ميشيل حنا - أعمال بناء المحلات والبازرات في حديقة المتحف المصري.
صورة بالقمر الصناعي للمتحف المصري بعد بدء عملية التطوير.

انتقادات لإنشاء محال تجارية في حديقة المتحف المصري.. ومديره: تطوير بمعايير عالمية

محمد حميد بسمة فرج
منشور الخميس 17 أغسطس 2023 - آخر تحديث الخميس 17 أغسطس 2023

أثارت صور للمتحف المصري تُظهر أعمال بناء في حديقته، غضبًا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي، في وقت اعتبرت أستاذة العمارة والتصميم بجامعة القاهرة الدكتورة سهير حواس تلك الأعمال "تشويهًا" للمتحف، مشيرة إلى أنها تمتد حتى ضريح ميريت باشا، صاحب فكرة إنشاء متحف للآثار المصرية.

وكان الناشط ميشيل حنا نشر بوست عبر حسابه الشخصي، حول وجود أعمال بناء لمحلات في حديقة المتحف المصري بالتحرير، معتمدًا على تقنية القمر الصناعي، والتقاط صورتين للمتحف قبل وبعد أعمال البناء.

بينما علق رئيس المتحف المصري بالتحرير الدكتور علي عبد الحليم، على اعتراض البعض قائلاً للمنصة إن "المشاريع المُنفذة بالمتحف تتم وفقًا للمستوى العالمي للمتاحف، وهذا متواجد بكل العالم"، مؤكدًا أنه تمت دراسة المشروعات المنفذة بالمتحف قبل تنفيذها.

وأرجع عبد الحليم أعمال تطوير المتحف والإنشاءات الجديدة إلى أنه "لا بد من التوسع بالمطاعم والبازارات بداخله، كي تلائم عدد الزوار والسياح وتعود السياحة الثقافية كما كانت عام 2010".

وكانت مصر بدأت في تطوير المتحف المصري بالتحرير بمنحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي قدرها 3.1 مليون يورو منذ عام 2019، على أن يتم تنفيذه بالتعاون مع خبراء أوروبيين في المتاحف وسيناريو العرض المتحفي، للنهوض بالمتحف المصري ورفع كفاءته بالشكل الذي يؤهله لتحسين تجربة الزوار المصرين والأجانب وتعزيز أثره الاقتصادي ووضعه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويُساهم تحالف من خمسة متاحف أوروبية يضم: المتحف المصري بتورين بإيطاليا، ومتحف اللوفر في فرنسا، والمتحف البريطاني بإنجلترا، والمتحف المصري بألمانيا، والمتحف الوطني للآثار بهولندا، بالإضافة إلى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، والمعهد المركزي للآثار، في وضع رؤية استراتيجية مستقبلية للمشروع ضمن المعايير الدولية. وافتتحت مصر المرحلة الأولى من تطوير المتحف المصري في فبراير/شباط 2023.

لكن أستاذة العمارة والتصميم العمراني بجامعة القاهرة الدكتورة سهير حواس، تقول للمنصة، "إحنا مش ضد عمل محلات بالمتحف، لكن ضد إزالة حديقة المتحف الخلفية وإنشاء محلات خلفها".

وتساءلت حواس عن الفرق الذي ستضيفه المحال الجديدة، قائلة "المتحف موجود به محلات أصلًا". واعتبرت تصميم المحال الجديدة أمام ضريح ميريت باشا تشويهًا للتاريخ.

وفرانسوا أوجست فردينان ميريت، الذي صممت المحال التجارية أمام ضريحه، هو من أسس أول متحف للحضارة المصرية وكان في بولاق، توفي عام 1881، وعندما أنشئ المتحف المصري بالتحرير نُقلت مقبرة مارييت إلى مقرها الحالي خلف المتحف المصري بالتحرير تكريمًا له.

ولفتت أستاذة العمارة والتصميم العمراني في جامعة القاهرة، إلى أن المتحف المصري بالتحرير مبنى أثري وتاريخي وله أهمية قصوى، لذا كان يجب الحفاظ على الهوية البصرية للمتحف، بحيث لا تبدو المحلات أو البازرات التي سيتم إنشاؤها مخالفة لقيمة وأهمية المتحف.

وقيّمت حواس ما يحدث داخل حديقة المتحف المصري بوصفها "عيب كدة، أعمل شوية محلات أبيع فيها شوية خردة، دا يعني عدم فهم لقيمة وتاريخية وأهمية المتحف".

ونبهت حواس أنه لو كان من الضروري إنشاء محلات بحديقة المتحف، فكان لا بد من خفض ارتفاعها بحيث لا تُعيق رؤية ضريح ميريت باشا، مشيرة إلى أن وزارة الآثار أو غيرها ليست جهة تصميم للتطوير، لذا كان لا بد من سؤال المختصين حول عملية التطوير.