لأنها في الأصل كانت أحد مشروعات هيئة الثروة المعدنية التي جرى التفكير فيها عام 2012، لكن فوجئنا بفصلها عن هيئة الثروة المعدنية وإنشائها كهيئة اقتصادية مستقلة منفصلة دون أسباب واضحة".
ويُضيف للمنصة، أنه ومنذ فصلّها وإنشائها كهيئة اقتصادية مستقلة تابعة لوزارة الصناعة والتجارة وهي متوقفة أو متعثرة. ويُوضح كمال، أن مشروع المثلث الذهبي عند إنشائه كان أحد المشروعات التنموية، وجرى وضع خطط ودراسات لفرص استثمارية تتخطى الـ10 مليار دولار.
وتوجد منطقة المثلث الذهبي في الصحراء الشرقية في المنطقة ما بين قنا وسفاجا والقصير، حيث قاعدة المثلث على ساحل البحر الأحمر بطول حوالي 80 كم، ويمثل طريق قنا-سفاجا ضلع المثلث بطول حوالي 164 كم والضلع الثاني طريق قفط-القصير بطول حوالي 174 كم، فهناك حوالي 10 كم من قنا لقفط عبارة عن ثنية واضحة على الخرائط، ومساحة المثلث الكلية حوالي 7 آلاف كيلو متر مربع.
ويتابع وزير البترول الأسبق، أن المشروعات كانت تعدينية لأبرز المعادن المُستخرجة من المنطقة وعلى رأسها الفوسفات، بالإضافة إلى إنشاء مطار وفنادق، ومصانع إنتاج خلايا شمسية، ومحطة توليد كهرباء.
ويعلق كمال "من الواضح أنه لا يوجد أي تقدم على الأرض في المشروع، قد يكون البروتوكول الذي تم توقيعه بين هيئة المثلث الذهبي ووزارة الصناعة بداية تعاون قد يُثمر عن شيء".
ويقضي البروتوكول بتقديم الوزارة خدماتها على ثلاث مراحل، تتلخص في إجراء المعاينات وإعداد التقارير الفنية اللازمة، وإجراء أعمال الرفع المساحي والميزانية الشبكية، وأعمال الجسات الاسترشادية وأبحاث التربة والدراسات الحقلية وتوصيات التأسيس، فضلاً عن إعداد الدراسات التخصصية التي قد تتطلبها بعض المشروعات والتي تسندها الهيئة لجهات متخصصة، بحسب بيان وزارة الصناعة.
أما المرحلة الثانية فتتمثل في إعداد المُخطط العام الابتدائي للمشروع وحساب تكلفته التقديرية، كما تشمل المرحلة الثالثة إعداد المخططات والتصميمات والرسومات التصميمية وفقًا للمخطط العام والتقرير الابتدائي المعتمد، وإعداد المواصفات الفنية العامة والخاصة للأعمال، وإعداد قوائم الكميات.